أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أماني محمد ناصر - دعوة للسيد جورج بوش لزيارة سورية















المزيد.....

دعوة للسيد جورج بوش لزيارة سورية


أماني محمد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 1636 - 2006 / 8 / 8 - 07:12
المحور: كتابات ساخرة
    


المرسل إليه:
السيد جورج دبليو بوش، الولايات المتحدة الأمريكية، البيت الأبيض
(1)
سيدي جورج بوش (ولا أقول سيدي من باب المجاملة وإنما كما قال المفكر والكاتب الفلسطيني عدنان الصباح من باب الأدب الذي تعلمناه في وطننا أولاً ومن باب أنك ستكون ضيفي ثانياً):

هذه دعوة جادة وصادقة كي تزور بلدي الرائع سورية وتقضي فيها فترة الاستجمام بعد فترة الحرب المروعة التي قضيتها بصحبة صديقتك إسرائيل في لبنان...
ولستَ بحاجة لأن أعرفك على بلدي، فأنت تعرف كل شاردة وواردة فيها... ولكن هناك أشياء سمعتَ عنها دون أن تراها... سأصفها لك...
دمشق أقدم المدائن في التاريخ وأنت لا تعرف سوى المدن الطارئه أو التي يمكن أن تقام على أنقاض الأخرى...
دمشق يا سيدي لم تصلها همجيتك ولذا لازالت هنا
كما كانت جميلة أصيلة عصية على الأعداء...
دمشق القديمة، حيث الحارات والأزقة التي تتنقل بها وأنت تستمع لزقزقة العصافير وتغريد البلابل بعيداً عن صوت المدافع والطائرات الحربية التي تعودت عليها أذناك...
وحيث الأبنية التي شيّدت بشكل رائع كقصر العظم وبناء نظام، وحيث الياسمين هنا في شامنا لا مجال لروائح البارود فحيث صيغت ذات يوم حضارات البشر، كل البشر، حيث كتب العرب أروع ملا حم الإنسانية وصناعة غد البشرية لا يمكنك أن تشم إلاّ روائح الياسمين ولا مجاول لبارودكم أبدا ...
سأدعوك لتناول فنجان قهوة طيب المذاق في قهوة النوفرة وسأجعلهم يقدمون لك نفساً من الأركيلة لتريح أعصابك التي أتعبتها المقاومة اللبنانية وصدها لكل محاولة تغلغل وإنزال إسرائيلي في لبنان... سأجعلهم يقدمونها لك بطعم الفواكه الساحلية والشامية من إجاص وعنب ساحلي إلى تفاح شامي...
ثم سنذهب معاً إلى سوق الحميدية، وأعترف أمامك أننا لا نتقن فن الإعلام والدعاية، فانتم تجعلون من الهمبرغر والكوكا كولا حضارة ونحن نخجل من أن ننتقل بحضارة العرب الى بوظة بكداش مثلاً التي يسافر لها البشر من دولهم الى الشام فقط ليتذوقوها، وأكاد أجزم لو أننا نتقن فنّكم لكانت بوظة بكداش أهم من حضارة الهمبرغر بكثير، وأراك ستعترف يذلك وتكظم غيظك حين تتذوقها، وسأنتقل بك في أسواق الحميدية لتتبضع ببضاعتنا السورية النقية الخالصة من السموم والشوائب التي تبثها إدارتك في بعض بضاعاتكم الموردة لنا...
ولكن لن اسمح لك بقتل أي مواطن سوري كما تفعل في العراق وتقتل غخواننا السنة وتتهم الشيعة بذلك بهدف غجراء حرب طائفية هناك...
ما علينا...
تصور سيدي، ستكون برفقتي، هل كنت تحلم يوماً بذلك؟ أن تمشي جنباً إلى جنب مع أماني محمد ناصر؟
بالطبع لا، لكنك لا تعرف أنّ أجمل ما نتحلى به في سورية هو التواضع، انت لا تدري حجم الألم الذي سيسببه لي وجودك إلى جانبي، فكيف لأماني محمد ناصر مواطنة السورية العربية ومواطنة الأرض التي تنتمي لكل البشر، للأطفال الذين تقتلهم قنابلك، للأشجار التي تحرقها مدافعك، للورد حيث لا تكون أنت ولا تكون حضارة الموت التي تصنعها أن تمشي جنباً إلى جنب معك؟؟!!
لكني لن أبوح لك بذلك لأنك ضيفي... ستفهم ذلك بعد انتهاء زيارتك لسورية...لا عليك، حاول أن تنسى أنك تسير مع إنسانة تكره الحروب وقتل الأطفال وتدمير الأوطان، وتعشق المقاومة اللبنانية وبطلها، وأنك مجرم حرب طالما كان طعامه لحم الأبرياء وشرابه دماءهم!!! ويكره المقاومة اللبنانية ويتمنى لها الزوال...
سأحاول أن أنسى في زيارتك هذه أننا الصدق وأنك الكذب، وأننا الوفاء وأنك الغدر والخيانة وأننا العشق وأنك الكره... لا عليك واجب الضيافة يحتم لي أن أتواضع وأنسى كل ذلك وأسير جانبك...
ولكن لا تأتي معك بطاقم حماية لك، أنا سأتكفل شخصياً بحمايتك وأكون مسؤولة عن أي شيء يحصل لك، أتعرف لماذا؟ لأننا نحترم الضيف سيدي ولا نطعنه بالظهر... ولأن بلدنا آمنة، فهنا لا قطاع طرق، ولا عصابات مافيا، ولا أناس ينامون في الطرقات وتحت الجسور... لا ناطحات سحاب لاأنه لا وجود لأناس دون بيوت، لا بذخ مجنون لأنه لا وجود لجوعى... لا أحد ينام ليلته في الشام ومعدته خاويه ومع ذلك نحن لا نتقن فنكم الإعلامي لنكشف زيف ادعاءكم عن حقوق الانسان... نحن حماة حقوق الإنسان الأمريكي من بطشكم...

