فتحي البوزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6923 - 2021 / 6 / 9 - 01:55
المحور:
الادب والفن
لِحُزْنٍ في قلب المدينة
صارت المرايا سوداء.
بردٌ
هزم القبائل البربريّة منذ سقطت الشّمس عن كتف ديهيا!
أجمل ما في الموت
أن تقتل نفسك مثل "خليل حاوي", و أنت تطلّ على العدوّ من شرفةِ قصيدةٍ عاليةٍ.
أسوأ ما في الخيانة
أن تحرق شجر الزّيتون لتتدفّأ بالفحم في ليالي أصابعك المتجمّدة.
[على هامش موت الشّعراء, و الكاهنة البربريّة, و شجر الزّيتون لفظتْ الأرض شهادتها الأخيرة:
" بلدوزار الاحتلال و البلدوزار الوطنيّ أخوان توأمان!"]
يدٌ ميكانيكيّة هدمت السّماء على رؤوس الحالمين..
و لم نجد الوقت
لنعبّد إلى الجنّة طريقا..
لنرمّم التّجاعيد:
على وجوهنا ̸ على وجوه المرايا السّوداء.
الزّجاج المهشّم يشبه رأسا أصابته رصاصة.
أقتربُ لأراني..
أقترب أكثر..
فتبتلعني الشّمس المنطفئة على كتف "ديهيا",
يبتلعني شجر الزّيتون المحترق في رأس "خليل حاوي"..
مثلما تبتلع المَرَايا السّوداء
كلّ المهاجرين الّذين تلمّسوا تجاعيد الأرض و هم يودّعونها..
كلَّ الباحثين عن وجوههم في قلبِ مدينتنا.
#فتحي_البوزيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