أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جلبير الأشقر - لا بدّ من مواصلة الانتفاضة الفلسطينية















المزيد.....

لا بدّ من مواصلة الانتفاضة الفلسطينية


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 6930 - 2021 / 6 / 16 - 09:54
المحور: القضية الفلسطينية
    



كُتب هذا المقال صباح الثلاثاء بينما يستعد اليمين الاستيطاني الإسرائيلي لإنجاز حلقة جديدة في مسلسل الاستفزازات الصهيونية المستمر في القدس العربية منذ احتلالها في حرب 1967. وهي فاتحة لائقة لولاية رئيس الوزراء الجديد، نفتالي بينيت، الذي بدأ حياته السياسية في حزب الليكود في كنف بنيامين نتنياهو، ثم انسلخ عنه للمزايدة عليه من موقع أقصى اليمين الصهيوني حتى وصل به الأمر إلى ترؤس ائتلاف أحزاب وجماعات حمل اسم «يمينا» بالعبرية، الذي يعني «إلى اليمين». والحقيقة أن من ينادي بنهج يتخطّى سياسة نتنياهو إلى اليمين، إنما هو أشبه بمن بلغ أقصى درجات الحضيض وما برح ينادي «إلى الأسفل».
ففي باب المزايدة الصهيونية على زعيمه السابق نتنياهو، نصّب نفسه بينيت ناطقاً بلسان المستوطنين، داعياً إلى ضمّ ستّين بالمئة من أراضي الضفة الغربية المحتلة في عام 1967 وفرض السيادة الإسرائيلية على ما تبقى منها، ومنتهزاً أي تقصير من قِبَل نتنياهو في تلبية رغبات المستوطنين، تفادياً للإحراج على النطاق الدولي، كي يتضامن مع احتجاجات الحثالة الصهيونية الاستيطانية. ومن باب المزايدة اليمينية أيضاً دعوة بينيت إلى إعدام «الإرهابيين» بدل سجنهم، وفتح النار بلا تحفّظ على المتظاهرين الفلسطينيين. ولو أضفنا أنه يؤيد فرض السيطرة اليهودية على الحرم الشريف، لأدركنا أنه يحق لمنظّمي التظاهرة الاستفزازية في القدس العربية يوم كتابة هذه الأسطر أن يروا أن رئيس وزرائهم الجديد جدير بأن يمشي في مقدمة صفوفهم.
أما الأمر الوحيد الذي يخفّف من مغزى تولّي بينيت رئاسة الوزراء، فهو أن كتلته اليمينية ضعيفة وحكومته قائمة على الائتلاف السياسي الأكثر هجونة في تاريخ الدولة الصهيونية، إلى حد أنه ائتلاف شمل الوسط واليسار الصهيونيين بالإضافة إلى جماعة عبّاس الداخل، منصور عبّاس. أما التعويل على أن يتحوّل بينيت بسحر ساحر إلى حمامة سلام، فضربٌ من الهلوسة إذ إن الحكومة الحالية، التي لم تحز في الكنيست سوى على أكثرية صوت واحد، واقعة بين مطرقة الليكود وحلفائه في المعارضة وبين نواب حزب بينيت الستة ونواب حزب «إسرائيل بيتنا» السبعة، ويتزعم هذا الأخير أفيغادور ليبرمان الذي ينتمي هو أيضاً إلى أقصى اليمين الصهيوني.
كل هذا يعني أن الحكومة الجديدة لا تغيّر شيئاً في الأساس، وهو أن أغلبية نواب الكنيست تنتمي إلى اليمين الديني وأقصى اليمين الصهيونيين بما يعكس انزلاق المجتمع والدولة الإسرائيليين إلى النيوفاشية. وهذا يشير إلى أن أي استراتيجية قائمة على المراهنة على الدبلوماسية، كالتي سارت عليها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية منذ الخروج من بيروت في صيف 1982، لا تعني سوى المضي في نهج الاستسلام بحجة السعي وراء السلام. ولا يقوم البديل عن ذلك النهج على إطلاق الصواريخ من غزة. فإن أي استراتيجية يختار فيها الضعيف إزاء القوي السلاح الذي يحوز هذا الأخير على تفوق عظيم فيه، فيبادر الضعيف إلى رشق القوي به، إنما هي محكومة بالفشل، ناهيكم من كلفتها البشرية والمادية الباهظة التي لا تتناسب مع ما تحققه، كما رأينا في معركة «سيف القدس» التي لم تردع الصهاينة عن مواصلة استفزازاتهم في القدس، بل عجّلت في الانزلاق النيوفاشي للمجتمع الإسرائيلي، لاسيما في معاملته لفلسطينيي 1948.

