توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية
(Tawfiktemimy)
الحوار المتمدن-العدد: 1637 - 2006 / 8 / 9 - 07:03
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
يضاعف الألم.. ويزيد من المرارة.. ان المثقف لا ينتمي لتلك الطوائف التي تتقاتل.. لا هوية له إلا هوية الإبداع والوجع الإنساني.. لأنه لا يعرف معنى التصفيات والألوان المذهبية.. ولعبة الإستقطابات التي إبتكرها أمراء الحروب، لا يملك المثقفون غير ذلك الإيقاع الذي يتوسمون فيه تغيير وجه العالم الكالح وصناعة النوافذ الملونة لحياة آمنة جديدة..
يهجر المثقفون مقاهيهم التي تؤمن لهم الحماية والثرثرة اليومية.. تغادرهم ينابيع الإلهام وعصب الكتابة لهول ما يسمعون ويشاهدون من فظائع وأهوال..
يقضون مساءاتهم بالضجر والخيبة.. ومحاولةمتخيلةلرسم بديل لهذا الخراب.. تأريخيا يرسم المثقفون أولى الخطوات لبوصلة الفرار عندما تشتد الخطوب ويتمادى المجرمون في غيهم.
اليوم يفكر المثقفون بهجرة أخرى.. لملاذات آمنة داخل الوطن أو خارجه لأن محنتهم لم تنته بزوال الطغيان والفاشية.. وشوارعهم مازالت مفتوحة للدماء البريئة.
وإزاء ذلك كله.. إزاء ذلك الخراب والظلام الدامس والموت المرتقب في كل لحظة وفي أشكاله المبتكرة والمتنوعة.. يبقى السؤال الأصعب من بين كل الأسئلة..
إذا أجبر المثقفون.. على الهجرة من مقاهيهم وساحات عبثهم وشوارع عشقهم.. إذا غادروا مناضد الكتابة ونكهتها الساحرة.. إذا إرتضوا هذه العزلة الإجبارية..
إذا تمادى الخراب وإشتد القتال الطائفي.. وإزدادت أجساد الموتى في ثلاجات الطب العدلي..
إذا كان كل ذلك..؟؟
هل سيقايض المثقفون.. هواهم البغدادي.. بليل الأشباح الملثمة؟
وهل تستحق بغداد.. منا مزيداً من الهجرات التي يبدو أنها لا تنتهي؟
وهل لعذاباتنا حد تتوقف عنده هجراتنا المتتالية؟
إنها مجرد أسئلة.. تنتظر الإجابة.
#توفيق_التميمي (هاشتاغ)
Tawfiktemimy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