مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري
(Moemen Samir)
الحوار المتمدن-العدد: 6923 - 2021 / 6 / 9 - 01:56
المحور:
الادب والفن
بمجرد ظهور أخبار عن انتشار وباء جديد وغامض ارتبكت وتلفتُّ حولي وكأنما أدعو أحبتي ليسرعوا إلى جواري ربما ليس بأي غرض إلا طمأنتي أنا الذي استدرجتني أحاسيس الوحدة وقتها بشكل أسرع وأكثر توتراً وأقل رحمة .. وحيث أنني شخص متشائم بطبعي وأنتظر الأسوأ وإذا جاء الأفضل أتعجب، حزنتُ بسبب هذه الكارثة مقدماً قبل أن أفقد أناساً أعرفهم بسببها أو قبل معاينة آلام الأحبة بشكل مباشر.. ولكن كعادة كل شخص ليس اجتماعياً بالأساس والمنشأ، لم أتحدث كثيراً مع أحد في الأمر ولا كنتُ أقرأ في تفاصيله ولكني كنت أحزن فقط وأكتب فقط..
لقد فُرضت العزلة التامة على الكثيرين جداً حول العالم لكن طبيعة عملي الذي من طبيعته البنيوية عدم التوقف مطلقاً، جعلت أيام غيابي تزيد قليلاً جداً عن المعتاد وبالطبع مثلت إجراءات الأمان التي كنا نتبعها وإحساس المخاطرة عند النزول، ضغطاً نفسياً وخوفاً متشعباً لكني في النهاية استثمرت الوقت الذي مُنح لي في مراجعة مخطوطات مؤجلة والملاحظ أنني كنت أضطر بعد الكتابة إلى التخفيف عند تبييض الأعمال ومراجعتها نظراً لكمية الموت والسَوَاد التي انسربت تلقائياً إلى الكتابة.. أما بالنسبة للثقافة فكانت صدمتها أكثر حدة لأنها تعمل بالأساس على توصيل رسالتها للبشر بوسائلها المتعددة والقريبة، فكيف الحال بوضع يفرض منع الندوات والأمسيات والمؤتمرات ومعارض الكتب الخ فكان لا بد من نقل النشاط بالكامل للواقع الافتراضي ودعوة الناس إليه كصورة وحيدة لممارسة الأنشطة، صورة آمنة بالأحرى حتى وإن افتقدت الألَق الطبيعي الجميل لاجتماع البشر وتبادلهم الأنفاس والأفكار والإبداعات بشكل لصيق ومباشر وهكذا اعتمدنا تماماً على ندوات وأمسيات الأونلاين ومن ثَمَّ وسعت دور النشر من اعتمادها على منصات البيع الإلكتروني وهكذا..إن الانسان كائن متراوح بين الضعف والقوة لكنه في كل الأحوال كائن متكيف ومبدع وخلاق ويفرض عليه حب الحياة الذي جبل عليه ألا يستسلم حتى اللحظة الأخيرة..
إفادة في تحقيق بعنوان"العزلة والكتابة (5): نهر الثقافة يواصل جريانه رغم العوائق التي تعترض طريقه"
موقع "كتابات"يوم الثلاثاء 08 حزيران/يونيو 2021
#مؤمن_سمير (هاشتاغ)
Moemen_Samir#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