الحكومة الحالية، التي لم تحز في الكنيست سوى على أكثرية صوت واحد، واقعة بين مطرقة الليكود وحلفائه في المعارضة وبين نواب حزب بينيت الستة ونواب حزب «إسرائيل بيتنا» السبعة

بل يقوم البديل عن النهج الاستسلامي على اتباع القواعد الاستراتيجية المعهودة في مواجهة الضعيف للقوي، وأهمها استخدام وسائل «لا تناظرية» ملائمة لمعطيات المعركة. فحيث تسمح الجغرافيا وعدد السكان وطبيعة قوات المحتلّ ودرجة صلابتها أو هشاشتها المحكومة بطبيعة المجتمع الذي تنتمي إليه، حيث تسمح هذه الشروط بانتهاج القتال درباً إلى التحرير، يقوم النهج اللا تناظري على «حرب العصابات» تمهيداً للحرب الشعبية كما شهد القرن المنصرم في حالات عديدة. وقد اتبعت المقاومة الفلسطينية مثل هذه الاستراتيجية لبضع سنين، بعد انبعاثها في الستينيات من القرن المنصرم، وهي تراهن على أن حرب العصابات في الداخل وانطلاقا من بلدان الطوق سوف تتحول إلى حرب شعبية تنضم إليها الجيوش العربية. وقد بينت التجربة كم كانت تلك الاستراتيجية واهية.
أما عندما تكون جماعة بشرية ذات كثافة سكانية بالغة الارتفاع، محصورة في ما هو في الحقيقة معسكر اعتقال كبير، يفرض عليه طوقاً حديدياً عدوٌ حائز على تفوق عظيم في العدد والعتاد، فإن المبادرة إلى استخدام نوع السلاح وأسلوب القتال اللذين للعدوّ تفوّق ساحق فيهما إنما هي من العبث، مهما ادّعى عكس ذلك الأوفياء للتقليد العربي القديم في الإفراط في الفخر والتبجّح بغية دغدغة مشاعر المستمعين بدل مخاطبة عقولهم. والحديث هنا هو عن المبادرة الهجومية، وليس بالطبع عن أي استخدام للسلاح المقصود بالمطلق، إذ أن استخدامه الدفاعي أمر آخر تماماً، فضلاً عن أنه سلاح مشروع في جميع الأحوال في وجه المحتلّ. فليس موضوع النقاش مشروعية المبادرة إلى إطلاق الصواريخ، بل جدواها فقط، والأمران مختلفان تماماً.
والحقيقة أن تاريخ النضال الفلسطيني كله يشير إلى أن الاستراتيجية الناجعة الوحيدة الملائمة لشروط المعركة هي استراتيجية النضال الشعبي. فتبقى أعلى محطات النضال الفلسطيني من حيث ما أنجزته هي الانتفاضة الأولى السلمية لعامي 88-1987 وقد خلقت الزخم الذي حدا بالدولة الصهيونية على السير على درب التفاوض، ولو بدّد ياسر عرفات ذلك الزخم بتوهمّه بأنه سوف يحصل على «الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس» عن طريق تأجيل الشروط الرئيسية لأي تفاوض مع الدولة الصهيونية، وأولّها تجميد حركة الاستيطان.
ثم أن حملة المقاطعة التي انطلقت قبل خمسة عشر عاماً ونيف، والتي تقوم بصورة رئيسية على المجتمع المدني الفلسطيني مدعوماً من المتضامنين مع القضية الفلسطينية في العالم أجمع، قد أحرجت الدولة الصهيونية وأنصارها وأثارت غيظهم أكثر من أي أسلحة. وفي الوقت الذي تنجلي ثمار النضال التضامني مع القضية الفلسطينية أكثر مما في أي وقت مضى في عقر دار الدولة الوصيّة على الدولة الصهيونية، ألا وهي الولايات المتحدة الأمريكية حيث فاق نقد إسرائيل والمطالبة بتقييدها كل ما عرفناه حتى الآن بما شمل عدداً ملحوظاً من أعضاء الكونغرس، فإن المطلوب هو مواصلة الانتفاضة الجديدة، التي كانت قد بدأت قبل أن يطغى عليها «سيف القدس» وإعادة السير على طريق تعميمها إلى كافة أجزاء الشعب الفلسطيني بغية تحريك حملات التضامن العربي والعالمي مع قضيته.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تفوّق الديمقراطية العربية
- آفاق النضال الفلسطيني في ضوء المستجدات
- في الاستراتيجية وتشريح «النصر الإلهي»
- استراتيجية بنيامين نتنياهو وكيفية التصدي لها
- كيف يُهزَم وجه القوّة في زهرة المدائن؟
- جورج إبراهيم عبد الله وحسن دياب ومرض القضاء في وطن دريفوس
- الانتخابات الفلسطينية والنفاق الديمقراطي
- تحية لنائبة الكونغرس بيتي ماكولوم
- «الأخبار» تهاجم موقف حسن نصر الله!
- كيف تكون المناهضة التقدمية للإمبريالية
- الأردن بين الأساطير الانقلابية والحقائق الثورية
- في أسطورة الصين «الممانِعة»
- وهْم قبطان يُنقذ سفينة لبنان من الغرق
- تركيا عدواً رئيسياً: وسواس المحور الرجعي العربي
- مناورات ساخنة بين طهران وواشنطن
- أسياد الحرب لا يستسيغون السلام
- لطيفة آل مكتوم وتعنيف النساء
- «استراتيجية التوتّر» في السودان
- لِمَ يكون السلاح النووي حكراً لإسرائيل؟
- «المقاومة العشائرية» وتحرير فلسطين في عام 2041


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جلبير الأشقر - لا بدّ من مواصلة الانتفاضة الفلسطينية