أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عباس - الجنس في الرواية الكوردية















المزيد.....


الجنس في الرواية الكوردية


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6930 - 2021 / 6 / 16 - 14:14
المحور: الادب والفن
    


إدراج مقاطع عن العلاقات الجنسية وبوصف تفصيلي فاضح إلى حد الابتذال وبجرأة غريبة، ضمن سياقات النص الروائي، بدأت تطغى على أسلوب بعض الروائيين الكورد، إن كانت باللغة العربية أو الكوردية، إلى درجة تأثيرها على جمالية النص وهدم البنية الأدبية، ونحن هنا لا نتحدث عن الرواية الجنسية الجريئة، والتي لها كتابها، وبينهم عدد من الروائيين العرب، من الجنسين، بل نتحدث عن أحد أبنية الثالوث الذي يهدم أو يبني ثقافة مجتمعنا، حسب مدى الإبداعية في تناوله: الدين -السياسة -الجنس.
إن لم تخني المعرفة أن الكاتب (بافي نازي) في روايته (الجبال المروية بالدم) أول من كسر الطوق الهادئ أو المعقول حسب الثقافة الاجتماعية لشرقنا، جمالية روايته بالسرد الجنسي البانورامي ضمن النص، فيما لو عزلنا كتاب (سليم بركات) (الجندب الحديدي) والتي قدم فيها بعض الشذرات والتي تلذذت بقراءتها يوم كنت في الثانوية. أو عزلنا بعض الأغاني الغزلية الكوردية الكلاسيكية والتي لم تكن لها قيود، خاصة أثناء حفلات الرقص، على سبيل المثال، أغنية المغني المحبوب؛ المرحوم عبدو عالاني (لي- نعيمة) أو لوحات بعض الفنانين الكورد المبدعين الذين أصبحوا يجارون الفن العالمي، وتمكنوا من تجاوز قيود المجتمع الكوردي مع وبإبداع؛ أمثال فنانا القدير (خليل قادر).
ولربما (بافي نازي) سبق العديد من الروائيين العرب، الذين كتبوا في هذا المنحى، والتي اعتبر بعض النقاد العرب الرواية العربية في هذا البعد طفرة في الأدب العربي فتناولوها بنقد تداخل ما بين مؤيد ومحلل، ومحافظ مهاجم، ومكفر كنقاد المراكز الدينية كالأزهر. ولا أود هنا أن أتطرق إلى اسم معين من أدباءنا الكورد، فمن يقرأ رواياتهم أو قصصهم سينتبه حتما إلى ما نحن بصدده، وتكاد أن تكون كموجة تتشعب مع الزمن، إلى درجة أن بعض السرديات بلغت سويات الأفلام الإباحية، أو لنقل قطعة أدبية لمتعة لحظية، والتي تشبه وكأنها مقتطعة من روايات الأدب الإباحي أو كما يقال الإيروتيكية، حيث الإباحية تعطي الحياة للنص وليس العكس، وبها تم إعدام احتماليات الإبداع في الرواية، والتي يتجنب أغلبية مجتمعنا الكوردي الحديث فيه أو عنه، وعلينا هنا أن ندرك أن الأدب لا يعالج الإشكاليات الجنسية.
عندما حاولت أن أضع هذا الأسلوب في سياق الانفتاح الثقافي أو على أنها طفرة أدبية أكثر من أن تكون متطلبات سياق الرواية، لم أنجح فيها، لأن التفاصيل الدقيقة إلى حد الابتذال، والتي لا داعي لها تطغى على البعد الحضاري أو جمالية السرد، كما وأنني وجدت أن حذف تلك المقاطع لم تؤثر على سلسلة التواصل ما بين حوادث الرواية، ولا على الأحداث، بل أضافت عليها نوع من الوقار الأدبي، وعند إعادتها أخرجت النص من جماليتها إلى الجغرافية المبتذلة إلى حد الإزعاج.
وعلى الأغلب أن الروائيين الكورد وقبلهم العرب لا ينتبهون أو لا يعيرون أهمية إلى البنية الهيكلية للمرتكزات الثقافية التي قامت عليها الشعوب، فكما للحضارة الأوروبية قيمها كذلك للشعب الكوردي أيضا، ولا تعني هذا أننا أوصياء على نوعية الكتابة وحريتها، لكن العبقرية أو النجاح لا يحتاج إلى هذا التهافت على الجنس، والرواية أو القصة الناجحة لا تحتاج إلى الإفراط في التفاصيل أي كان، الجنس أو غيره، لأنها تفقدهم والنص جماليته ودلاليته، بل قيمتها الأدبية ويحل محلها جاذبية مشابهة للأفلام الإباحية، فكما نعلم لكل نوع كتابها.