(2)

بعد أن ننتهي من تنقلنا في أزقة دمشق، سأدعوك إلى تناول طعام الغداء في منزلي، حيث ستكون في بيت عربي دافيء يكرم الضيف ولا يعرف الطعن في الظهر أو سرقة فرح الآخرين لتعليبه وبيعه على انه منتج امريكي
وسأحضر لك أشهى المأكولات الشامية والساحلية، كبة نية، ملوخية، كبة مشوية، يالانجي، قاورمة، ألماسية، برغل بحمص، وهريسة دجاج...سأضع أمامك إبريق المي فيه القليل من ماء الزهر كي تنتعش قليلاً بعد أيام التعب النفسي الذي جعلتك المقاومة اللبنانية الباسلة تشعر به... ثم سأحليك بحلويات دمشقية كالعوامة والمعقود والسفرجل مرملاد والقطايف عصافيري ولن أنسى أن أقدّم لك بالنهاية كوب الشاي بالنعناع...

طبعاً على مائدة الطعام سأتحدث معك مطولاً باعتبارك الضيف، وأقدم لك نصائحاً جمة...
تصور يا سيدي، لو أنّ أحد ما كنت قد قمت بخطف عائلته لتساوم عليها، وقام هو بالرد المناسب وخطف عائلتك ليسترد عائلته، ما الذي ستفعله حينها؟؟!!
بالتأكيد التصرف العقلاني اللاجنوني هو أن تعيد عائلته ليعيد عائلتك... أما أن ترد عليه بالصواريخ والقنابل والقتل والتدمير فهذا الجنون بحد ذاته، لأنك لم تهتم بعائلتك ولا يهمك عودتها ولكن نداء الإجرام سيطر على دواخلك...
وتصور يا سيدي لو أنّ هذه الصواريخ التي ترسلها عن طريق حبيبة قلبك إسرائيل إلى لبنان وقعت في واشنطن، أو لو حدثت مجزرة في إحدى ضواحي أمريكا وقتلت أطفالاً أبرياء كتلك التي حدثت في قانا، ما الذي ستكون مشاعرك عليه حينها؟؟!!
لو أنّ ابنتك انشطرت نصفين أمام مرأى عينيك كما انشطر الكثير من الأطفال والنساء في مجزرة قانا، كيف ستكون مشاعرك حينها؟ وهل ستسكت أم أن نخوة مقاومة من اعتدى على ابنتك ستظهر حينها...
لو أنّ زوجتك اعتدي عليها من قبل رجال عدة أمام مرأى أعينك وأعين ابنتك هل ستقف مكتوف اليدين أم أنك ستقاوم من اعتدى عليها؟
بالتأكيد ستقاوم المعتدي وإلا اعتثبرت بلا شرف... وأنت فعلاً بلا شرف...
أعتذر سيدي، ذلة لسان والله، ما كان يجب أن أقول لك إنك بلا شرف فأنت في ضيافتي ولذلك توجب علي الاعتذار...
لو فرضنا مثلاً، لو فرضنا يعني أنّ صاروخاً ما، أقول فرضاً سيدي، لو أنّ صاروخاً ما أصاب منزل كوندليزا رايس ودمره وقتلها، هل ستقف مكتوف الأيدي سيدي؟ وتستجدي وترفع الراية البيضاء وتقول أنجدونا؟؟!!
المهم، إن أردت أن تأخذ قيلولة فترة الظهيرة بعد الغداء فلا مانع، بيتنا مفتوح لك ولعائلتك إن أحببت... لأنني أعرف مسبقاً أن حزب الله نغّص عليك معيشتك وجعلك لا تنام الليالي والأيام... رغم أنك لا تستحق هذا الاهتمام وهذه الحفاوة، ولكنك في ضيافتي، يعني هذه الحفاوة ليست لك شخصياً، وإنما للضيف الذي للأسف هو أنت...
