|
الحياة والزمن علاقة شبه مجهولة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6923 - 2021 / 6 / 9 - 13:12
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الحياة والزمن علاقة شبه مجهولة ، وما تزال في مجال غير المفكر فيه
ملاحظة غالبية الأفكار الواردة خلال هذا النص تجريبية وثانوية ، حيث قابلية الملاحظة والاختبار أولا والفكرة تاليا . كل فكرة ضمن النص ولا تقبل الاختبار والتعميم ، تبقى في مجال الفرضية الأولية ، ويكون احتمال خطأها أكثر من صوابها . وسوف أحاول أن أحدد الأفكار الأولية ، في حال ورودها بوضوح ، مع أنني سوف أتجنب الأفكار غير التجريبية قدر المستطاع ، لكن أعتقد أن تحقيق ذلك شبه مستحيل . 1 الخطأ الأول والمشترك في الثقافة الحالية ، لا يتمثل بالربط غير المبرهن عليه بين الزمان والمكان فقط ، بل الخلط العشوائي بين الزمن الحياة . المكان يمثل محور الاستقرار والتوازن الكوني ، وأعتقد أنه من المناسب استبدال كلمة المكان بالإحداثية ، فهي أشمل وأعم . .... الخطأ الثاني تمثله ثنائية الزمن والوقت ، وهي مشكلة لغوية . وأعتقد أنها خاصة بالعربية . هذه النتيجة توصلت إليها من خلال البحث والحوار المفتوح ، ويتمثل البرهان بطريقتين : الأولى منطقية ، تقوم على المقارنة مع اللغات الأخرى كالإنكليزية والفرنسية والاسبانية واليابانية والألمانية والروسية . وقد أخبرني العديد من الأصدقاء ، ممن يجيدون بعض اللغات المذكورة ، عدم وجود ثنائية الزمن والوقت في اللغات الحديثة خاصة . وحتى في حال وجود ثنائية مشابهة ، يبقى البرهان التجريبي ، التالي ، هو الأهم ويتضمن المنطق بالضرورة بينما العكس غير صحيح سوى كاحتمال . والبرهان الثاني والتجريبي يتمثل في عملية المقارنة بين مكونات الزمن والوقت ، أو مضاعفاتهما ، مثل الدقيقة أو اليوم أو السنة أو القرن . وهذه طريقة بسيطة ومباشرة ، وتقطع الشك باليقين : هل يختلف يوم الزمن عن يوم الوقت ؟ أيضا قرن الزمن ، أو السنة عن قرن الوقت والسنة ؟ الجواب البديهي لا اختلاف بينها . ولو افترضنا ان القضية جدلية ، وتقبل كلا الوجهتين المتناقضتين ، يبقى على أصحاب التوجه الآخر أو التقليدي ( الذي يعتبر أن الزمن والوقت اثنان ولا يمكن إعادتهما إلى الواحد ) تقديم الدليل على اختلاف مكوناتهما ومضاعفاتهما على الأقل . 2 التعبير عن الوجود الإنساني بدلالة الحياة فقط ، خطأ قديم مورووث ومشترك ، وهو مصدر دائم لتشويش الرؤية والفهم . لنتأمل مولد طفل _ة بعد سنة : يوم الثلاثاء 8 / 6 / 2022 ؟ تتوضح الصورة من خلال بعض الأسئلة البسيطة ، والواضحة : 1 _ أين هي أو هو الآن ؟ الجواب التجريبي والمنطقي معا ، ضمن جسدي الأم والأب بالتزامن . 2 _ أين كانا قبل مئة سنة ، سنة 1921 ؟ الجواب التجريبي والمنطقي بالتزامن ، في جسدي الجد _ة والجد . 3 _ أين حياتهما ( جسدهما ) ، وزمنهما ( العمر الفردي للطفل _ة ) الآن : الجسد أو الحياة في الماضي ، عبر جسدي الأبوين . والزمن أو العمر في المستقبل ، لا في الماضي ولا الحاضر بالطبع . توجد العديد من الأمثلة التجريبية ( التي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) على الحركة الثنائية والعكسية بين الزمن والحياة ، من أبرزها العمر الفردي . 