أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - رِحْلَةُ الفِنْجَانِ














المزيد.....


رِحْلَةُ الفِنْجَانِ


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 6934 - 2021 / 6 / 20 - 04:23
المحور: كتابات ساخرة
    


فنجانُ قهوةِ العصرِ بَلسَمٌ لإبنِ أدم، يَردُمُ ما في فكرهِ من رَهوةٍ، ويَهدمُ ما في ذكرهِ من سِهوة.
وتَراهُ في أذنهِ يهتفُ :
"إرتشفْ لتتَداوى من غفلةٍ، ولتَستشفَّ من نَسوة".

وهو سَقَمٌ لبنتِ حواء وماحولِها من نُسوة، وتَحسبُ أنه يُصَيّرُ وجهَها جلدَ عَجْوَةٍ، ولربما عُجْوَة.
وتراه في جبهتها يهتفُ:
" لا إرتشافَ ولا تهاوٍ في ذي دَعوة، ولا إعترافَ أنّهُ شرابُ الأسوة، وللنُسوة قدوة".

وإذ كنتُ وسعيفاتُ نخلتي، والسحابُ، وعصبةٌ عصافير في حديقة الدار في ندوة،
وإذ بلغَ بنا التأمُّلُ في الندوة في جدِّهِ مبلغَ الذروة،
إذ بصغيرتي قد أتت تلمِضُ بضفيرةٍ مجدولةٍ على كتفِها حُلوة، وتقبِضُ بِعَشْرِها فنجاناً ساخناً كيلا تترقرقَ القهوة.
كانت خُطاها هوناً، بتُؤَدَةٍ وهويناً، وكأنّ هذي الخطوة تستنصرُ تهي الخطوة.
الخطواتُ مُرتَجفاتٌ، الخطوةٌ إثرَ خطوة.

أنا نَقَضتُ ما إِسْتَأْثَرتُ بهِ من خَلوة، وفَضَضْتُ ما إِسْتَحضَرتُ فيهِ مِن نَدوة،
وأَفَضْتُ الى أصابعَ أميرتي إذ تَتَلَّمسُ شفا العُدْوَةُ، والعُدْوَةُ هي سلسلةٌ من بَلاط أحَاطَ بعُشبِ حديقتي وإرضِها الرخوة.

دَنَتْ حُلوتي، ثمَّ دَلَّتْ بقدمِها الى العُشب، فَظَلَّتْ نظراتُها للصّحنِ خاضعةً لئلّا ترقصَ القهوة.
ثمَّ زَلَّتْ أصابعُ ساقِها وضَلَّتْ عن شفا العُدْوَةُ، كانَ حالُها كحالِ كفيفِ بصرٍ يتوجسُ الهفوة.

ماإنفَكّت أميرتي تَتلمَّسُ حافةَ الهُوّة.
مُعاناةٌ ماحقةٌ كيلا تنسكبَ القهوة،
ومُقَاسَاةٌ ساحقةٌ لئلا تنقلبَ في الهُوّة.
كأنّي بها حُمِّلَتْ فنجانُها جوراً وعُنوة، ولسانُ حالِها يتّشَكّى:

"بئسَ البناتُ وبئسَ الشيخُ شيخهمُ*تَبّاً لِذلِكَ مِنْ شيخٍ ومِنْ عَقِبِ،
أفكلُّ هذا لأجلِ رشفةٍ من عَلْقَمَ القهوة!
سُحقاً لها من حَنظَلِ النزوة، فما لأجلِ هذا كُتِبَ ميثاقُ العِشرةِ مع عالمِ النُسوة!
بيدَ أني ناظرٌ ومُتلذِّذُ بما حاقَ بها من مِحنةٍ ومن شَقوة..

وأخيراً هَبَطَت أميرتي..
ويا لشدَّتِهِ من هبوطٍ على مدرجِ العشبِ، ويالها من شَقوة!
هبوطٌ في أجواءٍ ملَبَّدةٍ ما بين لَهِيب قهوة ورهيب هفوة.
بيد أنَّ بهجةَ الأمر، أنَّ أميرتي جَنَحَتْ للصّبرِ، فنجحَتِ في الأمر، بلا شكوىً ولا كَبوة.

