|
الجيد عدو الأفضل دوما .
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6926 - 2021 / 6 / 12 - 18:26
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الجيد عدو الأفضل غالبا ، يا صديقتي أيضا .
الصحة العقلية لا تقتصر على حالة غياب المرض . 1 يمكن تشبيه مجالي الصحة والمرض بالأعداد ، السلبية والايجابية . اعتدنا على وضع التلازم بين السلبية والمرض ، والعكس بين الإيجابية والصحة ، مع أنها قسمة اعتباطية ، وتشبه ثنائية الكلمة بين الدال والمدلول ( الصوت والمعنى ) إلى درجة المطابقة . يوجد غموض من نوع آخر ، في مشكلة الصحة العقلية أو المرض . في الثقافة العربية ، سواء العامة أو التخصصية ، يوجد خلط بين نوعين مختلفين من الصحة أو المرض النفسي والعقلي ( أو الفكري ) . ويحدث الخلط أكثر بين حالتي الصحة أو المرض ، على المستويات الثلاثة الفيزيولوجية ، والنفسية _ الاجتماعية ، والمعرفية _ الفكرية . المرض الجسدي واضح ، وله معايير دقيقة وموضوعية ولا خلاف حوله . الوراثة والبيئة المحيطة ( الاجتماعية والثقافية ) تجمع بين المرض العقلي والنفسي ، ويصعب الفصل بينها لكنه ممكن . بينما الفصل بين المرض الجسدي والنفسي شبه مستحيل غالبا ، حيث توجد العديد من الأمثلة خلال القرون الثلاثة الماضية على الحالة التبادلية بين الوضع الجسدي _ النفسي ، الاغتراب في القرن قبل الماضي ، ثم العصاب خلال القرن الماضي ، واضطراب ثنائي القطب حاليا ، وحالات الاكتئاب أو الهوس المزمنة . المرض العقلي يختلف ، عن المرض النفسي _ الجسدي . في حالة المرض العقلي تقتصر المشكلة على الأفكار الخاطئة ، مثالها البارز خلال هذا القرن ظاهرة الانتحاري . شاب ( وأحيانا شابة ) يقوم بالجريمة المزدوجة : قتل النفس والآخر طمعا بالجائزة ( المجد أو الجنة ) . حيث يوجد عادة انتحاريون لا دينين أيضا ، لكنهم أقل من حيث العدد ودرجة العنف والوحشية . كما يوجد مثال آخر على المرض العقلي ، مع تحقيق الصحة النفسية والاجتماعية بدرجات متقدمة جدا ، يتمثل بالزعماء النرجسيين أمثال هتلر وموسوليني في القرن الماضي وترامب وبوتين خلال هذا القرن ، ومثلهم زعماء العرب والمسلمين بغالبيتهم المطلقة . .... الفرد الإنساني ، مزدوج بدلالة الشخصية والموقع . وتعددي بدلالة مكوناته المختلفة ، البيولوجية ، والاجتماعية ، والثقافية ، والاقتصادية وغيرها . لكن ، تركيز هذا النص على العلاقة المحددة بين الصحة الجسدية والعقلية والنفسية ، أو المرض . الصحة أو المرض على المستوى الفيزيولوجي ، يحددها الأطباء حصرا . وعلى المستوى النفسي ، العاطفي والانفعالي ، يحددها الأطباء النفسيين بالمشاركة مع علماء النفس ، والفلاسفة بالدرجة الثانية . لكن على المستوى العقلي أو الفكري يختلف الأمر ، حيث الدور الأول يكون للفلاسفة وعلماء النفس ، والدور الثانوي للأطباء النفسيين . المثال الصارخ على مصداقية هذا التوجه " مشكلة الانتحار " . .... الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب ، مثال آخر على الفرق بين المرض النفس ( الوجداني والعاطفي ) وبين المرض العقلي ( الفكري ) . الجسم واحد ، والتأثير متبادل بين الأبعاد الثلاثة للفرد . لكن التمييز ، يكون واضحا في بعض الأمراض ، وفي حالة الصحة أكثر . نموذج الصحة النفسية حسن التكيف والتوافق الاجتماعي . بينما نموذج الصحة العقلية الابداع ، وكمال الأجسام يمثل نموذج الصحة الجسدية . 