أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - أدوية أُم علي ... وحفلة إليسا














المزيد.....

أدوية أُم علي ... وحفلة إليسا


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6923 - 2021 / 6 / 9 - 20:50
المحور: كتابات ساخرة
    


( 1 )
" … من أجل إعادة ترتيب البيت ، إحتجتُ إلى إنزال بعض الأغراض القديمة الزائدة عن الحاجة من الطابق الثاني الى مدخل المنزل ، عبر الدَرَج . ولأن بعض الأغراض ثقيلة شيئاً ما ولأني " شايبٌ " نوعاً ما ، فلقد إستعنتُ بعاملَين شابَين من الذين يقفون عادةً عند الشارع المُقابِل وجُلهُم من اللاجئين السوريين الكُرد .
ـ مرحبا … إحتاج لعاملَين ، لنقل بعض الأغراض من الطابق الثاني الى الرصيف ، يستغرق الأمر نصف ساعة . سأعطي لكل واحد عشرة آلاف دينار .
كان بضعة عُمالٍ قد تدافعوا حول السيارة ، لكن بعد سماعهم التفاصيل ، إنسحب معظمهم مُبدين خيبتهم من العَرض الهزيل كما يبدو .. فيما أسرع شابان وصعدا الى السيارة ، قال أحدهما :
* هل ان شغلنا يستغرق نصف ساعة فقط يا حجي ؟
ـ الأغراض هي دولاب خشبي صغير وستة كراسي ومنضدة وكلها قديمة . ربما ستنجزون ذلك في رُبع ساعة فقط . ما أسمك ؟
* علي .. أسمي علي وهذا ديار . حتى لو عملنا ساعتَين … فنحن مُستعدون ولا يهمك ياحاج .
ـ طيب .. إنسحبَ بعض العمال حتى من غير ان يتعاملوا ، بينما أنتم صعدتُم بلا تردُد . لماذا ؟ وبالمُناسبة أنا لستُ حاجّاً ، فلا داعي لمُناداتي بالحاج .
* لأننا في أمَّس الحاجة .. فوالدتي مريضة وأدويتها غالية ، ولقد جمعتُ مبلغاً خلال الأيام الماضية ، وينقصني خمسة عشر ألف .. وهذا الذي معي هو ديار إبن عّمي ، وسوف يعطيني أجرته اليوم ومع أجرتي ، أستطيع شراء الدواء من الصيدلية .. فأحمدُ الله وأشكرك أيضاً ! .
وبالفعل … أكملا عملهما في أقل من نصف ساعة . قال أحدهما على إستحياء :
* ماذا ستفعل بهذه الأغراض أيها الحاج ؟
ـ سأتركها هنا .. عّلَ أحداً يأخذها .
* هل تعطيها لنا .. فنحن نقيم في خيمتَين ونحتاج الى هذه الأشياء .
ـ هل راشيتة والدتك معك ؟
* نعم .. هاهي .
نقدتهما أجرتهما المُتفَق عليها . [ وكنتُ قد أفلحتُ بعد مُناقشةٍ مُضنِية ، في إقناع " الحاجّة " بإعطاء العاملَين عشرين ألف إضافية ، لنقل الأغراض وشراء الدواء ، كمساعَدة . مُبتَلِعاً إنتقادها الحاد حول عادتي " القبيحة " هذه ! ] . فرحَ العمال إيما فَرَح .. وتأكدا بأنني حاج فعلاً ! .
ملاحظة لغير العراقيين : عشرة آلاف دينار تُساوي 6.6 دولار ، للعلم .
………………..
( 2 )
في 25/6/2021 أي بعد حوالي إسبوعين ، ستُحيي المطربة اللبنانية [ إليسا ] حفلاً غنائياً في قاعة غالاكسي في أربيل عاصمة أقليم كردستان العراق ، القاعة تَسَع ل 650 شخصاً ، والتذاكر قد بيعتْ منذ الآن . ويتراوح سعر البطاقة من 200 دولار الى 500 دولار مع وجبة عشاء ، وحسب الموقع والقُرب من المسرح .
صديقي حمكو قال لي اليوم : هل تدري ان قريبي فلان سوف يحضر هو وعائلته ، حفلة إليسا ؟ قلت : طيب .. وماذا في ذلك ؟ قال : ان المدام زوجته زعلانة وغاضبة ، لأن منضدتهم ليست في الصف الأول المحاذي للمسرح ، بل في الصف الثاني ، علماً انهم إشتروا كل تذكرة بأربعمئة دولار ! . قلت : وكم عددهم أقرباءك هؤلاء ؟ قال : هم خمسة ودفعوا ألفَي دولار للتذاكر . قلتُ مماحِكاً : ليست مُشكلة ، مادامتْ هنالك وجبة عشاء مجاناً ! .
…………..
هل حقاً أننا نعيش في [ عالَمٍ واحِد ] : شابٌ عاجِزٌ عن توفير ثمن دواء لأمه المريضة … و " بطرانين " متذمرين لأن مائدتهم تبعد بضعة أمتارٍ عن إليسا ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنهُم يُدّمِرونَ البيئة
- زَوجة الأَب
- ضعيف جداً
- بَقَرنا .. والبَقَر الهولندي
- إنْ .. تخابات
- صورة
- هكذا
- .. والمُساقينَ معهم
- كلامٌ واضِح
- لُقاح طحنون
- نِضالٌ وخِدمة جِهادية
- حمكو والهاتِف النَقال
- تَناغُم
- يا بَلاش
- مُقتَربات اليأس
- تعالَ - نصفُن - معاً
- تجارة ... ومُتاجَرة
- مساجِد ... وأرقام
- أديانٌ بِلُغة الأرقام
- - بيرگر كنگ - في أقليم كردستان


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - أدوية أُم علي ... وحفلة إليسا