أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ادهم ابراهيم - اخلاقيات الذكاء الاصطناعي














المزيد.....

اخلاقيات الذكاء الاصطناعي


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6926 - 2021 / 6 / 12 - 14:40
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


اخلاقيات الذكاء الاصطناعي 

إن التطور السريع لتكنولوجيات المعلومات والاتصالات قد وفر تسهيلات كبيرة للبشرية، ولكنها تطرح في الوقت نفسه تحديات أخلاقية غير مسبوقة. ولعل حماية الإنسان من التقدم السريع لتكنولوجيا المعلومات يعد من أهم المواضيع التي تقلق العالم لكثرة المخاطر التي تواجهه نتيجة سوء الاستعمال والاستغلال لهذه التكنولوجيا . وفي هذا النطاق يجري الحديث عن الاخلاق الرقمية او اثر الذكاء الاصطناعي على الجنس البشري  .
وهنا يرد السؤال عن ماهية  المستقبل السياسي والاجتماعي والأخلاقي لهذا التطور السريع و التأثير البيئي العام لهذه التكنولوجيا على الانسان .

ليس هناك اتفاق على هذه المخاطر التي تهدد مجتمعاتنا ، ولكن هناك تخوف معقول ومنطقي من الآثار الأخلاقية التي تتركها التكنولوجيا على مستقبل البشرية ، حيث هناك كثير من المشاكل التي يصعب التنبؤ بها ، وفي الحقيقة أننا لانتخيل كيف سيكون العالم بعد خمسين سنة ، لأننا نعيش فعلا بوادر هذه المخاطر على مجتمعاتنا واخلاقياتنا ، حيث نشهد الان الانعزال والانطوائية لأفراد المجتمع نتيجة الاستخدام المفرط للهواتف الذكية .
كما ان فكرة وجود كمبيوتر ذكي لدرجة أنه لن يحتاج إلى البشر لتشغيله ، تجعلنا نتجه إلى عصر تسيطر فيه أجهزة الكومبيوتر على مقدراتنا إلى حد بعيد .
حيث أن الذكاء الفائق للالة يمكنها أن تتجاوز كل الأنشطة الفكرية لأي شخص مهما كانت شدة ذكاءه .
كل هذا يبدو وكأنه خيال علمي ، لكن عندما يكون العلماء مثل ستيفن هوكينغ وأقطاب التكنولوجيا مثل إيلون موسك قلقون بشأنه ، ربما ينبغي أن نأخذ الأمر على محمل الجد .

يقول السيد رشيد دحدوح رئيس قسم الفلسفة في جامعة قسنطينة بضرورة مراقبة مراكز الأبحاث البيوتكنولوجية  مثل مراكز الأبحاث النووية .
وجعل التقدم البيوتكنولوجي موجه فقط لخدمة الانسان وضبطه بضوابط أخلاقية.  ويحذر من أن غياب الشفافية حول الأبحاث الدقيقة التي تجرى "بعيداً عن الأعين" قد يكون تأثيرها "أكبر من قنبلة نووية" وأن هذه الأبحاث من دون ضوابط قد تقود إلى جنس بشري جديد غير "الإنسان العاقل".  

وقال فيرنور فينج أستاذ الفلسفة في علوم الكمبيوتر بجامعة سان دييغو ، في مقالته  "التفرد التكنولوجي القادم"  بأن هذه اللحظة من التقدم ستشير إلى نهاية عصر الاختراعات البشرية وميلاد عصر جديد من الحضارة التكنولوجية .

نشهد حاليا مركزية التحكم بالاعمال تحدث في أكبر شركات البرمجيات . مثل Facebook  و Amazon لتوسيع نفوذها واعمالها بطرق تخلق احتكارات ضخمة .
ولذلك فان آثارا كارثية قد نشهدها في المستقبل القريب نتيجة الهيمنة التكنولوجية لبعض الدول على حساب الدول النامية ، والتي تؤدي الى الاغتراب الثقافي والاجتماعي والحضاري للدول نتيجة الفجوة بين الابتكارات التكنولوجية للدولة المتقدمة ، ومجرد استخدامها في الدول النامية ، التي اصبحت "مستعمرات  تكنولوجية" لها .

