|
باب الشيخ حافلة التاريخ...ج22
عبد الخالق الفلاح
الحوار المتمدن-العدد: 6927 - 2021 / 6 / 13 - 21:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الثقافة الفيلية الذاكرة الثقافية الفيلية في منطقة باب الشيخ معروفة وهي كانت في البداية حسينية الكورد الفيلية الصغيرة الواقعة في منطقة عكد الأكراد في احدى فروعها الضيقة في"الدوكجية" وهو بيت صغير قائم لحد الان ولكن ايل للسقوط لقدمه وشيده المرحوم الشيخ مصطفى الطالب واسمه الكامل مصطفى بن اسد (اسعد) كركوكلي بن الحكيم عبد الله ديار بكري من عشيرة (اللك) المعروفة وقد ولد الشيخ الجليل في محلة سراج الدين عام 1879 ودرس مبادئ العلوم الدينية على يد العالم الفاضل المرحوم عبد الحسين البغدادي في جامع الهادي بادي -الواقع- في (عكد القشل) ببغداد ولقب بالطالب لحرصه الشديد على طلب العلم وحصل على شهادة عالمية في الفقه والتفسير ودرس الطب القديم وتفسير الاحلام وكان يجيد اللغات العربية والكوردية والفارسية والتركية وله مؤلفات في الفقه والارشاد الديني والطب القديم "وقد اشتهر الشيخ مصطفى الطالب بالجلسات والامسيات التي كان يعقدها في حسينيته التي كان يُجتمع فيها للاستفادة من علومه ، في مدار السنة ، بجمع غفير من من ابناء الكورد الفيلية ،رغم ان الكثيرون منهم كانوا قد انتقلوا الى مناطق اخرى في اوخر الخمسينات والستينات قبل وفاته آنذاك من عكد الكورد في بغداد الى مناطق واحياء اخرى مثل الكاظمية والعطيفية والحرية والثورة وبعد تاسيس حي جميلة والعقاري ايضاً والكرادة بعد انم تيسرت امورهم المادية ولم يمنع بُعد هذه المناطق عن الحسينية من المجيء على مدار السنة وتمضية امسيات وجلسات في معية الشيخ مصطفى يتبادلون خلالها احاديث دينية ويطلعون على الامور الدينية والفقيه ، وقد تتتوع الى الشؤون المختلفة وتتناول كل شؤون الحياة ولاسيما الاجتماعية والثقافية والتاريخ والسياسة والامورالمفيدة لاسيما وان الظروف السائدة في ذلك الزمان كانت حساسة ، ولم تتوفر مكانات ونوادي او وسائل اتصالات يمكن الاستفادة منها للحصول على اي معلومة إلأ بالطرق المباشرة من الجهة ذاتها.. من الأقوال التي كانت تصدر منه لتصل الى النفوس ويؤمها من مختلف الطبقات المجتمع. وبعد إكمال الشيخ الدراسة وتخرجه بدرجة مجتهد وبتفوق على يد سماحة المرجع الكبير السيد ابو الحسن الاصفهاني (رحمه الله) وتم اعطائه الوكالة في الارشاد و الوعظ في المحلة واتخذ من المسجد مكاناً للتبليع أواسط الاربعينيات من القرن التاسع عشر والبناء لازال موجوداً حتى يومنا هذا ولكن افل نجمها بعد ان تم تاسيس حسينية الاحمدي الكبيرة للكورد الفيلية والواقعة على مسافة قريبة من تلك الحسينية في نفس "عكد الأكراد و"التي شيدها الحاج أحمد الأحمدي عام 1941 ومازالت باقية حتى الآن بجهود الخيرين من هذا الطيف الذي عرف بالاحسان والصدق والامانة والايمان وقد تمت اضافات مختلفة على الحسينية طوال هذه السنوات من الامام ومن الخلف بعد الحاق دار صغيرة تعود الى احدى الخيرات الفيليات ( حبيبة القيتولي) رحمة الله عليها التي تبرعت به اوائل الستينات من القرن الماضي ومن ثم تم توسعة الحسينية بعد اضافة ارض اخرى من الجانب الايمن لها تبرع به الخير المرحوم جبار حسين ميرزا "ابو عادل" رحمه الله بعد ان اشتراها بالمزاد من البلدية وتم تسجيلها في الاوقاف باسم الحسينية في اواخر السبعينات قبل التسفير واصبح جزء منها لصنع الشاي والقهوة و المطبخ في المناسبات والوفيات في الثمانينات من القرن الماضي بعد ان كان الطبخ في السابق يتم في سطح الحسينية وهي تعد من اكبر واهم الحسينيات في المنطقة وتقام فيها التعازي ايام العاشورى الحسيني ويشارك فيها ابناء المنطقة من مختلف اطيافهم . المجتمع الفيلي والثقافة الكوردية الفيلية ثقافة متفتحة ومسالمة ومتسامحة بعيدة عن التطرف والتعصب والعنف والانتقام والثأر وثقافة الموت لأن ثقافتهم هي ثقافة الحياة. لذا لم يبرز في صفوفهم داء الإرهاب. . وهناك تطور وتسامح ملحوظ في تقاليد وعادات ومراسم الزواج. والمدرسة الفيلية التي تأريخ تأسيسها في العاصمة بغداد في عام (1947 من المظاهر الثقافية المهمة والتي أسستها هيئة من الكورد الفيليين من الحاج أحمد الاحمدي وشقيقه حاج مراد و نوخاس مراد وجاسم ناريمان ومحمود نريمان والحاج شكر محمد رضا والحاج محمد شيره والمرحوم عزيز شيره وابراهيم بشقه وعبدالهادي عزيز .