نَجَحَ سندباديَ الصغير فأرسى بمَركبهِ بلا صفيرٍ ولا صَهوة،
ورَمَى بغنائمهِ أماميَ على طاولةٍ لي كأنها أنفُ رَبوة,
ثمّ قَطَبَ حاجبيهِ بفخرٍ، وخَديِهِ بتصعيرٍ وحَظوة, ناظراً جزاءً غَدَقاً من جَيبي بلا مِنَّةٍ ولا رَشوة.

إِحْتَسَيتُ رشفةً، وقَبَّلْتُ خَدَّهُ، ولهيبُ الودِّ في كَبدي أشعَلَ النَخوة، فمَدَدْتُ يدي في جِيبي لأُخرِجَ الثّروة.
مَسَحَ قُبلتي بتَنَمّرٍ عن خدّيهِ بيديهِ ، ونظراتُهُ تنطقُ :
"إحسمْ الأمرَ يا رجل، يا إمامَ السهوةِ والركودِ والغفوة، ولا شفاءَ لك ولو جرعتَ ما في"سريلانكا"من شاي ومافي"البرازيل"من قهوة !".

لم أشأ مُماطلةَ سندبادي، فيَذهَبُ من عينيهِ بريقُ الفخرِ بالنصرِ والنَّشوة.
وذاكَ نصرٌ ما تحقَّقَ إلّا بعد سباتِ يديهِ في حرِّ قهوة، وثباتِ قدميهِ في صَرِّ هُوَّة.
وحثيثاً ناولتُهُ ديناراً، فإعوَّجَ طرباً لإجلهِ شَطرُ شفّةٍ في فيِهِ، وكادَ فاهُهُ يلفِظُ الرّغوة.

ولَمّا إبتغيتُ منهُ قُبلةً أخرى، أبصَرتُ على كَتِفِهِ نَملاً مَغْمُوماً، أعرفُهم إذ كانوا من الصَّفوة!
(وكانت تلكَ صفحةً إقتطعتُها من مسودة كتابي وعنوانه "حوار مع : صديقتي النملة").



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعترافٌ مِن وَالِد
- حكايةُ *كَسَّار*مع حُقنَةِ الحُمّى
- مفهومُ السَّكينةِ بين (مَكَّة) و (لاس فَيغاس)
- مَفاعلُ غَزّةَ النُوويّ
- ( أنا الثورُ ياغزّة)!
- والله إنَّ هؤلاءِ لرجالُ مُخابراتٍ
- -إي وَرَبّي: لا أَوفى ولا أَصفى مِن مِهنةِ المُخابرات-
- ★عندما يشُعُّ الظلامُ ★
- *لغز الرَغَدِ والسَعدِ*
- (الله يِخْرِبْ بَيْتَكْ, دَمَّرِتْنَهْ بشَخصِيتَكْ)!
- حَيهَلا رمضانَ
- * حَمُودِي ضَاغِطُهُم *
- *غسولُ الذات*
- فِرعَونُ البَغل
- *ظِلٌّ في الزُّقاقِ مُرعِبٌ*
- روبةُ عَرَب
- *مِن أبنِ الرافدين لديارِ الحرمين*
- نريدُ إسلام كما يريدُهُ صدام
- شَيّءٌ مِنَ الأُف
- الصمتُ الناطق


المزيد.....




- مالية الإقليم تقول إنها تقترب من حل المشاكل الفنية مع المالي ...
- ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-المترجمة الغامضة- الموظفة في مك ...
- مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
- مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب ...
- انتحار موظف الأوبرا بمصر.. خبراء يحذرون من -التعذيب المهني- ...
- الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج ...
- -شاهد إثبات- لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة
- مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا ...
- هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
- الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - رِحْلَةُ الفِنْجَانِ