أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - لا تخترع العجلة ، بل اسرقها وطورها كما فعلت الصين














المزيد.....

لا تخترع العجلة ، بل اسرقها وطورها كما فعلت الصين


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 6931 - 2021 / 6 / 17 - 22:19
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


كانت الدول الأوروبية الكبرى تتهم الولايات المتحدة بسرقة العلم والتكنولوجيا قبل الحرب العالمية الأولى وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية ، بل وصل الاتهام إلى سرقة العلماء أنفسهم بعمليات جذب وقنص الرؤوس العلمية حول العالم بفتح الهجرة وتسهيلها ، ثم تطور الاتهام إلى سرقة الأسواق نفسها قبل وبعد الأزمة العالمية الكبرى عام 1929 بعمليات إغراق أمريكية للأسواق العالمية ، وبالتالى كانت اتهامات انجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا للولايات المتحدة تتعلق بسرقة العجلة وتطويرها بطرق غير أخلاقية وغير قانونية من خلال التجسس وقنص الرؤوس وجذبها وبالتالى فهى تسرق العجلة بدلا من اختراعها وضياع الوقت والمجهود ، ومع تعاظم السرقات استحوذت الولايات المتحدة على معظم العجلات العلمية الألمانية والانجليزية والفرنسية وطورتها على يد مهاجرين عباقرة مثل أينشتين وغيره فأصبحت القائد العالمي منذ مطلع الخمسينيات من القرن العشرين علميا وصناعيا وعسكريا قبل أن تكون قائدا عسكريا . المذهل أن اليابان فعلت نفس الشئ فى الولايات المتحدة ودول أوروبا نهاية الستينيات وخلال السبعينيات بسرقة العلم والتكنولوجيا ومن ثم سرقة الأسواق التجارية فى مجالات صناعية متعددة معظمها كانت مجالات صاعدة واعدة مثل السيارات والأجهزة الكهربية والتكنولوجية ، ومع سرقة اليابان للعجلة أخذت فى تطويرها بصورة غير مسبوقة معتمدة على الجودة والسعر فى نفس الوقت وأيضا على توفير نماذج متعددة من السلع تلبى احتياجات العملاء حول العالم فوصلت للقمة وأصبحت أكبر ثانى اقتصاد عالمى قبل عام 2010 . أما المعضلة العالمية عصية الفهم فهى " العجلة الصينية " التى جعلت الولايات المتحدة فى مأزق عالمى عام 2021 وهو عام وجود الصين كقطب ثان مع السرقة الواضحة لكل أنواع " العجل " عبر ربع قرن من الزمان منذ بدء العولمة الحديثة عام 1993 بانتشار الانترنت والفضائيات ، لقد استطاعت الصين سرقة العجلات بالطرق القانونية من خلال إرسال البعثات التعليمية والتدريبية للولايات المتحدة واستراليا والدول الغربية وبالطرق غير القانونية من خلال التجسس أيضا ، ولكنها تفوقت على اليابان وعلى الولايات المتحدة - السارقتين السابقتين أيضا- فى أنها استغلت العدد الكبير للسكان فى صنع بضائع رخيصة جابت معظم دول العالم وتوغلت ووصلت إلى المستهلكين الصغار على كوكب الأرض فحققت رغباتهم بطريقة تسويق غير واضحة اعتمدت على الصينيين الأفراد المنتشرين حول العالم الذين استطاعوا دخول البيوت وعرض جميع البضائع من أدوات منزلية إلى ملابس ليتلمسوا أذواق كل بلد فى العالم فيغزونها غزو المغول التجارى خلال التسعينيات ، ومع بدء الألفية الجديدة كانت الصين قد دخلت كل المجالات عدا المجال العسكرى وتمددت وتمكنت من معرفة العجلة التى تتحرك بها تلك المجالات فزادت من سرعتها بالإبداع والابتكار إلى أن أصبحت عام 2010 ثانى أكبر اقتصاد فى العالم متفوقة على اليابان السارق الأعظم السابق . إن صعود الصين العلنى منذ عام 2010 لم تقدره الولايات المتحدة حق تقديره ظنا منها أن قدرات الصين مثل قدرات اليابان لها سقف محدد تصل إليه ولن تتجاوزه خاصة فى مجال التكنولوجيا والرقائق الالكترونية والاتصالات ، ولكن الصين خيبت توقعات الولايات المتحدة ورصدت مليارات الدولارات لتطوير تلك المجالات فقلصت نسبة مشاركة الولايات المتحدة فى تلك المجالات ونزعت عنها السيطرة الكاملة لتتحول الولايات المتحدة مع الأزمة العالمية (الأمريكية أولا) عام 2008 ومع جائحة كورونا 2020 إلى مرحلة السيطرة الجزئية على تلك المجالات الهامة تاركة الصين والهند وكوريا الجنوبية يقتسمون مع الدول الأوروبية أكثر من ثلثى التركة التكنولوجية الضائعة التى تسبب في ضياعها جورج بوش الابن بحروبه المكلفة فى الشرق الوسط ثم الرئيس المتهور ترامب الذى انقسم فى عهده الشعب الأمريكى لأول مرة منذ نهاية حرب فيتنام فانكفأت الولايات المتحدة فى عصره على الداخل مع تقليص الهجرة ومعاداة معظم دول العالم بما فيهم حلفاء الولايات المتحدة ذاتها.
إلى الآن لم تزل مقولة " لا تخترع العجلة ، بل إبدأ من حيث انتهى الآخرون " هى السائدة ولكن كيف تأتى بالعجلة فتلك هى المشكلة التى توصلت إليها الصين .



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم والكتب المقدسة فى عصر العولم ...
- هل الحرب العالمية الثالثة القادمة ستكون من تايوان ؟
- مستقبل المراكز الثقافية والاجتماعية والمكتبات فى عصر العولمة ...
- العالم القادم بين مطرقة الصين وسندان الولايات المتحدة
- هل ستغير العولمة المعتقدات الإسلامية والمسيحية والهندوسية ؟
- المستقبل بين الإبداع والخبرة
- حركة التاريخ الموجية : التجربة الصينية درس للشرق الأوسط
- عودة الوعى التاريخى فى عصر العولمة
- بين الأسد الأمريكى والنمر الصينى يتأرجح العالم والشرق الأوسط
- هل يمكن أن تصبح مبدعا فى فترة قصيرة ؟
- التأثير الاجتماعى لانتشار فيروس كورونا
- معادلة الإله The God Equation بين أينشتين وميشيو كاكو
- هل ستعيد دول آسيا كتابة التاريخ وتغيير الثقافة المعاصرة ؟
- العبيد والإماء قادمون لا محالة
- هل عام 2021 هو عام فارق فى تاريخ العالم الحديث ؟
- بين عولمة الدين ودين العولمة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - لا تخترع العجلة ، بل اسرقها وطورها كما فعلت الصين