أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيفي الملا - ويحدثُ أن نصرخَ بصمتٍ














المزيد.....

ويحدثُ أن نصرخَ بصمتٍ


هيفي الملا

الحوار المتمدن-العدد: 6927 - 2021 / 6 / 13 - 10:55
المحور: الادب والفن
    


ويحدثُ أن نصرخَ بصمتٍ !!!

ليلتي الأخيرة في هذه المدينةِ البائسةِ طويلةٌ تعاندُ الانتهاء،؟ هل توقفَ الزمنُ فجأةً عند لحظة الحسمِ هذه!!
لحظة إحساسي بوحدتي وسذاجتي ومثاليتي المفرطة!!
من قال : إنَّ السجنَ جدرانٌ وقبضان، بل هو لحظةُ وحدتك وارتطام رأسكَ المحشوِ بصخرةِ الواقع، لتقفَ آلةُ الزمن فجأةً وبندول ساعةٍ قديمةٍ يتأرجحُ في رأسك ذهاباً وإياباً ٠
أتلعثمُ بلغةِ الضوءِ وأنجذبُ للهبٍ ينالُ من هشاشةِ أجنحتي ، أُلملمُ جثثَ أغراضي المبعثرة، اتعثرُ بقصاصاتِ الحكايا، برميمِ الوعود المؤقتة، بأطرافٍ مبتورةٍ لأحلامٍ دون هوية وانتماء ، أحملُها صامتةً وكأنني في قداسٍ جنائزي ٠
سأصمتُ بقيةَ رحلتي تيمناً بمن يحبونَ لغةَ الصمتِ ، بمن يضيقونَ ذرعاً بالسهبِ والتفاصيلِ والحشوِ ، سأصمتُ ولكن بأنهارِ كلامٍ وبطهرانيةِ صدقي السابق ٠
لن أنسى ملامسةَ أصيصَ الزهرةِ على حافةِ نافذتي، ولن أمنعَ نفسي لأخرِ مرةٍ من لعقِ نقطة الدم إثرَ وخزِ الشوكة التي جاورتْ رقة الزهرةِ، وكأنها تذكرني أبداً بقانون الثنائيات والمتناقضات، ربما لم أكن بطالبةٍ نجيبةٍ لأنني نظرتُ للزهرةِ دون الشوكِ ٠٠٠٠٠٠
لم أنمْ إذن!! لامشكلة سأغفو لحظات على حقيبتي المهترئة، وأنا انتظرُ القطارَ الذي سيتأخرُ حتماً، لأستعيدَ في ذاكرتي صوراً خيالية عشتها في الكثير من الروايات، حيث كرسي المحطةِ القديمِ وصفيرُ آخر قطارٍ يُنبئُ بنهاياتِ كل الحكايات التي ولدتْ ميتة ٠
أراقبُ المارةَ بشغفٍ تفصيلي، أرنو إلى كلِ الوجوهِ فأحفظُ عن ظهرِ قلبٍ حكايا كثيرة، امرأةٌ تحملُ مدينتها على ظهرها وتترنحُ بثقلها منتظرةً قطارَ الزمنِ الذي يحررُ من عبوديةِ الانتظار، طفلٌ مثقلُ الجفنين في ملامحه لامبالاة وكأنه تعودَ لغةَ الترحالِ ، طاعنٌ في السنِ يرسمُ خرائطَ عشوائية بعكازهِ٠ كيفَ نسبتُ أن انظرُ إلى وجهي في المرآةِ هذا الصباح؟
ندوبٌ وتشوهاتٌ أتلمسها على ملامحي؟
دمعةٌ غافلتني لتقطرَ في حصالة دموعي، التي سأروي بها في بلادٍ غريبة وردةً ذابلة، أو ربما أضيفها سائلاً في محلول تغذية لمريض ٠
يتناهى لسمعي صفيرُ القطار قادماً وأنا أقنعُ نفسي / إنها رحلتي /هناك في مكانٍ ما ترياقٌ لندوبِ وتشوهِ ملامحي ، قد ارجعُ جميلةً كما كنت، وقد أبقى بجروحي الغائرة لبوةً تأكلُ وتفتكُ فما أكثر مرضى وضحايا أنفسهم يقتلون كما قُتِلوا!!
خطوتي الأولى نحو القطار ، تنكصُ بي الذاكرةُ ابتسمُ وأنا أحتضنُ كتبي وارسمُ اسمي على ضبابِ النوافذ حتى لا أُنسى ، أشاكسُ الصغارَ واستمعُ لحكمةِ الكبارِ ، ارتشفُ الجمالَ أينما كان، ارقصُ في المآتمِ وأبكي في الأعراسِ، مجنونةً بأثوابي المزركشة وشعري الطليق للريح، وطقوسي التي تشبهني أنا فقط ٠
خطوتي الثانية، ملعبٌ ومضمارٌ للمشي أزرعهُ أغانٍ وقصائد وأصوات أحبة أدفنها في قوارير كترياق للحنين ، أركضُ لأسابقَ الزمن، ألمسُ ورقِ الشجر أمزقهُ فاعتذر وأمضي ٠٠٠
خطوتي الثالثة، حلقةٌ دائريةٌ مفرغة ارجعُ من حيثُ بداتْ،
و أضحكُ بسذاجة ٠٠
ظهري المتعبُ هاأنا أسندهُ للمقعدِ المرهقِ مثلي، أتلمسُ طياتَ الوجعِ في وجهي، لاشيء حتى ملامحي فقدتُها ربما نذوراً لحياةٍ أخرى سأعيشها بألواني أنا، وإن كانتْ سوداءَ وبيضاءَ ورمادية فقط٠٠!!!



#هيفي_الملا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية /لا ماء يرويها / للكاتبة/ نجاة عبد الصمد /الأنثى في ظل ...
- الرواية حكاية أم نسق فكري؟


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيفي الملا - ويحدثُ أن نصرخَ بصمتٍ