لا شك أن الأديان وخاصة الإبراهيمية وفي مقدمتهم الإسلام، عرضت أدق التفاصيل عن العلاقات الجنسية وكذلك الأحاديث، وفي مقدمة الرواة أم المؤمنين عائشة (رضي) عن الرسول الكريم. لكن ظلت ضمن جدلية الفقه والإرشاد. كما وكتب العديد من كتاب التراث الإسلامي أمثال التيفاشي والسيوطي وغيرهم مؤلفات في مواضيع الجنس في الإسلام، وقد تعمق في هذه الدراسة الناقد والكاتب الغني عن التعريف (إبراهيم محمود). ومعظم مؤلفات كتاب التراث المذكورين تنتهج التعاليم الدينية والفقه وتأويلات النص، على أبعاد مقولة (لا حرج في الدين).
لا شك العديد من الكتاب الأوروبيين وغيرهم يتناولونها عند الضرورة، وهنا لا نتحدث عن (ماركيز دي ساد، ولا هنري ميلر) وأمثالهما من الأدباء، بل عن الذين كتبوا الرواية الناجحة والتي تنطق الثقافة الاجتماعية المتراكمة على مدى القرون الماضية، وكمقارنة ما بين خلفياتهم الثقافية وما يرتكز عليه كتابنا الكورد أو ما بني عليها مجتمعنا، نجد كتابنا دونهم بمسافات أدبية وفكرية، ومثلها في جمالية عرض النص وعدم التكلف فيه.
لذلك لا نتوقع النجاح للرواية الكوردية فيما لو ظلت هذه المنهجية، كما نجحت الأوروبية، وفيما لو لم يتمكن أدباؤنا من التحكم بالجدلية المقارنة ما بين نص الرواية والبعض الذي بلغه أو أستخدمه بدون تحفظ، خاصة وأن معظم بدايات الروايات تبحث عن هدف وغاية، ولكن القارئ بعد مسيرة في النص يلاحظ أن كتابنا يسقطون في إشكاليا، منها منهجية لا علاقة لها بالرواية، إلى درجة تاه البعض ما بين الكتابة الموضوعية والمقاطع المبتذلة عن الجنس.
لم يقدم الروائيون الكورد حتى اللحظة طفرات إبداعية كالتي أعطت للروايات التي حصلت على شهرة؛ علما أن بعضها تتضمن شيئا من هذا البعد الأدبي (الجنس) بل وبعضها توسعت فيه، أو انهم لم يتخطوا بأسلوبهم المساحة الأدبية التي قطعها الكتاب الأوربيون في هذا المجال، وجلهم لا يزالون في مراحل تقليدهم، وتكرار تجربتهم، لكنهم تناسوا بعدهم الحضاري والثقافي، وتخلوا عن دراسة الواقع الذي ينطلقون منه حتى عندما يكتبون فيه وعليه، ولا يبالون بنوعية قرائهم، وعليه فجلهم يطبقون النسخة الأوروبية على مجتمع لا يزال يعيش المجتمع الأخلاقي المحافظ، أو لنقل يقدمون كتابات بثيمات غريبة لأبناء ثقافات حضارات مختلفة، وإن استمروا على هذه المنهجية دون تمحيصها، سيخسرون حتى ولو حصلوا على نجاح مؤقت.
لا شك هذا الأسلوب خلق لدي الكثير من الأسئلة منها:
1- هل كتابنا يعانون نفسيا من تراكمات الماضي الاجتماعي المعاش وحيث الكبت الجنسي، وهم يحاولون التحرر منها بهذا البوح، والقضاء على الصور النمطية المترسخة في اللاشعور؟
2- هل ينظرون إلى الكتابة عن الجنس بدون تحفظ، على أنه نوع من التفتح وباب من أبواب ولوج الثقافة الحضارية؟
3- هل هم يودون القول إن التراكمات الأخلاقية على مدى القرون الطويلة من بناء العادات والقيم والتقاليد يجب أن تعدل، وأن الماضي غارق في الأخطاء، والتحفظ واحدة منها؟
4- هل هو اختراق للثقافة القديمة وطفرة نحو الثقافة الحديثة أو الانترنيتية والتي قضت على كل الحواجز؟
5- هل هو اكتشاف لعالمه وتعبير لشهواته المستهام، ويريدون هدم التابو في الذات قبل الأدب الكوردي؟
6- هل هي دعاية رخيصة للرواية، كنوع من أنواع صدم وإثارة القراء، ورافعة لتحقيق الشهرة؟
ما ذكرته، وأسئلتي، لا تعني أنني أعيش عالم الجمود الفكري وأرفض طفرات التفتح، فكما تعلمون ولجت الحضارات بعد العشرين من العمر، وانصدمت إلى أن أصبحت الركيزة الأساسية لثقافتي، بل أعني، بأنه على أدباءنا البحث عن مخرجات تنويرية إبداعية لإنجاح الرواية الكوردية، ومن ثم الحصول على ذاتية خاصة في عالم الأدب العالمي.
وبالتأكيد أرفض بدأ من نفسي ومن يتناول القضايا الأدبية والثقافية الكوردية بالنقد والتحليل، التأييد أو الاقتراب من التجارب المصرية البائسة والغارقة في الجهالة، كالحكم الذي أطلق على الكاتب أحمد ناجي على خلفية لغة إحدى رواياته! أو يوم كفرت جامعة الأزهر الشاعر المصري أحمد الشهاوي وتم مصادرة ديوانه (الوصايا في عشق النساء) وغيرها من الحوادث التي عكست مدى سيطرة أصحاب الانحطاط الفكري الثقافي على شرقنا.
ما رأي القراء الذين لهم إطلاع على روايات كتابنا الكورد؟

الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
14/6/2021م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدواجية العالم الإسلامي نعم للفلسطينيين لا للكورد
- لن تخرج تركيا وإيران من سوريا
- صراع عقيم؛ الشهداء من البيشمركة والعدو هو المستفيد
- عفرين سوف لن تظل سبية
- إدارة ترمب تحاول وضع الإدارة الذاتية على الدرب الصحيح
- ‏ لا أمريكا جدية ولا التقارب التركي-الإيراني-العربي سينجح
- فلسفة توحيد الأحزاب الكوردية- الجزء الرابع والأخير
- فلسفة توحيد الأحزاب الكوردية - الجزء الثالث
- فلسفة توحيد الأحزاب الكوردية- الجزء الثاني
- فلسفة توحيد الأحزاب الكوردية -الجزء الأول
- المهمات التنويرية للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكورد في ج ...
- عقدة المثقف العربي
- نتائج مواقف المعارضة السورية العربية
- من سيفوز في انتخابات الرئاسة السورية؟
- أين هم الشرفاء في سوريا
- نص المحاضرة التي ألقيناها في ندوة نداء سوريا
- دولة المواطنة أم الفيدرالية
- بين الأممية والوطنية تذوب القضية الكوردية
- جدلية جورج واشنطن وحراكنا الكوردستاني
- أردوغان وأئمة ولاية الفقيه ما بين فلسفة السياسة والقيم الدين ...


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عباس - الجنس في الرواية الكوردية