أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - مثل بصرةٍ سابقة














المزيد.....

مثل بصرةٍ سابقة


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 6928 - 2021 / 6 / 14 - 14:05
المحور: الادب والفن
    


مثل زمانٍ سابق
وما بين قطار الليلِ الصاعد للموصل
وقطار الليل النازلِ للبصرة
وما بين "البيريّة" الكوبيّةِ ، و "القمصلة" الرومانيّةِ ، و "البسطال" السوفييتيّ
سالَ حُزنٌ كثير لأُمّهاتٍ بلا أكبادٍ ، وآباءٍ بلا سَنَدٍ ، وأعشاشٍ بلا قَطا.
والجنودُ السابقونَ الذينَ كانوا يُغنّونَ لأمّهاتهم "أبوذيّاتَ" الهذيانِ الرسوبيّ
ويُحارِبونَ مع الآلهة المُستنسَخَةِ ، كأنّهُم جنودُ "الإلياذات" ..
كسروا ظهري.
مثل "سامراء" سابقة
تفكّكت العائلة
ذهبَ الأبُ إلى دُكّانٍ في "الشيخ بشّار"
ليستبدلَ "لمبات" التلفزيون
و يجعلً من الـ "لوي أوبتا"
سينما الطفولة القصيرة جدّاً
وفي "سوق حمادة" ، كان السمكُ "الجِريّ" يلبطُ في بطون الفقراء ، ويذهبُ معهم للجنّة ..
وفي "الشيخ علي" ، كانت أمّي تَحُثُّ أبي ليكون شبيهاً بـ "قدّوري الحدّاد" ، فيسخَرُ منها "حمد الزَرْكَة".
مثل "يرموك" سابقة
باع الورثةُ بيت الجنرال ، الذي كان في آخر العمر يربتُ كُلّ يومٍ على جذع النخلةِ"الخضراويّةِ" كي تولَدَ وتَلِد ، و يُعاتبُ شجرة "المانجا" التي لم تُزهِرْ في ذلك العامِ كما يجب ، و يسقي الحديقةَ بشيءٍ من القلبِ ، ممّا تبقّى من القلبِ ، وينثرَ "التِمَّنَ" البائتَ لما تبقّى من عصافيرِ "قادةِ الفِرَق" البائدين ..
وبعد موتهِ بخمس دقائق
قطَعَ الأحفادُ شجرةَ "المانجا" السخيفة ، التي تسِدُّ "الكَراج"
و ذهبَ الأبناءُ بنارنجِ البيت إلى "الدلاّل"
وماتت النخلاتُ الباقيات
وتفرّقت الفسائلُ بين الأمم.
مثل بصرةٍ سابقة
توجعني روحي
روحي التي تحِنُّ إلى رملِ "الزبير" ، وسوادِ "أبي الخصيب"، وكثافةُ البلابلِ في السماواتِ الخفيضةِ جدّاً .. وإلى جداولِ "الزريجي" ، وسواقي"الجباسي"، بأسماكها المضيئة ، وسلاحفها الهادئةِ ، وبعوضها المدهش.
روحي التي تحِنُّ إلى رائحةِ الطَلْعِ عند الغروب
وإلى مذاقِ العسلِ البرحيِّ في شفاهِ البصريّاتِ النائماتِ إلى الظُهر
وإلى رائحةِ الطينِ "الحِريِّ" في ثيابِ أبي المخذول
مثل "صالح" وحيد
لم تعُد البصرة "ثمودهُ" التي أحبّها
من كُلِّ قلبه.
مثل "َشَطْرَةٍ" سابقة
أصبحَ الليل.
أنا الذي ، مثل "عبد الحسين عبد النِبي" ، أعرفُ جيّداً أخلاقَ الليل..
وأعرفُ معنى حنينَ الجنودِ إلى "البُثيناتِ"
وأعرفُ أنّ الليل
يجعلُ الإنتظارَ شَهيّاً في "الحِجابات"
وكلّما أفلتَتْ الرؤوسُ من مواء"المورتر"
أفلتت القُبُلاتُ "الحَلالُ" من فم الليالي
وحطّتْ فوق سريرٍ ساكتٍ في "الناصريّة"
ينتظِرُ القليلَ من البَللِ الحُلْوَ
كي يصل مواءُ الأجسادِ الباسلةِ
إلى سابعِ جار.
مثل جنوبٍ سابق
وجنوبٍ لاحِق
رافقني سوءُ الحظّ.
كلّما بدأتْ الحرب شمالاً ، وشرقاً ، وغرباً ،
إنتهت في الجنوب.
حظوظُ العراقيّينَ "جنوبيّةٌ" جدّاً.
الجنوبُ الذي يُحاربُ العراقيّون فيه
إلى آخرِ جنديٍّ جنوبيّ
يذهبُ دائماً إلى حيثُ لا يدري
وعندما يَصِلْ .. لا يعود.
العراقُ قصيرُ جدّاً
مثل عُمْرٍ واحدٍ
لرجلٍ طاعنٍ في السنّ
ذاقَ المراراتَ والخسارات
وجلسَ ليكتبَ"سوابقهُ" العديدات
ولا واحدةً منها
مُخِلَّةً بالشرف "العراقيّ" العظيم.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكَرَم خارجياً و المَكْرَمات داخليّاً: تخلّف وبدائيّة أنماط ...
- مآتم ورديّة على سطح الأيّام
- العطش الذي نستحق
- حياةُ العراقيّينَ مُهمَّة
- أولئكَ الذينَ لم يَطْلَعوا بعد
- هذا ما يحدثُ لك عندما تُضيِّعُ فرصتكَ لتصيرَ لُصّاً
- القتال الحاليّ بين -حماس- و إسرائيل .. بعض التداعيات ، و بعض ...
- أنا خائفٌ ، و خائفٌ جدّاً .. وأخاف
- هذا الوقتُ يجعلُ الحُبّ صعباً .. من فرط النسيان
- بعضُ الأُمم .. وأُممٌ أخرى
- قبلاتٌ قديمة .. لعيدِ الأيّام
- العيدُ .. عيد
- صديقي الفيسبوكي العزيز
- ليسَ في الأفقِ شيءٌ
- ما بعدُ و بعد
- جمهوريات الخراب العراقي العظيم
- أنا دائماً أعودُ إلى البيت
- على غصنِ الأيّام .. نملةُ روحي
- على الطريق .. على الطريق
- إشكاليات إعداد الموازنة العامة الإتحادية لسنة 2022 : توقيتات ...


المزيد.....




- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - مثل بصرةٍ سابقة