أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - القول في حسن والذين معه















المزيد.....

القول في حسن والذين معه


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1637 - 2006 / 8 / 9 - 07:23
المحور: الادب والفن
    


القولُ في حسن، والذين معهُ
إلى السيد حسن نصر الله !

حسنٌ فضاؤكَ يا حسنْ
وظلالُكَ الخضراءُ أبعَدُ من خُطاكْ
فالبسْ ينابيعاً لتتبعكَ الجبالُ
جديرةً بجمالِكَ الهادي
أرى عينيكَ مصباحينِ في غسَقٍ
وأنتَ الزّورقُ الباقي على الميناءِ
خذْنا بعضَ قَطْرٍ من نداكْ
أهديكَ بوصلةَ النشيدِ لتنتقي أنت الجهاتْ
لا بابَ يفضي نحو نفْسي
فاستعدْني من غياهبِ وحشتي
نامتْ على أطلالها مدني
فنوّرْني لأقرأَ في جبينكَ كوكباً أعلى
تنزّلَ من عُلاكْ
ريحانةُ الشهداء بين يديكَ
أنتَ محَجّتي البيضاءُ
تظهرُ في الحقولِ
على عباءتكَ السّماوات العلى احتشدتْ
لتغمرَ أرضَ " عاملَ " بالغمامْ
قم يا إمامْ
لتطلّ فيك الأرضُ آياتٍ مطرّزةً بأسرابِ الحنينْ
لكَ غيبتانِ، وحضرتان، وثورتانِ،
بكَ استدارَ الفُلْكُ واكتملَ الكلامْ
ما ضاع في قاموسكَ النُّوريِّ ثأرُ دمائنا
فارجع كـ " عيسى " وانتصرْ لسمائنا
أنزِلْ على جُحْرِ العدوّ شهابَ صاعقةٍ
وأنشىءْ عندَ " عكّا " ما تشاءُ من المراكبِ
وافتتحْ أرضَ " الشّآمْ "
وادخل منازلْ " عسقلانْ "
اقلبْ ترابَ الأرضِ تحت طغاتِها
تخرجْ لكَ الأممُ الفقيرةْ
يا رعدَ دهشتنا وبرقَ مسارِنا
هذي الديارُ خلتْ من الأجدادِ
وارتطمَ المكانُ بنفسهِ
واليأسُ معولُ روحنا
فامسح يداً سقطتْ
وباركْ طفلةً أكلَ الذئابُ منامَها
وأعدْ لقبّةِ ليلنا أحلامَها
***
حسنٌ صباحكَ أو مساؤكَ يا حسنْ
وأنا وراءكَ أملأُ الآبارَ من كفّيْكَ
حتّى ينبتَ الزّرْعُ الجليليّ الجديدْ
والعصْرِ،
والفتحِ المبينِ،
أقولُ معناكَ البعيدْ
رمزاً لطوفان الجياعِ
يطيرُ عطرُك في أماسيهم
وتذكركَ الشقائقُ في الربيعِ
ألستَ تمّوزاً حسينيّاً يفتّحُ في الجنوب ؟
ألستَ وعداً للسبايا والمرايا وهي تحترفُ الظلامْ ؟
العشبُ في سفحِ الكآبة قام خلفكَ واستهامْ
فاعطفْ على وقت المواسمِ ضاقَ من ليلِ الكلامْ
هذا حصانُ الوقتِ حَمْحَمْ
فاذهب وطف حول البقاعِ
فأنتَ أبقى في حدائقِها
وعلّمْ حزنَها ما ليس يعلمْ
ما أعمق المعنى وراء نشيدكَ اليوميّ
تَبْعثُ في الهضابِ وفي سراديب الخراب بنيكَ
يعتمرون أطيافَ " الحسينِ " ويشرقونَ بخيرهمْ
أرواحهم شجرٌ قصيّ لا يملّ من الثمارْ
أحداقهمْ جمرٌ بهيّ لا نهائيٌّ
