أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زهير الخويلدي - وداعا مالك الصغيري أيها المناضل الجذري، وداعا أيها البطل














المزيد.....

وداعا مالك الصغيري أيها المناضل الجذري، وداعا أيها البطل


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 6925 - 2021 / 6 / 11 - 13:56
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


" "بإسم الرافعين رؤوسهم فوق السيوف. بإسم الصانعين من السيوف مناجل " مالك الصغيري
غادرنا أعز شباب الثورة وأطهر الثوار وأكثرهم بذلا وعطاء المناضل الجذري مالك صغيري الناشط منذ أكثر من عقدين في الفضاء المواطني في تونس والمساهم بصورة ملموسة في نجاح ثورة الحرية والكرامة في كنس الظلم.غادرنا وهو يحاول انقاذ صديقه من الغرق بعد نذر حياته محاولا انقاذ الوطن من براثن الفساد والاستبداد مقدما أروع درس في التضحية بالنفس ونكران الذات وحب الغير والايمان بالإنسانية والأخلاق الثورية. كان يوم الخميس 10 جوان 2012 يوما عصيبا علينا عند تلقي خبر ملحمته البطولية ونضاله من أجل الحياة ولقد كنت فخورا دوما بنشاطه وببطولاته ولكن شعرت بمرارة الفقد وانقطاع الذكر وصعوبة فراقه الى الأبد.لقد انخرط مالك في النضال الوطني من أجل التحرر السياسي والاجتماعي والثقافي الحقيقي وليس النضال المصطنع ومدفوع الثمن وكنت أشعر انه يمثلني في كل تحرك وكل موقف وكل كلمة وكنت اسانده واعتبره اخي الأصغر أو ابني الذي لم أنجبه. لقد كان مالك يحب العراق وفلسطين ومناهضة للتطبيع ودعوني ذات مرة لحضور لقاء مع شاعر القدس تميم البرغوثي الذي استقبل في تونس بعد الثورة وأكرم القضية بدعوته. مشاركته الفاعلة في تجربة مانيش مسامح كشفت عن وعيه بالفرز الموضوعي وانحيازه التام للخط الوطني المقاوم مشاركته الفاعلة في تجربة مانيش مسامح كشفت عن وعيه بالفرز الموضوعي وانحيازه التام للخط الوطني المقاوم و تجربته الثقافية في منتدى الجاحظ كانت ممهدة لتجربته السياسية في الحزب الديمقراطي ومكملة لإشعاعه النقابي في اتحاد الطلبة و كان له الموقف النقابي والتحليل السياسي و النظرة الاكاديمية والتجذر الحضاري و الطموح الاممي و كان جاحظيا إلى حد التأدب بالاعتزال وكانت لجنة الشباب هي الحاضنة الثورية وكان هو الناطق الرسمي و كان يدافع عن مطالبنا في اتحاد الطلبة وكنا ندافع على مطالبه في نقابة التعليم و لقد كان مثقفا عضويا في زمن الاستبداد ومناضلا جذريا في زمن الترضيات المغشوشة. لم يكن مالك خطيا ولا تمييزيا على اساس اللون الأيديولوجي كان رفاقيا جذريا يؤمن بالكتلة التاريخية والموقف الوطني الجامع وكان يؤمن بأن البحث عن أرضية مشتركة للعمل الثوري يكون بإطلاق شبكة الاستحقاق المدني بالتخلص من بقايا الاستبداد والارتداد والافساد وكنس لوبيات المال والأمن والاعلام. كان يحلم بالجيل العربي الجديد والثورة الدائمة ولقد وصلت به الجرأة الثورية ان سعى إلى نقل المعركة مع الكمبرادور الي خارج تونس وزار بعد الثورة بعض الدول العربية وتعرض للقمع والتوقيف والسجن هناك. كان يرى بأن الحل الوحيد للمقاومة عند انسداد الآفاق وانعدام الأمل هو العصيان المدني واستكمال الثورة. كنت سعيدا بحضور مناقشة مالك لمذكرة البحث عند التخرج التي انجزها عن مؤسسة سيراس بدار المعلمين العليا بقسم التاريخ يومها لم اكن املك سيارة وكنت أشتغل واخذت تاكسي على عجل وحرصت على تشجيعه. كان مالك يفتخر بأنه من تالة بلد الشهداء والحرار وأنه من الثائر سلالة علي بن غذاهم ومنحدر من الفلاقة.كان يطالب بتكوين حزب الثورة و ما يجب أن يكون بديلا عن منظومة الفشل والفساد والتوافقات المغشوشة هم المتشبثين بمسار الثورة ومناضليها الأبرار وليسوا الداعين إلى العودة لما قبلها واسترجاع سيستام استبداد. هذه مجرد كلمات كلمات تأبينية لأسد الجيل الجديد رمز الجناح الطلابي للثورة التونسية مالك الصغيري لا تفي بحجمه ولا تكفي لتذكر سيرته الناصعة وتجاربه المتنوعة ومواقفه الملتزمة ولا تفي بمنجزه الثوري.اي درس للبطولة عند الرحيل اذ لا يزال الطريق طويلا ولا يزال للحلم سبيلا لقد انتصرت بالتضحية من أجل المبدأ على الرغبة في البقاء بالمعنى النفعي وحزمت الحياة الثكن وارتقيت الى العلا حاملا باقات المحبة. كان يردد دوما "كلما اشتد القمع اشتد الوعي". خالص المواساة والتعازي للصديق والمناضل الوطني في زمن الجمر الصادق الصغيري، رحم الله ابنه مالك رحمة واسعة وأنعم عليه بالجنة والمطلوب هو تنظيم جنازة وطنية تليق بمقامه ونضالاته وتضحياته وتكريم لأسرته المقاومة وتوثيق لسيرته النضالية الجذرية النيرة. ومن من يريد أن يسير على خطى مالك الصغيري فليكمل معركته مع الاستبداد والارتداد والفساد والتبديد. الى اللقاء يا مالك الى اللقاء أيها الحر الكريم.
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة بيير لافروف الاجتماعية
- كلمات في تأبين الفقيد الدكتور هشام جعيط
- عواقب التدخل في المجتمعات والدول
- راهنية الفلسفة المقارنة وآفاقها
- خطاب في الاقتصاد السياسي عند جان جاك روسو
- تحولات الأنثروبولوجيا ومجالات بحثها
- الفعل الأخلاقي بين الفضيلة والواجب
- كيف يكون التفلسف مع العدمية وضدها؟
- ادوارد سعيد والفعل الفلسطيني المقاوم
- نظرية إنهاء الاستعمار عند فرانز فانون
- الثورة العلمية بين الارهاصات والمسارات والمكاسب
- المنهج الفلسفي عند رونيه ديكارت
- العقلانية والمجتمع
- الدين يفكر حسب الهرمينوطيقا الريكورية
- ضد السياسة الامبريالية
- سيمون فايل بين تحليل الاضطهاد وتحرير المجتمع
- هل يمكن للفلسفة أن تقول لنا ما يحدث في العالم؟
- منهجية تحليل النص الفلسفي
- اشكالية الاختلاف في الفكر المعاصر
- الهرمينوطيقا ومبادئ التأويل


المزيد.....




- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زهير الخويلدي - وداعا مالك الصغيري أيها المناضل الجذري، وداعا أيها البطل