أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عمران المعموري - الصورة السينمائية وخصوصية اللقطة السريعة في (ألوان بالأبيض والأسود ) للشاعر حميد حسن جعفر















المزيد.....

الصورة السينمائية وخصوصية اللقطة السريعة في (ألوان بالأبيض والأسود ) للشاعر حميد حسن جعفر


طالب عمران المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 6924 - 2021 / 6 / 10 - 01:25
المحور: الادب والفن
    


بالألوان او بالأبيض والأسود يخرج لنا حميد حسن جعفر مشهدا دراميا مأساويا عبر مجموعة من المشاهد ولوحات شعرية يندرج فيها حشد من الصور المكثفة وتقنيات يسعى لتوظيفها في نصه:
( ألوان بالأبيض والأسود )
عنونة اغرائية لافته ، ذات علامة سيميائية توحي بأبعاد دلالية مكثفة وعميقة تشد المتلقي يتوقع فيها مشهدا ساخرا، يحمل في طياته ثنائيات وأضداد متعددة ، الابيض /الاسود ،صباح/ المساء ، القرب/ البعد ،الموت / الحياة، السكون / الحركة ،المعرفة وعدمها ،الذاكرة / النسيان ،
استهل بعتبة ثنائية لونية تشكل البؤرة النصية ، تخفي بداخلها منهجاً علاماتياً سيميائياً سلبياً 1عند اقترنها ببعض المفردات..
المسدس، عياراته، القاتل، قاتلي، البندقية، الرصاصة، بنادقهم، الرعب، نيرانكم، الإنفجار.
حرص الشاعر على الافادة من التقنية السنيمائية وخصوصا اللقطات السريعة نظرا لما توفره من تجسيد لإحساسه بالتوتر العنيف ازاء معاينته للواقع المأساوي ولملائمتها من جهة أخرى قصيدته بطبيعتها السردية والدرامية كما في نصه:
شخص ما، عند تقاطع ما
ترك سيارة ما،
كان فرن الخبز قريبا، وبائعة القيمر قريبة،
وتجمع عمال النظافة قريبا،
عندما ضغط على رقم الهاتف،
كان حزامه يرن، ليعلن تنفيذ المهمة،
صورة شعرية اخرى ، عبر ثنائية اخرى ، الموت / الحياة، يرسم لنا مشهدا مأساويا لعمل اجرامي يكاد يكون متكررا ومتفننا يتجلى بوضوح احساس الشاعر العميق بالمرارة والاسى نتيجة هذا الموت.
كما في نصه :
بالقرب من ساحة كرة القدم،
عند حافة المدينة، توقف رجل ما،
كان الصبية على أرض ترابية يمرحون،
كان --الرجل ما --يحمل كيسا شبكيا مليئا بالكرات،
و بين شفتيه صافرة،
حين إكتمل --أو هكذا --تجمع الصغار،
أطلق صافرته ،
لتتصاعد الكرات والأطفال و --الرجل ما --كذلك،
لذا كان من المناسب لجوء الشاعر الى هذه التقنية في توظيف مفردات اللقطات السريعة والمتتابعة والمترابطة فنلاحظ كل لقطة من هذه اللقطات ساهمت في الكشف عن مدى التوتر الذي يعانيه الشاعر.