3 غموض العلاقة بين الحياة والزمن ، يرجع لعدة أسباب موضوعية ، بالإضافة إلى موقف التجاهل الثقافي غير المفهوم ، وغير المبرر . تتصل علاقة الوقت والحياة ، بالعلاقة بين الأزمنة الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل . وهي بدورها ما تزال غامضة ، كما كان عليه الأمر أيام نيوتن واينشتاين ، وأكثر كما اعتقد . .... تحدث الأمنة الثلاثة ، الماضي والمستقبل والحاضر بالتزامن . وهذه الفكرة التجريبية والمنطقية ، يمكن البرهان عليها بسهولة : اليوم الحالي مثلا : الثلاثاء 8 / 6 / 2021 ، يوجد بالتزامن في الماضي والحاضر والمستقبل ؟ 1 _ بالنسبة للأحياء جميعا ، هذا اليوم يمثل الحاضر ويجسده . 2 _ بالنسبة للموتى جميعا ، هذا اليوم يمثل المستقبل ويجسده . 3 _ بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، هذا اليوم يمثل الماضي ويجسده . وبعد سنوات ، وقرون خاصة ، سيكون كل طفل _ة ولد يوم 8 / 6 / 2022 بمثابة البرهان العلمي ( التجريبي والمنطقي الحي ) على حدوث الأزمنة الثلاثة بالتزامن . ويبقى السؤال الأصعب ، هل الأزمنة تحدث بالتزامن فقط أم بالتسلسل أيضا بالإضافة إلى التزامن ؟ بعبارة ثانية ، التسلسل التقليدي : 1 _ الماضي ، 2 _ الحاضر ، 3 _ المستقبل ، الموروث والمتفق عليه في الثقافة العالمية ( بين العلم والفلسفة أيضا ) هل هو فكرة أولية ، أم ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ، لترقى إلى معلومة ؟ هذا السؤال بصيغته الحالية ، أول مرة أفكر فيه ، مع أن النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، تتضمن البحث في طبيعة الزمن ( حركته واتجاهه وسرعته ) ، ولكن حدوث الأزمنة ومصدر المستقبل ، وخاصة العلاقة بين الماضي والمستقبل ، ترتبط مباشرة بالحاضر الزمني ، وهو يمثل مشكلة مزمنة ، ومشتركة بين الفيزياء والفلسفة إلى اليوم . واعتقد أن لدي ما أضيفه ، ويستحق الاهتمام والتفكير . 4 الحاضر في بعده الزمني هو المشكلة ؟ يمكن تلخيص ، موقفي نيوتن واينشتاين من الزمن بدلالة الحاضر ، واختلافهما إلى درجة التناقض : نيوتن كان يعتبر أن الحاضر فترة لا متناهية بالصغر ، ويمكن اهمالها في الحسابات العلمية وبدون أن تتغير النتيجة . وكان يركز فقط على الجانب الزمني من الواقع المباشر . موقف اينشتاين يختلف ، حيث كان يعتبر أن الحاضر يتمثل بالعلاقة بين المشاهد والحدث ، وهو موضوعي ويتمحور حول الحضور الحي . المفارقة أن كلا الموقفين صح وخطأ بنفس الدرجة ، كما أعتقد . بعبارة ثانية وأكثر وضوحا ، الواقع المباشر ثلاثي البعد ( حياة وزمن ومكان أو حضور وحاضر ومحضر ) ، والخلط بين الأبعاد الثلاثة يشكل مصدر الغموض . بالنسبة للحياة والحضور ، وهو مجال تركيز اينشتاين ، أو الجانب الحي والمحسوس من الواقع المباشر . تكون حركة الحياة على العكس من حركة الزمن أو الوقت ( غير المحسوسة بشكل مباشر ) ويمكن ملاحظته بعد فهم الواقع المباشر ، حيث أن حركة الزمن تشبه حركة القطار المجاور أو الباص _ التي نشعر خلالها أن قطارنا هو الذي يتحرك _ ونفهم بالتجربة والتكرار أن شعورنا كان خطأ ، وقد خدعنا بالفعل . الأمر نفسه يحدث مع حركة الزمن ، بما أنه غير محسوس فهو يشبه الباص الواقف ، بينما مصدر الحركة الباص المجاور . خلال قراءتك لهذه الكلمات يمكن ملاحظة الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ، وهي ظاهرة تقبل الاختبار والتعميم . 