والحاج علي حيدر والد المناضل عزيز الحاج حيث كلف بحكم علاقته بوزير الداخلية سعيد قزاز لأخذ الموافقة بتأسيس المدرسة) وقد نقلت بناية المدرسة لبناية عائدة للمرحوم نوخاس مراد وهي قائم لحد الآن والذي أوصى بالملك في حالة وفاته لجمعية المدارس الفيلية و. افتتحت المدرسة أصوليا وحسب القانون التربوي وكانت تمول ذاتيا من تبرعات مختلفة بصورة علنية واحيانا بصورة سرية من تجار كورد وتبرعات من أغنياء معروفين ومن أجور التلاميذ الميسورين ماديا. وأسست (جمعية المدارس الفيلية)المدرسة الابتدائية أول الأمر عام 1947 ومن ثم ( المدرسة الثانوية الفيلية الاهلية )عام 1958 وتم اختيار السيد مهدي سي خان اول مدير لها واخرين ساهموا معه رحمهم الله وسعوا الى حل القضايا الاجتماعية التي كانت تحدث بين أفراد الطائفة في بغداد ولغيرهم وإعفاء الضعفاء من أجور المدارس دون وتوسعت خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي ووصلت الى قمة ازدهارها وتخرج منها المئات من الطلبة من مختلف فئات المجتمع دون تمييز على حساب الدين او المذهب ودرس فيها من الاساتذة المخلصين في عطائهم والتفاني لتطوير الطلبة بالتدريس ووجبتين الصباح والعصر وتقديم ما أمكن من وسائل الإيضاح وكانت المدرسة مشهودة لها في النشاط الرياضي حيث قدمت الكثير من الابطال الى المنتخبات الرياضية العراقية والعقول والكفاءات العلمية ، ولكن الاقبال عليها أصابه الفتور بعد ان غادر المنطقة اعداد من الكورد الفيلية الى مناطق اخرى او الانتقال الى المدارس الحكومية وقل عدد طلابها واصابتها ازمة اقتصادية خانقة بسبب ضعف مواردها المالية و عدم تمكنها من دفع رواتب ملاكها التعليمي وموظفيها . وبلا شك لقد أثبتت تجربة المدارس الفيلية نجاح العمل المشترك بين الكورد الفيلية اذا شعروا بالمسؤولية الجماعية تجاه شريحتهم ومجتمعهم وكانوا مستعدين للعطاء والتضحية ونكران الذات والتواضع والتسامح والانسجام والتعاضد من أجل هذه الطائفة ومن أجل قضايا المجتمع العامة المشتركة.واليوم الكورد الفيلية هم جزء مهم المجتمع العراقي وعلى استعداد لتقديم الدعم للمسيرة الديمقراطية في العراق الجديد، بالاعتماد على نخبتها المثقفة وعن طريق وسائل الإعلام المتوفرة والتي تلعب اليوم دورا كبيرا للحفاظ على سلامة الوطن وشعبه و يمكنها أن تلعب بدور أساسي في تعزيز اللحمة الوطنية وترسيخ مبادئ الديمقراطية وحقوق المواطنة الحقيقية.
#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
باب الشيخ حافلة التاريخ ..ج 21
-
باب الشيخ حافلة بالتاريخ...ج20
-
باب الشيخ حافلة التاريخ ج19...
-
باب الشيخ حافلة التاريخ ...ج18
-
باب الشيخ الحافلة بالتاريخ ج 17
-
باب الشيخ حافلة التاريخ ...ج 16
-
باب الشيخ حافلة بالتاريخ...ج 15
-
باب الشيخ حافلة بالتاريخ...ج 13
-
باب الشيخ حافلة بالتاريخ ...ج12
-
باب الشيخ حافلة بالتاريخ ...ج11
-
باب الشيخ حافلة بالتاريخ...ج10
-
باب الشيخ وخبز وامي
-
باب الشيخ وخبز وامي
-
باب الشيخ حافلة بالتاريخ.. ح9
-
باب الشيخ حافلة بالتاريخ.. ح 7
-
باب الشيخ حافلةبالتاريخ.. ح 8
-
باب الشيخ حافلة بالتاريخ...ح6
-
باب الشيخ حافلة بالتاريخ...ح5
-
فن الكتابة السياسية
-
باب الشيخ حافلة بالتاريخ...ج2
المزيد.....
-
بعد زيارة وزير خارجية أمريكا.. بنما لن تجدد اتفاق -الحزام وا
...
-
اتهامات بالتحريض وترهيب الشهود.. النيابة الإسرائيلية تفتح تح
...
-
سوريا تحت قيادة الشرع تفتح صفحة جديدة مع الخليج، فهل تنجح بإ
...
-
إسرائيل تصعد عملياتها العسكرية في جنين: نسف 21 منزلا وسقوط خ
...
-
لقطات جوية تكشف حجم الكارثة.. أحياء بأكملها تغرق في كوينزلان
...
-
كيف تتلاعب روسيا بالرأي العام في أفريقيا؟
-
هل نجح نتنياهو بتغيير ملامح الشرق الأوسط؟
-
الأطفال الفلسطينيون المرضى والجرحى يصلون إلى مصر بعد فتح معب
...
-
المتمردون من حركة -إم 23- يدعون حكومة الكونغو الديمقراطية لل
...
-
مصر.. خطاب للسفارة الأمريكية اعتراضا على تصريحات ترامب
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|