يؤثث قصيدته بمفردات يومية ويرسم صورة لمكان واقعي مستغلا عناصره المختلفة ، بلغة وعفوية وبساطة في التعبير والابتعاد عن الزخرفة والالعاب اللفظية والبلاغية الرصينة ، وخلوها من الخطابة والتقريرية ، لغة جديدة ومعجم شعري جديد يشكله الشاعر من مفردات معاصرة صوراً مجسدة ، يقول يوسف الخال في سياق حديثه عن القصيدة الحديثة:
" على ضرورة التعبير بالصورة المجسدة ، ومن شأن هذه الصورة وفق تصوره ان تجعل التجربة أكثر التحاما بالواقع واكثر قربا من المتلقي"2
أهم ما يميز الصورة لدى الشاعر طابعها الحركي ولذلك نجده يستند بشكل واضح على الفعل في تشكيل الصور فتتسم بالحركة والديناميكية كما في نصه:
ساقي الخشبية حين تخليت عنها مساءا
توكأ عليها أحد احفادي، ليدفع بها،
عند أقصى حديقة الدار،
عند الصباح ناديت عليه بأن يأتني بها،
عندما دخل علي، كان يحمل ما يشبه شجيرة توت
تشيع الافعال في هذا النص بشكل مكثف فلدينا :
تخليت، توكأ ، يدفع ، ناديت، يأتيني ، دخل ، يحمل ، يشبه
وفي بعض النصوص يلجأ الى الفعل كإطار خارجي لكامل التجربة ويضطلع الفعل في هذه الحالة بإبراز المفارقة خلال هاتين الصورتين المتقابلتين كما في نصه :
الممسك بالمسدس
اعرف المسدس، ولكن لا أعرف الممسك به
كان يطلق علي عياراته،
كان يعاين نفسه في المرأة،
الاحتفاء بالفعل يظهر بشكل لافت في النصوص ذات الطابع الحكائي فهو يلائم الطبيعة السردية القصصية ، نظرا لما ينتجه من مرونة في عرض الاحداث كما في نصه:
لماذا يخفون ملامحهم
أن أعرفهم ،اعرف بنادقهم واقنعتهم
اعرف الرعب، وعدم الرغبة بمعاينتي ،
عينان معصوبتان،
حفيف ملابسهم علامة،
حين أطلقوا نيرانكم،
أطلقت حنجرتي أسماء أمهاتهم،
يخفون /اعرفهم/ أعرف / أطلقت ، أطلقوا
استثمار تراكيب من الحياة اليومية مثل ( حديقة الدار، شجرة التوت ، فرن الخبز، بائعة القيمر ،عمال النظافة، يعاين نفسه في المرأة، سلك الشرطة ،
أخا لي في الدين، الإدخال الكمركي المؤقت)
وفي نص آخر يشدنا الى لقطة سينمائية لفلم قصير مكثف مشهد درامي آخر وبهاجس سردي ونحن نترقب انفجار عجلة الادخال الكمركي المؤقت في حديقة حيث يلعب الصبية وايدينا على قلوبنا يباغتنا في قفلة مدهشة ومباغتة انفجار العجلة خارج الهدف ..
يتجلى ذلك في لوحته الشعرية:
الإدخال الكمركي المؤقت تدور به،
إنها تبحث عن صبية يلعبون،
أو عن حديقة، ربما تشبه حديقة العاب،
الإدخال الكمركي بلونها الأخضر سكن صوتها،
كان الانفجار باهتا،
لقد كانت العجلة حارج دائرة الهدف،
هكذا يصور لنا حميد حسن جعفر برؤيته الفنية وما تنطوي عليه من نزعة انسانية ، الذي يشكل الانسان فيها محور الوجود لذلك " يغدو الانسان في ألمه وفرحه ، حريته وعبوديته ، حقارته وعظمته ،حياته وموته، هو الموضوع الاول والاخير في الشعر"2