وأيديهمْ تراثٌ لا ينامْ
حتى يصيدوا جنّةً يحمون تحتَ رواقها نهرَ النهارْ
طلعوا من الأسرار أجمل من أغاني مادحيهم
غزلُوا أصابعَهم قميصاً منْ حديدٍ
كلّلوا بدمائهم عرساً، يزفّونَ الجنوبْ
هذا الذي غُزلتْ ضفائرُه بياقوتِ القلوبْ
أذّنْ إذاً فيهمْ وهلّلْ يا حسنْ
فأذانُكَ الثوريّ ميزانُ الوطنْ
" هيهاتَ منا ذلّةً "
يا مَنْ يكوّرُ في يديهِ سلّةً
للتّين والزيتونِ والباقي من الشجرِ العتيقْ
غامرْ فأنتَ مغامرُ الرّؤيا، وهُمْ روثٌ على طرفِ الطريقْ
همْ دجّنوا أرواحهم في منجم القبحِ المليءِ بحكمة التلمودِ
هم عبءٌ على أشعارنا
كم أترعوها بالقنوطِ وبالسّقوطِ وبالصّديدْ
والآنَ من حقّ النشيدْ
أن ينتشي بكَ يا حسنْ
فرّحْ صغارَ الروحِ
جمّلْ وردتي صلبت كحلاّجٍ بملهاةِ الزناةْ
من حقِّ من يئسوا ومن رُكِلوا بأقدام الغزاةْ
أن يملؤوا أرواحهم يوماً بزغردةِ الوجودْ
بك أستعيد قليلَ حلْمٍ أو كثيرْ
يا خطوةَ الفجرِ الذي دقّت على سحَرِ المصيرْ
بكَ يستعينُ الرمزُ حتى يتقنَ المغزى
وأنتَ مزيجُ صوت اللهِ والعطرِ المدافعِ عن حديقته
يمينكَ مدخلٌ نضِرٌ
شمالكَ كوكبٌ خَضِرٌ
عمامتكَ السوادُ تضيءُ سردابَ الولادة
حيث تنضجُ أمّهاتٌ
أو تهلّلُ عاشقاتٌ:
يا عريسَ الزّينِ يا حسنَ الصّفاتْ
ما أجملكْ
الكلّ لكْ
والأرضُ تصغي في خطاك لذاتِها الأولى
لغابتها وغايتها،
وترفع تاجها لتمرّ أنتَ كأنكَ
الجسدُ الذي من قوةِ الألوانِ ينهضُ
كنْ لها فالأرض لكْ
قلقُ الصّباحِ مع المساء الحلوِ لكْ
لك أنتَ حيث تلاقحَ الفرد الجموعُ
وحيث لا أحدٌ سوى ألعوبة الشيطان يمكن أن
تخون وتخذلكْ
الليلُ طالَ على البنفسج والعروسِ وطالَ جنّازُ المواتْ
اهبط على النّدمانِ نشوةَ عاشقٍ ثملٍ بأفراح الحياةْ
يا شوكةً في حلْقِ سمسارِ الصّلاةْ
لن أكسرَ المعنى إذا ما قلتُ:
إنّ حذاءكَ العلنيّ شاهدةٌ على قبرِ الطغاةْ
حسنٌ...
ونادى اللهُ طهّرناكَ من رجْسٍ
وحمّلناكَ وعدَ الروحِ
يا لاهوتنا الأرضيَّ،
هذي سنّتي في القلبِ تتبعُ شيعتَكْ
غبْ ما تشاءُ عنِ الوجودِ، فأنتُ تعرفُ رجعتَكْ
سنكونُ شرفاتٍ لنورِكْ
نشتقّ من نهرِ السوادِ الزينبيّ بحيرةً
خضراءَ نرمي في أقاصيها طفولتنا الشريدةْ
وأنا الذي فتّشْتُ في جسدي عن القدسِ الجديدةْ
فوجئتُ بالدم داشراً لا أهلَ لهْ
وسمعتُ أقماراً يُشلّ غناؤها
والأرضُ موبوءُ الهواءِ فضاؤها
وشهدْت من أقصى المراثي وجهكَ العالي
مدَدْتُ يدي لأبلغه ، تحوّلَ سنبلةْ
هلْ أوجزَ المعنى وأطلقَ في الكلامِ غزالةً مسترسلةْ ؟
