أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - امريكا تنقل مركز ثقل تدخلاتها الخارجية الى بحر الصين الجنوبي ( 1 )














المزيد.....


امريكا تنقل مركز ثقل تدخلاتها الخارجية الى بحر الصين الجنوبي ( 1 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 6934 - 2021 / 6 / 20 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنتيجة طبيعية لنمو و تطور قدرات دول عديدة في الكثير من المجالات الاقتصادية و العلمية و التكنولوجية و العسكرية اصبح من غير الممكن على امريكا أن تكون طرفا حاسما لجميع الصراعات و الخلافات في كل مناطق العالم .
قادة السياسة الأمريكية اصبحوا مدركين من إن امريكا غير قادرة على ضبط ايقاع الأحداث في مناطق مختلفة من العالم في وقت واحد و هم على يقين تام مِنْ إن على امريكا اختيار اي الخسائر هي اقل ضررا , ففي كل الحالات سيكون هنالك ضررا بحدود معينة يلحق بإمكانيات امريكا و يقلل من قدرتها على بسط نفوذها و هيمنتها على العالم , اذ لا مفر من قبول امريكا لبعض الخسائر و فقدان بعض النفوذ و ذلك للتَمَكُنْ مِنْ تجاوز خسائر أكبر .

الرئيس الأمريكي السابق ترامب ادرك بعمق حقيقة أن أمام امريكا خيارات محدودة , فاختار خيار الانسحاب من كثير من الساحات و المسؤوليات و أن تتقوقع امريكا ضمن الداخل الأمريكي تحت شعار :
( امريكا أولا ) .
و لكي يحقق الرئيس ترامب اهدافه اتخذتْ إدارته قرارات حاسمة من شأنها تقليل اهتمام امريكا بحلفائها التقليديين و بذلك ضعفتْ علاقة امريكا بدول حلف الناتو و صار الرئيس الأمريكي ينظر الى الاتحاد الأوربي باعتباره أحد المنافسين التجاريين الكبار لأمريكا .

و اصطدمت إدارة ترامب بأقرب حلفاء امريكا و هي كندا فالغي بعض الاتفاقيات التجارية معها و التي لم يجد فيها مصلحة لأمريكا بل مصلحة لكندا على حساب مصلحة امريكا و طبق نفس الأسلوب و نفس النهج مع الكثير من حلفاء امريكا .

و قد اتخذت إدارة ترامب قرارا بانسحاب امريكا من اتفاقية باريس للمناخ , تلك الاتفاقية التي تُمَثِل ثمرة جهود حلفاء أمريكا الأوربيين لعشرات السنين , فبجرة قلم وضع الرئيس ترامب توقيعه الشهير على قرار ذلك الانسحاب الذي شكل صدمة كبيرة للأوربيين .

و استمر مسلسل انسحاب امريكا من مزيد من التزاماتها تجاه هيئات و مؤسسات اممية تابعة لهيئة الأمم المتحدة و منها منظمة الصحة العالمية و تم في عهده التراجع عن العديد مِنْ الاتفاقيات منها اتفاقية السماء المفتوحة التي سبق و وقعتها امريكا و حلفائها الأوربيين مع روسيا و كنتيجة لانسحاب امريكا انسحبتْ روسيا ايضا , فليس من المنطقي خروج امريكا و بقاء روسيا في هذه الاتفاقية ... و الضحية هو الاستقرار الاستراتيجي لأخطر منطقة من العالم و هي اوربا .

ثم نظر ترامب الى الخطر القادم من دول امريكا الجنوبية فشرع في بناء جدار عازل بين الولايات المتحدة الأمريكية و المكسيك .

و تلقت بعض دول منطقة الخليج و خصوصا السعودية صفعة قوية حين اعلن ترامب انه لا يقتنع بطبيعة العلاقة بين امريكا و دول هذه المنطقة اذ وجد أن امريكا تحمي عروش ملوك و امراء النفط في الخليج بالمجان و دون مقابل حيث قال لهم بكل صراحة و وضوح :
إن امريكا غير مستعدة لحماية كراسي حكمكم من السقوط , ادفعوا بالمبلغ الذي اراه عادلا كي أوفر لكم الحماية الضرورية لبقائكم في الحكم و إلا فعليكم مواجهة مصيركم بأنفسكم و كرر كثيرا أن أمريكا ليست شرطي دولي يعمل بالمجان , فأسرعت السعودية بتوقيع عقود بأربعمائة مليار دولار امريكي مقابل كسب رضى سيدتهم امريكا و لو بشكل مؤقت .