ألوان بالأبيض والأسود...

1)
ساقي الخشبية حين تخليت عنها مساءا
توكأ عليها أحد احفادي، ليدفع بها،
عند أقصى حديقة الدار،
عند الصباح ناديت عليه بأن يأتني بها،
عندما دخل علي، كان يحمل ما يشبه شجيرة توت،
(2)
الممسك بالمسدس
اعرف المسدس، ولكن لا أعرف الممسك به
كان يطلق علي عياراته،
كان يعاين نفسه في المرأة،
(3)
لم اكتشف القاتل --قاتلي --إلا لحظة لقنني الشهادتين
كان يقف قريبا مني
بعيدا عن الآخرين،
( 4 )
لا غرابة في الأمر،
البندقية بماسورتها الرصاصية تقترب مني،
تدخل احشائي
وانا أحاول أن اتذكر كائنا ما،
ربما يكون زميلا لي في سلك الشرطة
أو أخا لي في الدين،
( 5 )
لماذا يخفون ملامحهم
أن أعرفهم ،اعرف بنادقهم واقنعتهم
اعرف الرعب، وعدم الرغبة بمعاينتي ،
عينان معصوبتان،
حفيف ملابسهم علامة،
حين أطلقوا نيرانكم،
أطلقت حنجرتي أسماء أمهاتهم،
( 6 )
شخص ما، عند تقاطع ما
ترك سيارة ما،
كان فرن الخبز قريبا، وبائعة القيمر قريبة،
وتجمع عمال النظافة قريبا،
عندما ضغط على رقم الهاتف،
كان حزامه يرن، ليعلن تنفيذ المهمة،
( 7 )
الإدخال الكمركي المؤقت تدور به،
إنها تبحث عن صبية يلعبون،
أو عن حديقة، ربما تشبه حديقة العاب،
الإدخال الكمركي بلونها الأخضر سكن صوتها،
كان الانفجار باهتا،
لقد كانت العجلة حارج دائرة الهدف،
( 8 )
بالقرب من ساحة كرة القدم،
عند حافة المدينة، توقف رجل ما،
كان الصبية على أرض ترابية يمرحون،
كان --الرجل ما --يحمل كيسا شبكيا مليئا بالكرات،
و بين شفتيه صافرة،
حين إكتمل --أو هكذا --تجمع الصغار،
أطلق صافرته ،
لتتصاعد الكرات والأطفال و --الرجل ما --كذلك،



#طالب_عمران_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعد الدلالي والايحائي في قصيدة (ظلك الارجواني) للشاعر مازن ...
- شعرية الوجع في (موت جماعي ) للشاعر قاسم وداي الربيعي
- النضج الجمالي .. رسم في الخيال و تحقق المعنى في (عادات سيئة ...
- آلية الاشتغال السردي في رواية (حبة خردل ) للروائي عامر حميو ...
- الايقاع ونسج الصور في الوميض الشعري في (مجرات ضوء ) الاديب ر ...
- سومرية بين جدلية حب الوطن والحبيب في... (وأقشر قصائدي فيك) ل ...
- بنية النفي ودورها في انتاج الدلالة( لا أودعها أسراري ... ) ق ...
- البنى الاسلوبية واثرها الجمالي في (غزل حلي ) للشاعر موفق محم ...
- المنولوج الداخلي وأسلوب التكرار وأثره في خصوصية التشكيل الشع ...
- .تصعيد الدلالة عبر تصعيد مشاعر المتلقي في (جدائل شنكال) للشا ...
- بين الصمت والكلام عتبة نصية مقاربة نقدية في (آنية الوجع) للش ...
- الشعرية في نص (من انثيالات السمفونية التاسعة لبتهوفن) للشاعر ...
- التلاعب في البنى الدلالية وأثرها الجمالي في (هاليوليا) نص لل ...
- الأنا ... والآخر في ( لحظة موج) قصيدة للشاعر رياض ابراهيم ال ...
- موضع التساؤل وانفتاح الدلالات للنسق الداخلي لقصيدة(نكوص) للش ...
- الإبدالات الايقاعية في قصيدة (سرُّ عطرِكْ) للشاعر طه الزرباط ...
- الإبدالات الايقاعية في قصيدة (سرُّ عطرِكْ) للشاعر طه الزرباط ...
- أثر السياقات الخارجية على البنية النسقية لنص ( انها تجري من ...
- سحر الأمكنة وجماليات الابداع في (أنامل الأمكنة ) للشاعر عادل ...
- الاستغراق الشعري في توظيف المثل (القشة التي قصمت ظهر البعير ...


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عمران المعموري - الصورة السينمائية وخصوصية اللقطة السريعة في (ألوان بالأبيض والأسود ) للشاعر حميد حسن جعفر