كما أن هناك حاجة في الشركات الكبرى لمزيد من المعلومات والبيانات لتكون قاعدة فعالة للعمل والتوسع ، فتم أستبعاد الخصوصية للفرد ، وغيرها من الحقوق الشخصية ، نتيجة الرغبة في معرفة تفاصيل ما يفعله الفرد وحتى ما يفكر فيه كل ساعة وكل يوم .

ان هذه الشركات ترى في الهيمنة على خصوصية الافراد أمرًا ضروريًا لنمو ها وتوسعها .
وهذا يؤدي بالضرورة الى توجيه الاشخاص وتغيير سلوكياتهم بما يخدم الاهداف التجارية وحتى السياسية . 
وبذلك أصبحت الأخلاقيات الرقمية مهمة الآن أكثر من أي وقت مضى .

 وبالرغم من وجود جوانب قانونية من الأخلاقيات الرقمية ينبغي الامتثال لها ، الا إن الشركات غالبا ماتتهرب منها بطرق شتى نتيجة انعدام الشفافية ، وبالتالي تكون بعيدة عن المساءلة القانونية والعدالة الاجتماعية .

 وهنا يجب أن تلعب المؤسسات الحكومية والجامعات دورًا رائدًا في مواجهة هذه التحديات ، وان هناك حاجة إلى استجابة عالمية أكثر شمولاً . رغم ان بعض الأوساط الأكاديمية تدرك هذا التحدي وتتصرف وفقًا له .

ان الامر يتطلب قيادة أخلاقية واضحة تجاه هذه المسألة وحوارًا أكثر واقعية مع مراكز الابحاث حول الموضوعات الأخلاقية للنظم الرقمية .

يصبح إدخال الأخلاق في العالم الرقمي ضروريًا ، بل ضروريًا جدا !  ويجب التفكير في الأخلاقيات الرقمية القائمة واعادة تطويرها لدمج القيم والمبادئ الأخلاقية العامة في تصميم وتنفيذ واستخدام البيانات في المجالات كافة ، وعلى الاخص في العلوم الطبية ..



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب موجز تاريخ العراق الحديث
- القضية الفلسطينية. . المشكلة والحل
- التواصل الانساني من الإيماءات الى الهواتف الذكية
- رسالة مفتوحة الى السيد رئيس الولايات المتحدة الامريكية جو با ...
- فاجعة مستشفى ابن الخطيب اسبابها وتبعاتها
- الاستغلال السياسي للدين والطائفة
- فنجان القهوة . . وماوراءه
- العلمو نورن
- في ذكرى الغزو الأمريكي للعراق
- هل سيكون بايدن غورباتشوف امريكا؟
- استبداد الاغلبية
- الدين التوحيدي الجديد
- الصراع العثماني الفارسي على ارض العراق من جديد
- توجهاتنا بين الدائرة والخط المستقيم
- الى مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة . رسالة مفتوحة حو ...
- الجهالة والتجهيل برداء اسلامي
- اشكالية التمسك بالماضي والحداثة
- الصراع الدولي والاقليمي حول مشروع ميناء الفاو
- ملامح سياسة بايدن في الشرق الاوسط
- بيت العراق من يرممه ؟


المزيد.....




- أين بايدن الآن بعد ضجة مناظرة ترامب واعتراف نائبه كامالا هار ...
- طائرة تفشل بالإقلاع وتصطدم بشاحنة على طريق في كاليفورنيا.. ش ...
- -الأرض تتهيأ لأمر عظيم-.. إمام الحرم ياسر الدوسري يثير تفاعل ...
- -نيويورك تايمز-: ممولو الحزب الديمقراطي يريدون استبدال بايدن ...
- -سكاي نيوز-: مقامرة ماكرون الكبرى ستفشل
- بصورة بوتين.. ناشطون يعطلون خطاب زعيم -حزب الإصلاح- البريطان ...
- 8 قتلى وأضرار مادية جراء انزلاقات طينية في قرغيزستان (فيديو) ...
- تقرير: حادث بحري جنوب غربي ميناء المخا اليمني
- وسائل إعلام تكشف هوية الشخص الوحيد القادر على إرغام بايدن عل ...
- الفرنسيون يصوتون في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية ال ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ادهم ابراهيم - اخلاقيات الذكاء الاصطناعي