أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - هل نقضي على الفساد ام يقضي علينا؟














المزيد.....


هل نقضي على الفساد ام يقضي علينا؟


عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 6926 - 2021 / 6 / 12 - 14:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفساد في العراق منظومة كبيرة، تقودها دول وزعماء في السياسة وتجار كبار ورجال دولة وعصابات، ومجاميع داخلية وخارجية ومنظمات ومصارف، فالذي يسرق لابد وان يودع امواله في المصارف، فهل تسال تلك المصارف مصدر تلك الاموال ؟ وكيف تسهل خروج تلك الاموال خارج العراق، وكيف يتم شراء عقارات وعمارات، وهناك لا مبالة من المجتمع بل العكس المواطن البسيط هو من يشجع الفساد واصبحت ثقافة سائدة، فالمواطن الذي لا يدفع الرشوة سوف تبقى معاملته متوقفة الى ان (يدهن السير او يورق) بعدها تتحرك وهذا في اغلب دوائر الدولة، وعندما يتحول رجل محدود الدخل الى تاجر كبير في ليلة وضحاها اما لأنه انتمى لاحد الاحزاب واصبح من ادواتها في الفاعلة في وزارات الدولة، او انه عمل في تجارة السلاح او المخدرات، فالناس بدل من ان تحتقره لأنه سرق اموالهم لان الاموال العامة ملك الجميع، تحترمه وتثني عليه و تمدحه وتصفه بالصفات الحميدة من الكرم والجود والاصل والفصل، وعندما يتقدم لخطبة امرأة رجل نزيه ومحترم لكنه ضعيف الحال، ويتقدم اخر سارق ومعروف انه من السارقين، سوف توافق الفتاة واهلها على السارق لأنه شاطر جمع اموال يعجز الشريف عن جمعها مدى الحياة، وهو سيوفر لها العيش الرغيد ويلبي كل متطلباتها من سكن وعلاج .
فمن الذي يشجع الفاسدين على السرقة، ترك المال سائباً لمن هب ودب، وضعف القضاء وهذا ناتج عن ضعف الاجهزة التنفيذية في تنفيذ ما يصدر من القضاء لأمور سياسية وحزبية وقبائلية وعشائرية، وثقافة الناس بالقانون تكاد تكون معدومة، والايمان بالدولة وان الحكومة قادرة على تحقيق العدالة غير موجودة، ورغم وجود اكثر من جهة رقابية لكنها حافظت على بقائها بعيداً عن الفاسدين وربما شاركتهم في الفساد، وقد تقدم رئيس الجمهورية برهم صالح مؤخراً بمسودة مشروع قانون لمجلس النواب ومجلس الوزراء، في اعادة الاموال المسروقة في الخارج والداخل ومحاسبة الفاسدين، فهل هو دعاية انتخابية ام خطوة بالاتجاه الصحيح؟ ، واول تساؤل هل يستطيع برهم صالح اعادة الاموال التي سرقها مسعود البرزاني وحتى توجيه التهمة له، وهل يسال زعماء بعض الاحزاب من اين لك هذا؟ فهم قبل 2003 كانوا مجرد اشخاص غير معروفين، لكنهم اليوم يمتلكون المال والسلاح والقصور والجاه،
فهل نستطيع القضاء على الفساد بأدواتنا الحالية؟ اذا علمنا ان هناك معوقات خارجية كدول مؤثرة في القرار السياسي والاقتصادي، وهناك اطراف داخلية تكونت وتضخمت وعاشت وتعايشت معه واستطاعت اخضاع مؤسسات الدولة لها، فهي تستطيع ان تقضي على اي موظف نزيه او حريص على المال العام او يتم نقله لأنه غير كفوء او غير نزيه فالتهمة جاهزة، قد شكلت الحكومات السابقة الكثير من اللجان لمكافحة الفساد لكنها انتهت بدون ان تمسك فاسداً واحداً، والحكومة الحالية التي تشكلت لإجراء الانتخابات ومكافحة الفساد، وبعد مضي عام على تشكيلها ، استطاعت تشكيل مفوضية للانتخابات والتحضير لها، والتي يتوقع اصحاب الشأن ان النسبة للمشاركة في الانتخابات القادمة سوف تكون منخفضة واقل من انتخابات عام 2018، وانها ستكون حزبية بامتياز وسوف تعيد نفس الشخصيات الحزبية للواجهة من جديد، وانها شكلت لجنة بقيادة الفريق ابو رغيف لمكافحة الفساد التي اتهمت بانها تحاسب بطريقة سياسية وانها لم تقدم للعدالة الا صغار الفاسدين، اما حيتان الفساد الكبيرة فشباك ابو رغيف تعجز عن اصطيادها، فهناك ملفات يصعب الاقتراب منها، فمثلا عدد الموظفين في الدولة لهذا اليوم لم يتم احصائه، واحصاء سكاني لم يجرى، وقانون الاحزاب لم يرى النور وقانون النفط والغاز مجرد اوراق .
من الواضح ان الفساد سوف يقضي علينا وعلى احلام اجيالنا القادمة، فالسارقين نهبوا كل الموارد لخارج البلد وتركوا الوطن (البقرة الحلوب) بدون اية موارد او مقومات صناعية او زراعية يعتمد عليها، ما عدا النفط الذي لازال تحت الارض الذي ربما بعد 10 اعوام سوف يستغني العالم عنه فيبقى مجرد معدن غير ذي فائدة، واليوم نحن نعيش الانشطار في كل شيء سياسي فالقائد فرخ عدة قادة وحزب لعدة احزاب ، ومصارف صغيرة فرخت بنوك كبيرة وكليات اهلية صغيرة فرخت جامعات كبيرة، وقصر واحد فرخ عدة قصور، وبقي المواطن يان تحت وطأة الحاجة وتوفير لقمة العيش والدواء بعد انتشار الامراض نتيجة الغذاء غير الصحي، وكيفية معالجة المرضى الذي ارتفع سعر العلاج فالطبيب اصبح تاجر يساوم المريض بمبلغ العملية الذي لا يوفره الا ببيع منزلة الذي يسكن فيه، او الاب الذي يريد ان يصل ابنه للجامعات فيصرف كل ما حصل عليه طوال حياته على الدروس الخصوصية او اقصاد الكلية الاهلية، والمتقاعد الذي يصرف كل راتبه لشراء الدواء بعد ان ارتفع سعره برفع سعر الدولار والورقة البيضاء الاصلاحية، فاصبح كل همه تجهيز الدفن وشراء القبر قبل الممات، لذلك فالفساد واصحابه سوف يقضون علينا الا اذا اراد الله الانتقام منهم قبل وهو يمهل ولا يهمل.