فترة العصر سنذهب مغارة الدم، هناك سيدي حيث قتل قابيل أخاه هابيل حسداً وغيرة لأنّ أخت قابيل الجميلة سوف يتزوجها هابيل وأخت هابيل الأقل جمالاً سوف يتزوجها قابيل، كما فعلتم أنتم في لبنان الأجمل من أختكم وصديقة عمركم تل أبيب...
بعدها سنذهب معاً إلى حماة حيث النواعير الرائعة والتي عمرها آلاف السنين، بعد ذلك سننطلق إلى القنيطرة، ولكننا لن نصل لمنطقة الجولان قد تأتيك رصاصة طائشة من الصهاينة وأنا وعدتك بأن أكون مسؤولة عن حمايتك الشخصية... هناك، في القنيطرة ستدهش من البيوت المدمرة، وستسألني:
من هؤلاء المتوحشون الذين دمروها؟
سأجيبك بكل بساطة:
حبيبتك إسرائيل، ولو؟؟!!
وبعدها سيدي سنعود أدراجنا إلى جبل قاسيون، لترى دمشق كاملة منها...
آهٍ لو تراها ما أجملها من جبل قاسيون كعروس سوف تزف الليلة...
وهذه الدعوة يا سيدي ليست رشوة لك كي لا تفكر في ضرب دمشق، لأنني أعرف مسبقاً أنك إن قبلت دعوتي وأتيت دمشق ورأيت جمالها وكرم سكانها وبعد هذه الحفاوة والترحيب قد، أقول قد تخجل من مجرد النظر إلى أية منطقة عربية...
سنعود بعد ذلك إلى منزلي، وحينما تدخل إليه، في الصالون يوجد مرآة جميلة لم تنتبه إليها في المرة الأولى، سأطلب منك النظر فيها وأسألك من تشاهد في هذه المرآة؟
بالتأكيد سترى وجهاً قبيحاً لاحة الإجرام تبدو عليه، لكني لن أقول لك ذلك فهذا عيب، لأنك في ضيافتي، سأقدم لك مباشرة المساحيق لتضعها على وجهك وأنصحك بإجراء عملية جراحية له ولقلبك الأسود ولمشاعرك الجامدة قبل أن يلعنك التاريخ إلى يوم القيامة!!!

ملاحظة، أنا جادة في دعوتي هذه سيدي، وإيميلي ظاهر عندك، تستطيع حينما تعتمد أن ترسل لي موافقتك كي أرسل لك عنواني بالتفصيل وأبدأ بإجراءات الضيافة الدمشقية الأصيلة...
لا تستغرب لهجتي الأدبية في حديثي معك ولكن هكذا علماني والديّ الأدب مع الضيف، وحينما تغادر دمشق سيكون حينها لكل حادث حديث...
المرسل: أماني محمد ناصر، دمشق



#أماني_محمد_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرب نحن، أبانا الأرنب وأمنا النعامة
- رواية سطوة الألم
- شيء ما في داخلي يهمس لك
- دم العذارى ليس لك
- نبض الأماني
- سودٌ عيناك كأحزاني
- خبر عاجل
- يا لبحركَ
- بتوصي شي؟؟
- تقبرني... تقبشني
- كل عامٍ وأنا أفتقدك
- سأسرق... ولتقطعوا يدي
- كل لحظة وقلبك بخير
- صفحاتٌ من رواية -سطوة الألم- 2
- صفحاتٌ من رواية -سطوة الألم- 1
- لغروب الشمس معنىً آخر
- خبّرني يا طيرْ 1
- نداءاتي2
- نداءاتي1
- سواد النفط والأقزام الأربعة


المزيد.....




- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أماني محمد ناصر - دعوة للسيد جورج بوش لزيارة سورية