و في ما يخص الملف النووي الإيراني فقد اخرج ترامب امريكا من اتفاقية 5+ 1 مع ايران دون الاتفاق مع شركائه الأوربيين أو حتى التشاور معهم .
بالمقابل أعطى ترامب اهمية خاصة بعلاقة امريكا بإسرائيل و منحها كل ما تريد دون تحفظ , فتح السفارة الأمريكية في القدس , وهب الجولان السورية لإسرائيل , استخف بشدة بالعربان و اجبر بعضهم على التوقيع على وثيقة التطبيع مع اسرائيل وفق المبدأ الإسرائيلي السلام مقابل السلام و بذلك اسقط المبادرة السعودية التي اقرها العرب جميعا و هي الأرض مقابل السلام و حل الدولتين .

و امتد نظره الى الشرق البعيد و اشار بأصبعه الى الصين و هو يقول :
هذه الدولة هي منافس امريكا الأول , هذه الدولة هي مصدر الخطر الأول على مستقبل امريكا ...!

كل الإجراءات التي اتخذها ترامب قد يكون لها تفسير ما في مشروعه أمريكا أولا عدا اهتمامه المبالغ فيه بزعيم كوريا الشمالية , الشاب الخطير حفيد كيم أول سونغ , أكثر من اهتمامه بحلفائه في كوريا الجنوبية إذ لم يكن لهذا الاهتمام أي تفسير مقنع بالنسبة للكثير من المتابعين للشأن الأمريكي حتى إن بعضهم اعتبره أمرا غريبا و خارج السياق و لا يتوافق مع امريكا أولا .

بعد أن صار شعار ترامب امريكا اولا موسيقى مزعجة ترن في آذان جميع حلفاء و منافسي و اصدقاء و اعداء امريكا من الشرق الى الغرب و من الشمال الى الجنوب جاء بايدن ليدير دفة مسار السياسة الأمريكية في الكثير من الملفات باتجاه مغاير للمسار الذي اتبعه سلفه ترامب ...!

لقد اختار بايدن حزمة بديلة من الخسائر , اي انه قرر الاستعاضة عن حزمة الخسائر التي اختارها ترامب بحزمة جديدة من الخسائر بدلا عنها لأنه وجد في حزمة الخسائر التي اختارها ترامب خطورة كبيرة لأنها ستجلب لأمريكا المزيد من الخسائر و ان نهج ترامب قد يُدخل امريكا في دوامة الخسائر التي تلد خسائر جديدة .
و بدأ الرئيس الأمريكي بايدن و معه اركان إدارته في دفع امريكا للهروب الى الأمام بدلا عن التقوقع للداخل الأمريكي ... !

( ( يتبع ) )



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الطبقي و المَسيرة نحو مجتمع الرفاهية
- الهروب الأمريكي من افغانستان يُعيد للأذهان هروبهم من فيتنام
- إخفاقات الفكر الاشتراكي التقليدي ( 2 )
- إخفاقات الفكر الاشتراكي التقليدي ( 1 )
- المُهِمة الصعبة ... ملفات عديدة في لقاء بوتين – بايدن ( 2 )
- المهمة الصعبة ... ملفات عديدة في لقاء يوتين – بايدن ( 1 )
- مساعي امريكا في إعاقة تحول الاتحاد الأوربي الى دولة
- الإصلاحات المبكرة في الصين حالت دون انهيار الدولة الصينية
- يِا عمال العالم اتحدوا ... شعار لم يرتد له صدى
- أركان الهيمنة الأمريكية ... و التحدي الصيني ... ( 2 )
- أركان الهيمنة الأمريكية ... و التحدي الصيني ... ( 1 )
- استراتيجيات الدول الصناعية الكبرى في عصر الذكاء الصناعي
- هل فقدت مجموعة السبعة الكبار دورها و اهميتها .... ؟
- الصاروخ الصيني التائه في دهاليز الإعلام المسيسْ ...!
- عصر الاتحادات و التكتلات الاقتصادية الدولية الكبيرة ( 3 )
- عصر الاتحادات و التكتلات الاقتصادية الدولية الكبيرة ( 2 )
- عصر الاتحادات و التكتلات الاقتصادية الدولية الكبيرة ( 1 )
- التحالف الفارسي الٍاسرائيلي حقيقة ... أم وَهم ..؟ ( 2 )
- التحالف الفارسي الٍاسرائيلي حقيقة ... أم وَهم ..؟ ( 1 )
- سوريا و شعبها ضحية الجميع ... !


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - امريكا تنقل مركز ثقل تدخلاتها الخارجية الى بحر الصين الجنوبي ( 1 )