أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر مصلح - ألناقدة جهاد بدران في الميزان النقدي














المزيد.....

ألناقدة جهاد بدران في الميزان النقدي


عمر مصلح

الحوار المتمدن-العدد: 6941 - 2021 / 6 / 27 - 11:14
المحور: الادب والفن
    


جهاد بدران.. من الأسماء التي لفتت انتباهي بعد عودتي إلى النبع، إذ صادفت أسماءً لم أكن من متابعيها، وبعضهم كان غير موجود، لكنها أسماء لها مساحة واسعة من الجمال، وفي اتجاهات الأدب المختلفة.
قرأت كل الأوراق النقدية، فاستوقفتني الكاتبة بدران، حيث تعمل بديناميكية ومطاولة غريبة، ولها القدرة على تطويع النص وفق ماتراه، إذ تمتلك طاقة تحليلية ممتازة، ولها موقف واضح من كل نص، وهذا يتطلب جهداً فكرياً استثنائياً، من حيث الوقت والقدرة على التحليل والتأويل.
فعلى الناقد - كما هو معلوم - أن يكون ملماً باتجاهات النقد ومداخله، هذا إذا اشتغل على المناهج النقدية القديمة، والمقصود بالقديمة هنا ألمناهج الأولية التي اشتغل عليها كبار النقاد مثل النقد الإنطباعي والالمعياري والسياقي ووالجمالي والحديث.. وبكل المداخل الـ (الأخلاقي والسايكولوجي والإجتماعي والشكلي والنموذجي).
وهذا كله يحتاج إلى فرشة معلوماتية واسعة جداً (إنسكلوبيدية)، إضافة للفكر طبعاً، فالفكر يتشكل بوعي متخصص ودقيق لبنية المعرفة، إذاً هو (الناقد) أمام ثلاثية لا يمكن فصلها :
ألفكر.
ألمعرفة.
ألفن.
إذ تتشكل وتشكل ما نسميه بالثقافة، وقد أورد الخليل ابن أحمد الفراهيدي تعريفاً بسيطاً للثقافة (قياساً بالتطور الذي حدث على مفهوم الثقافة) مفاده :
(ألمثقف هو من يعرف كل شيء عن شيء وشيئاً عن كل شيء).
والنقد هو أعلى مراحل الثقافة.
وعليه أن يتحصن بلغة رصينة ، وأن يكون مخلصاً لعمله، مراعياً شرف الكلمة بعيدا عن كل إشكاليات العلاقة مع الناص، كونه يتعامل مع نص، وعليه أن يعي ذلك.
ومن جماليات ما وجدته في الناقدة بدران، أنها تشتغل على الجانب المضيء قبل تأشير الجوانب المعتمة، إنطلاقاً من أن نصف الكأس ماءً وليس نصف فارغ.
والمدهش أنها تشتغل على التفسير والشرح، ثم تعمل على المعالجة الأسلوبية والإيهام التشكيلي ( ألشكل والمضمون).
وبهذا تتخذ عدة خطوات، رغم انها تقدّم أو تؤخر بالتسلسل الحتمي، لكنها بالنهاية تحقق المغزى.
فوجدتها تشتغل على الوصف، والتحليل الشكلي، والتأويل، والحكم.
لكنها -غالباً- تعطي الأحكام مع كل مفصل، ولا تتحفظ به إلى النهاية، وهذا ما أعمل عليه أنا غالباً.
وحين يكون الهاجس هو إثراء التجربة المستقبلية، وتحفيز الحواس والمشاعر بتكوين تصورات عن المادة المنقودة، وتثوير وكشف الكامن من المعاني في العمل.. حينها يكون الناقد قد أدّى وظيفته على أتم الوجوه.
وللأمانة أقول أن الناقدة جهاد بدران قامت بكل ما أوردنا حين نراجع كل قراءاتها، وقد تغفل قصداً عن بعضها، وقد تؤجل البعض الآخر، وأنا أشرّت ذلك في تعقيباتي، ومداخلاتي على أغلب نصوصها التي قرأتها.
ورب سائل يسأل عن جدوى النقد أقول :
إن النقد استمرار للتطور الفكري الفلسفي، وهو عامل مهم ورئيسي في تطوير الوعي الجمالي وتعزيز القدرات التذوقية عند المتلقي.