2 ( ليس المهم ما يحدث بالفعل ، بل تفسير الانسان لما يحدث هو الأهم ) الحديث الذاتي عتبة ، ومحور ، الصحة أو المرض على المستويين النفسي والمعرفي . .... المجتمع السوري بدلالة الصحة العقلية . هذه الفكرة تتصل بكتب مصطفى حجازي ، الانسان المقهور ، ثم المهدور خاصة . وقبل ذلك بكتب الفيلسوف والمحلل النفسي أريك فروم المترجمة . .... خلال النصف الأخير من سنة البو عزيزي 2011 ، سألت ابن أحد الأصدقاء ، عن الوضع بين زملائه في الجامعة ، فأجابني بالخلاصة : " كل واحد مع جماعته " . ما تزال الحرب الأهلية في سوريا ، واليمن ، والعراق الصريحة ، والضمنية في غيرها من دول الجوار . رغم تحقيق الصحة النفسية في جميع المجتمعات ، بنسبة عالية بما فيها المجتمعات العربية والإسلامية ، تبقى علامات المرض العقلي صارخة ولا تخطئها عين ولا أذن في جميع الحروب ، والأهلية خاصة . 3 كتبت يوميات سنة البوعزيزي 2011 ، يوما بيوم بعد ثورة تونس . وأكملتها حتى اليوم الأخير . لم يتغير موقفي كثيرا ، تغير بالطبع في جوانب متعددة . .... أعتقد أن نظرية المؤامرة تجسد المرض العقلي ، بصرف النظر عن المواصفات الشخصية لحاملها _ ت . تعتمد نظرية المؤامرة على الرغبة والانفعالات ، في موقفها من المستقبل . بينما تجسد نظريات التوقع الحديثة الصحة العقلية ، بصرف النظر عن المواصفات الشخصية . تعتمد نظرية التوقع على الأداء والمعايير الموضوعية ، بالعموم . العلاقة بين الصحة العقلية والجسدية والنفسية ليست ثابتة ، بل اعتباطية وهي نتيجة المصادفات _ بنفس درجة تأثير العلاقات السببية . يوجد الفرد السليم عقليا ، ومع ذلك مريض جسديا ونفسيا . وبقية الاحتمالات أيضا ، بنفس درجة التحقق بحسب تجربتي . 4 " الجيد عدو الثابت دوما " أتذكر الدهشة ، والصدمة ، عندما قرأتها للمرة الأولى . تشبه الصدمة التي سببتها قراءتي أول مرة لفكرة أريك فروم عن الحب الذاتي كمعيار للصحة النفسية ، وأن الشخصية الأنانية والنرجسية أكثر عاجزة عن الحب ، عن الحب الذاتي وعن الحب التبادلي بالتزامن . ما أزال ، لا أفهم كيف لشخص سليم عقليا أو نفسيا ، أن يقرأ فكرة بهذا الوضوح والمصداقية ، وتتناقض مع موقفه العقلي ، ولا يتأثر بها سوى كخبر على التلفزيون " حادث قطار في قارة أخرى " . .... الجيد يمثل الصحة النفسية ، تحقيق التكيف والتوافق الاجتماعي بالفعل . الأفضل يمثل الصحة العقلية ، تحقيق التجانس بين العمر البيولوجي والعمر العقلي للفرد ، بالتزامن مع اكتساب مهارة التفكير النقدي . التمييز بين الصحة العقلية والنفسية ، يتكشف بوضوح شديد في البلدان التي تحدث فيها الحروب الأهلية خاصة . يكون أمام الفرد خيارين عسيرين بالفعل : 1 _ التوافق مع جماعته ( الثقافية أو العرقية أو الجنسية وغيرها ) . الموقف الذي يحقق الصحة النفسية ، والتوافق الاجتماعي . 