عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 6937 - 2021 / 6 / 23 - 03:25
المحور:
كتابات ساخرة
يحتفل النرويجيون في السابع عشر من أيار ـ مايو كل عام بعيدهم الوطني، ومن المفارقات أن السويديين يشاركوهم الإحتفال بهذه المناسبة، رغم أن العيد الوطني النرويجي هو ذكرى إنفصال النرويج عن التاج السويدي، وقد تم الإنفصال بتوافق تام بين الجانبين.
وفي احدى السنوات وأنا أتابع مشاركة السويديين لجيرانهم النرويجيين أحتفالهم بالأستقلال شطح بي الخيال لأتخيل ان السويد والنرويج قد اقتطعتا من موقعهما الجغرافي وانتقلتا الى الشرق الأوسط، وكيف ستمر هذه المناسبة على البلدين:
في النرويج الشرق أوسطية، سيجري الأحتفال بمارشات عسكرية وأغان وطنية تمجد شهداء الإستقلال، وتلعن المستعمرين السويديين الذين أستعبدوا الشعب النرويجي الأبي الذي يأبى الخضوع والعبودية، وتتوعد المستعمرين القدامى بالانتقام، وبأستعادة ما تبقى من كيلومترات ما تزال تحت سيطرتهم المقيتة.
أما في السويد الشرق أوسطية فستتوشح ستوكهولم بالسواد، في ذكرى النكبة القومية، التي تمكن فيها الأعداء الخارجيون وعبيدهم المحليون من تقسيم الأمة السويدية، والحيلولة دون تحولها الى قوة عظمى تقف في وجه روسيا شرقا وبريطانيا غربا والصين في أقصى الشرق بالتعاون مع الحليف الاستراتيجي فرنسا الصديقة.
وربما كنا سنسمع الملك كارل السادس عشر غوستاف يهدر من على شاشات المحطات التلفزيونية، متوعدا بنصر من الله قريب سينتصر فيه الحق بعون الله وهمة السويديين الأشاوس، نصر يعيد الفرع الى الأصل، وتتمكن فيه سويد الفايكينغ العظماء من استعادة إجزائها الغربية والشمالية حرة مطهرة تاريخها بدمائنا كتبا.
لكني صحوت فجأة من أفكاري الشرق أوسطية وتذكرت ان السويد قد توافقت مع النرويج على استقلالها، وقدمت لها بتلك المناسبة هدية قيمة هي تشريفها بحق منح جائزة نوبل للسلام السويدية للجهات والشخصيات التي تعمل على حل النزاعات المحلية والدولية وإحلال السلام في العالم.
اللهم لا تبتلينا ببرودة سكان بلدان الشمال وضعف حميتهم الوطنية والقومية والدينية، واجعلنا من المجاهدين!!!
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