ومن هنا ستتبلور فكرة عند المتلقي عن النقد العلمي والنقد العشوائي، وهذا سينعكس على قدرته التحليلية لجمالية النص أو ترهله.
ولا أستبعد عن هذه الناقدة أن تفاجئنا بدراسة حداثوية كأن تكون بنيوية أو تفكيكية أو سيميائيةأو تداولية.
حيث اكتشفت، من خلال متابعاتي لكتاباتها أنها تثير قضايا من هذا النوع، لكنها لا تقف عندها كثيراً.
وحسب اعتقادي أن سبب ذلك يعود إلى مراعاة قدرة المتلقي في فك شفرات هذه الإتجاهات الشائكة، كونه (ألمتلقي) غير مختص بالنقد، وبذلك تكون قد سلبت منه متعة المتابعة.
وبآخر متابعة لي، كانت قد عرَّجت على السيميائية قليلاً ثم أغفلتها قرائياً، فعرفت السبب، وتيقنت أني أزاء عقل لا يستهان به، بل يجب التحوط منه، والعمل على مواكبتها بغية التنور والإستفادة.
مناورة، مراوغة، واعية حد الإحتيال على الناص لاستنطاق نصه، وتؤدي ذلك بجدارة، وهي بذلك تجعلني أستحضر صورة من يثير قضية كبيرة، ويتمسكن على أنه لايدري ماذا يحدث، ويغادر المكان كأي مسكين بسيط.
وهنا في هذه الورقة التي انا بصددها، والتي أفردتها بعيداً تقريباً عن نصي، وجدتها قد اشتغلت على البنية والتراكيب اللغوية، والوقوف على البنى التي تسير على نظام معين، وهو مانسميه النسق.
ومن حِيَلِ هذه الناقدة (المشاكسة) عملت على الإستعارة بحذف أحد طرفي التشبيه بين المشبه والمشبه به، وقد أجادتها بطريقة جعلتني أعيد قراءة هذا المفصل أكثرة من مرة وابتسامة الإعجاب مرسومة على كل ملامح وجهي، فانطلقت مني جملة عفوية عراقية سأحاول ترجمتها للهجة مفهومة من قبلكم (يخرب بيت عقلك على هالشيطنة).
وهنا لا أريد اعيد ماقالته جهاد في ورقتها، ولكني أقول لقد دخلت إلى كل غرف دماغي، باستقراء ذكي جداً، وشخّصَتْ كل مثابات اشتغالي، حيث اكتشفت كل مافي الجملة من مراعاة لكل تأثيراتها اللغوية، ودراسة تأثيرها النفسي على المتلقي.
ورغم إن النص قصير، وهو عبارة عن ومضة إلا أنها اشتغلت عليه كمادة لها أبعادها اللغوية والنفسية والعاطفية والغائية، بفكر منظّم خلاق، مستندة على إرثها المعرفي وخبرتها الفنية، وكثيراً من الـ (فهلوة).
أخيراً أقول :
نحن بصدد مشروع ناقدة أثبتت قدرتها على تعاطي المقدّرات، كمتعاطي المخدِّرات حين يوظّف مخياله لنقاط غير مرئية، وخطوتها القادمة هي الفلسفة إن شاء الله.



#عمر_مصلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشتار تولد من جديد 2
- تسكّع
- ماهية القصيدة
- تأويلات دوائر أحلام المصري
- عودة الكومينداتور
- قراءة تشكيلية في نص حواس أخرى للشاعرة أمل الحداد
- وفاء
- عواطف عبداللطيف.. بين الشعر والقصة القصيرة جداً
- إضاءات على مفهوم الإلتزام
- القصة القصيرة جداً.. بدايات وأسس
- جولة في مشغل نياز المشني
- نص و رأي و حوار في (إعتراف في محراب المنى)
- أنين منية الحسين
- كرميئيل
- دردشة على هامش الوقت مع الفنانة التشكيلية منى مرعي
- بوليفونية التفكير.. منى مرعي إنموذجاً
- مخالفة مرورية في موكب سلام محمود
- نصوص الزعيم اللونية.. موسيقا صامتة
- عادل قاسم.. سيمفونية قلق
- ديستوبيا.. من وجهة نظر حسين بريسم


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر مصلح - ألناقدة جهاد بدران في الميزان النقدي