5 التمييز بين الماضي والمستقبل ، بشكل محدد وموضوعي ، مشكلة مركبة وموروثة . يمكن ذلك بدلالة الماضي الجديد ، مثال على ذلك يوم الأمس ، المحدد خلال 24 ساعة السابقة . يمثل الأمس الماضي الجديد ، وهو ينطوي على مفارقة مثل اليوم الحالي . يوم الأمس ، المحدد بهذا النص ، بدلالة الكتابة الأثنين 7 / 6 / 2021 . وبدلالة القراءة يتغير مع كل قارئ _ة جديدة _ ة ، أيضا عبر كل قراءة جديدة ولنفس القارئ _ة . .... حركة الحاضر ، أو البعد الزمني في الواقع المباشر ، تبدأ من الغد أولا ، إلى اليوم الحالي ثانيا ، والأمس ثالثا . وهذه الفكرة تجريبية وتقبل الاختبار والتعميم بلا استثناء . مثلا أي يوم ( س ) لم يصل بعد ، وخلال هذا الأسبوع أو الشهر أو المستقبل كله : سوف يصل على شكل يوم الغد أولا ، ثم يتحول إلى اليوم الحالي ، ويوم الأمس أخيرا . أي يوم من الأسبوع القادم يقترب من الآن ( ومعه المستقبل كله )) . بالتزامن أي يوم من الماضي ، من الأسبوع الماضي وغيره ، يبتعد عن الحاضر بنفس السرعة . وهذا البرهان التجريبي على الحركة التسلسلية للزمن أو الوقت . لليوم الحاضر حركتين تحدثان معا ، واحدة تزامنية وأخرى تسلسلية . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نقد النظرية الجديدة للزمن ( س_ س )
-
نقد النظرية الجديدة للزمن ( 4_ س )
-
نقد النظرية الجديدة للزمن ( 3_ س )
-
نقد النظرية الجديدة للزمن (2 _ س )
-
نقد النظرية الجديدة للزمن ( 1 _ س )
-
نقد النظرية الجديدة للزمن _ مقدمة مع التتمة
-
نقد النظرية الجديدة للزمن _ مقدمة عامة
-
الذاكرة الارادية نقيض الفكرة الثابتة
-
ثلاثية الصدق والكذب ، والارادة الحرة ، ومشكلة الاشباع
-
مشكلة الاشباع بدلالة الوقت والواقع المباشر
-
التدخين الارادي مهارة فردية ومكتسبة بطبيعتها
-
الكذب قيمة معرفية أولا ...
-
الزمن والحياة والوقت ( النص الكامل )
-
الزمن والحياة _ أمثلة تطبيقية
-
الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة _ تكملة واضافة
-
الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة _ تكملة
-
الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة
-
رسالة إلى الله _ تكملة
-
رسالة إلى الله
-
اللاعنف موقف الأقوياء لا الضعفاء
المزيد.....
-
-لا مؤشرات على وجود حياة-.. مشاهد صادمة تلاحق الفلسطينيين مع
...
-
كيف تضغط العقوبات النفطية الأمريكية على أساطيل الظل لروسيا و
...
-
رؤساء سوريا عبر التاريخ: رئيس ليوم واحد وآخر لأكثر من عقدين
...
-
السودان.. حميدتي يقر بخسائر قواته ويتعهد بطرد الجيش من الخرط
...
-
الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف جوي تم رصده م
...
-
برلماني مصري من أمام معبر رفح: الجمعة القادمة سنصلي في تل أب
...
-
السودان.. قوات الدعم السريع تتوعد بـ-طرد- الجيش من الخرطوم
-
السلطات النرويجية تبلغ السفارة الروسية بعدم احتجاز طاقم السف
...
-
الخارجية الأمريكية: إدارة ترامب تعتبر قناة بنما أصولا استرات
...
-
قوات كييف تهاجم مدينة إنيرغودار مجددا حيث تقع محطة زابوروجيه
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|