يده ستبحث في الرمادْ
عن وردةٍ متحوّلةْ
تتقمّصُ العطرَ القديمْ
أوْ تستعيدُ معَ الصباحِ سياجَ عائلةٍ
فقدْنا من بنيها نصفَهمْ
والآخرونَ على شفيرِ القافلةْ
يدُه تحاصرُ رملَنا
وتديرُ من ذَرّاتِهِ العزلاءِ أسلحةً
وتطلقُ منْ سرابِ مياهِهِ نهْراً لأشباحِ الظلامِ،
يسافرون مع اللهيبِ
ويزرعونَ دماءهمْ كالبرتقالْ
يده رحيلٌ في البصيرةِ
حين يقرأ في التّرابِ رجوعَ آلاف الظلالْ
يلدونَ في التفاحِ والليمونِ ،
يكتملون كالرؤيا ،
ويحتفلونَ في فجرٍ عميقٍ بالسجودِ مع الجمالْ
لن تلمسوا آثارهم
كالوحي ينهمرونَ في صمت القرى
ويطوّقون القبّةَ الزهراءَ في قدسٍ من الأرواحِ
ليست لعبةً كلماتهمْ
راياتهم إحساسُ عاصفةٍ بأنّ الأرضَ آنَ قطافها
وبأن وردَ دمائهم لم يحترقْ عبثاً لتنساهُ الرمالْ
هم خفيةً يأتون من كلّ الثغورْ
نوراً على نورٍ وخلفَ النُّورِ نورْ
وأراكَ فوق رفوفهم طيراً إلهيّاً يبشّر بالعبورْ
حسنٌ عبورُكَ يا حسنْ
هيْ لهذا الحلم فردوساً
وأسدل فوق غابات اليتامى
سحباً نعلّقها ،
ونسهرُ في النسيم مع النّدامى
حسنٌ نسيمُكَ فانتقلْ فينا شعاعا خالقاً
ستقيمُ في أشعارِنا أسطورةً
تُروى على مهدِ الصّغارِ ليقطفوا منك المناما
ويروا بأنّ الروحَ حُبلى منْ نطافكَ يا حسنْ
فاحرسْ مداخلَ شرقنا
من حيّةٍ تسعى لترعى في الوطنْ
أطفىءْ حريقَ خيامنا
واجلسْ معَ الشهداءِ، في الشهداءِ،
هم أولى بأعراسِ المديحِ من الرّثاءْ
يا قامةً غطّتْ بفتنتها الفضاءْ
19/تشرين الأول/2000
محمد علاء الدين عبد المولى
القصيدة مكتوبة في عام 2000 بعد تحرير الجنوب
أضفت إلى النص الأصلي للقصيدة المقطع من (هيهاتَ منا ذلّة) حتى (غبْ ما تشاءُ عنِ الوجودِ، فأنتُ تعرفُ رجعتَكْ) بتاريخ 18/7/2006



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس تحت النار 2 أيديولوجيا البغال
- هواجس تحت النار 1 رسالة إلى الشاعر دومينيك دو فيليبان
- أربعون الحصار 3
- أربعون الحصار 2
- 1أربعون الحصار
- صهيل كنعاني
- أشهد أني أموت
- أجنحة تطير ولا تطير
- نامت الأنثى / سافرت
- كيف تصبح شاعرا مشهورا في ستة أيام
- العرب والنموذج الأمريكي
- وليد معماري
- زفة بحرية
- غموض غير متععمد
- عن واقعية ماركيز وسحره
- الشاعر نزيه أبو عفش والبحث عن الجمال المفقود
- ياسمين على جبين ياسين الحاج صالح
- محاولة لتصحيح المعنى تحت المطر
- مفتاح آخر على باب سردابها
- الشاعر موحشاً


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - القول في حسن والذين معه