#عدنان_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ومن يستطيع اعادة الاموال المنهوبة؟!
- خدمة الاحزاب السياسية كالزرع في الارض المالحة
- حكم العوائل من البعث إلى المحاصصة
- الجميع ينادي بالعقد الاجتماعي والسياسي الجديد
- الحوار الوطني وامكانية اتمامه
- اختبار صدق القوى السياسية تمرير الموازنة الاتحادية
- الجنوب يترس ويبدي والاقليم ياخذ ماينطي
- فساد قادة البلاد السبب في قتل العباد
- التعليم الالكتروني وسيلة للتعليم ام للتجهيل
- حكم العوائل من القمة الى القاعدة
- العبرة بالتطبيق وليس بالتشريع
- يحرق ويسرق المال والاقتراض يصلح الحال؟!
- مدينة الاصلاح ليس فيها اصلاح
- بدل صندوق للاجيال ديون على الاطفال
- امخطط الولايات المتحدة الابراهيمية
- حملة ترامب بدات من ولايات خليجية
- الكذب والمشاريع الوهمية وراثة بعثية
- ماكرون والسيادة العراقية
- طلاب الأمس وطلاب اليوم
- حلة مشكلة الكهرباء بفتح ملفات الفساد


المزيد.....




- شاهد.. رئيسة المكسيك تكشف تفاصيل مكالمتها مع ترامب التي أدت ...
- -لم يتبق لها سوى أيام معدودة للعيش-.. رضيعة نٌقلت من غزة لتل ...
- وزير الخارجية الأمريكي يتولى إدارة وكالة التنمية الدولية، وت ...
- شهادات مرضى تناولوا عقار باركنسون -ريكويب-: هوس جنسي وإدمان ...
- شاهد: الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع يؤدي مناسك العمرة ف ...
- باريس تُسلِّم آخر قاعدة عسكرية لها في تشاد.. هل ولّى عصر -إف ...
- أول رئيس ألماني يزور السعودية: بن سلمان يستقبل شتاينماير
- لماذا تخشى إسرائيل تسليح الجيش المصري؟
- -فايننشال تايمز-: بريطانيا تستعد للرد على الولايات المتحدة إ ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع يصدر بيانا إثر مغادرته السعودية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - هل نقضي على الفساد ام يقضي علينا؟