2 _ التوافق مع حقوق الانسان ( الميثاق العالمي لحقوق الانسان ) . الموقف الذي يحقق الصحة العقلية ، والتوافق الإنساني . .... اتجاه الصحة العقلية : اليوم أسوأ من الغد . اتجاه الصحة النفسية اليوم افضل من الأمس . اتجاه الصحة المتكاملة : اليوم أفضل من الأمس وأسوأ من الغد . ( الجسدية والعقلية والنفسية والاجتماعية والروحية ) اتجاه المرض الشامل والموقف الانتحاري : اليوم أسوأ من الأفضل وأفضل من الغد . وهذا الموقف الأخير ، يمثل الاتجاه الثابت في الدولة الفاسدة ، التي تحكمها سلطة غير عقلانية ( ديمقراطية ) . .... السلطة أحد مستويين أو اتجاهين : عقلاني أو غير عقلاني . السلطة غير العقلانية ، موروثة بطبيعتها ، وتتمحور حول القوة ، بالتزامن تتناقض مع المنطق والحس السليم . السلطة العقلانية ، على المستويين الذاتي والمشترك ، مؤقتة بطبيعتها ومرنة تتجاوب مع التغيرات المفاجئة بشكل مناسب . ( بحث السلطة ، ضمن مجالات الفكر السياسي ، وهو تخصص قائم بذاته في بقية الثقافات الحديثة ، ويتصل بالتزامن مع الصحة النفسية والعقلية ) . .... ليست المشكلة في الاختيار بين الجيد والسيء ، هذه حالة نادرة . تتمثل المشكلة الإنسانية بالاختيار العسير بين الحاضر والقادم ، أو بين الجيد والأفضل ، أو بين السيء والأسوأ قليلا . هذا الموضوع الشائك والشيق ، لي عودة متكررة له . مع محاولة تطوير الأفكار الواردة ، عبر كل صياغة جديدة . أعتقد أن موضوع الصحة العقلية مشكلتنا المشتركة ، اليوم وغدا . 5 الوقت والزمن شبه دمشق والشام ، يتعذر دمجهما ، بالتزامن هما واحد لا اثنين خارج اللغة . .... المستقبل يحتوي الحقيقة المتكاملة . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا شيء اسمه الحاضر
-
الحياة والزمن علاقة شبه مجهولة
-
نقد النظرية الجديدة للزمن ( س_ س )
-
نقد النظرية الجديدة للزمن ( 4_ س )
-
نقد النظرية الجديدة للزمن ( 3_ س )
-
نقد النظرية الجديدة للزمن (2 _ س )
-
نقد النظرية الجديدة للزمن ( 1 _ س )
-
نقد النظرية الجديدة للزمن _ مقدمة مع التتمة
-
نقد النظرية الجديدة للزمن _ مقدمة عامة
-
الذاكرة الارادية نقيض الفكرة الثابتة
-
ثلاثية الصدق والكذب ، والارادة الحرة ، ومشكلة الاشباع
-
مشكلة الاشباع بدلالة الوقت والواقع المباشر
-
التدخين الارادي مهارة فردية ومكتسبة بطبيعتها
-
الكذب قيمة معرفية أولا ...
-
الزمن والحياة والوقت ( النص الكامل )
-
الزمن والحياة _ أمثلة تطبيقية
-
الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة _ تكملة واضافة
-
الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة _ تكملة
-
الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة
-
رسالة إلى الله _ تكملة
المزيد.....
-
شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با
...
-
متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من
...
-
المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي
...
-
الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر
...
-
اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي
...
-
وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن
...
-
-روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
-
الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
-
زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
-
سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|