امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 6931 - 2021 / 6 / 17 - 11:42
المحور:
كتابات ساخرة
إبن عّمي " شعبان " كانَ رائِد التصوير الشمسي في العمادية ، فبصندوقه الخشبي العتيد ذو المساند الطويلة ، طالما إلتقط صُوراً لآلاف الأشخاص ، للمُعاملات الرسمية المُختلفة ، في مركز العمادية والنواحي والقرى المترامية الأطراف العائدة لها ، منذ الخمسينيات من القرن الماضي . ولأن معظم زبائنه كانوا قرويين بٌسطاء ، ولأن شعبان كانَ مولعاً بالمقالِب والمواقِف المضحِكة ، فلقد إشتهرتْ الكثير من قفشاته . منها أن رجلاً أعوراً جاءه للحصول على صورٍ لمُعاملة ما ، فطلبَ منه خمسة وخمسون فلساً بدلاً من خمسين ، فإعترض الرجل ، لكن شعبان قالَ لهُ جّاداً وعابِساً : هل تعلم كَم صرفتُ من المواد كَي أملأ فراغ عينك العوراء ! .
رجلٌ آخَر كان بحاجة إلى صُوَرٍ له ولزوجته وأطفاله الستة ، فأصبح مجموع حسابه ديناراً ومِئَتَي فلس ، فقالَ لهُ الرجل : پَع پَع … أنهُ مبلغٌ كبير .. ماذا فعلتَ ؟ أدخلتَ رأسك في ذاك القماش الأسود ثم تك تك وإنتهى الأمر ! . أجابهُ شعبان : يارجُل ... هل تعلم ان المواد التي أستخدمها في التصوير غالية جداً ؟ أتدري ان طَناً واحداً من تلك المواد سعره ألف دينار ؟ قال الرجل مستغرباً : پَع .. ألف دينار ؟ .. ودفع ماعليهِ ! .
أخبر شعبان أصدقاءه ضاحِكاً : رُبما سعر الطن ألف دينار ، لكني أشتري كل مرة 300 غرام وتكفيني شَهراً .
……………………
في كُل نشرة أخبار .. ينبري المذيع ليشرح بالتفصيل كَم الموارد في أقليم كردستان العراق في الشهر ، فيقول كذا مبلغ من بيع النفط زائداً نصف الموارد غير النفطية زائداً نصف موارد المطارات والمنافذ الحدودية زائداً مساعدات التحالف الدولي زائداً ال 200 مليار المُزمع إرسالها من بغداد حسب الموازنة … فيصبح المجموع ترليون وسبعمئة وخمسون ملياراً . طيب .. والآن نأتي للمصاريف : كذا مبلغ للرواتب زائداً تكملة بعض المشاريع زائداً دفع بعض الديون ، فيصبح المجموع ترليوناً وسبعمئة وثلاثين ملياراً .
نقولُ لهم : پَع پَع … كُل هذهِ مصاريف ؟ أنهُ مبلغٌ ضخم .
فتقول الحكومة : طبعاً أنه مبلغ ضخم … أتدرون كَم يُكّلِف علينا [ طَن ] الرواتب ؟!!
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