روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6933 - 2021 / 6 / 19 - 16:23
المحور:
الادب والفن
عود على بدء
كعادته ..
حين كان رسولا إلى مبسم زنزاته
يفتح من درج الافطار .. كتابا
يفتش عن حروف اسمه
عن مقاسات الابتسامة
على شفاه الطغاة
عن سراويل أنجبته في لجة الهزائم
عن بقع حمراء تحت ابطه
ليكتب في نهاية النبش ..
وجدتها ...
كعادته ..
يرقص على أطراف لسانه
فوق قاذورات الحي
يلملم الكلمات المتساقطة
من أحاديث الليل
ليسطر بها مانفيست الانبعاث
على جدران .. تسلقها
حين جالت العيون أوكار الثوار
لتنزلق مزامير اللقطاء من خاصرته
ويهرع إلى أقرب جرف في كفه
ليعلن في المدى ..
وجدتها ...
كعادته ...
يزحف بمنبه ساعته نحو السؤال
وجواب لا فرار منه
يدير قرص النتوءات إلى أغنية
كردستانه كردستان
يتمدد فوق أشواك تصدح من تحت نعال خيول
أسرجتها كبوات قيثارة
بالعزف نشازا
أغنية دوريشي عفدي
ويملأ من خابية العنة .. قدحا
ليميط اللثام عن رسن القحاب
بعد أن يكرع الليل أنفاسه الملتوية
وينحت في الزعيق الأخير
على دفتر مذكراته ..
وجدتها ....
كعادته ..
يذيب الثلج في صيوان أذنيه
والبحر يزبد فحيح النهايات
يفتح النافذة على أنفاس الساهرين
من مغص الانتماء
يجادل قلماً
يئن كلما ..
سقطت شعارات الفرسان على مغازل العهر
لم يحضر هذه الليلة .. كعادته
حفلات شواء المهجة
في أساطير وشوشات الفارين من حبهم إلى حبهم
يبتلع قرصا من جعير الازدحام
ليختلي بسبابته المعتوهة .. أبدا
ويبصم على جبين التمرد ..
وجدتها ...
كعادته ..
يتدرب على سلالم السقوط
درجة .. درجة
كل صباح .. كل مساء
يستحضر من محفظته الشتوية
صورا صيفية التجاعيد
يفكك بيانات قادة الانتصارات
تحت أجنحة خريف العمر
يطارد جمرات النسيان
في حاويات الكذب
وينكب على كتابة رواية
من فصول .. تبدأ حين ينتهي
لتحمل عنوانا لغده الموسوم ...
وجدتها ...
١٥/٦/٢٠٢١
#روني_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