|
هواجس تحت النار 2 أيديولوجيا البغال
محمد علاء الدين عبد المولى
الحوار المتمدن-العدد: 1636 - 2006 / 8 / 8 - 06:53
المحور:
كتابات ساخرة
هواجس تحت النار 2 - أيديولوجيا البغال العقل يركب بغلاً ربما ليهديه سواء السبيل كان العقل يركب حمامة للسلام، أو طيارة من ورق ليلعب مع طفلة تحت الشمس. لكن الآن العقل يركب بغلا بعد أن أثبت البغل فاعليته في مسرح السياسة الدولية والإقليمية... حيث ينقلب البشر إلى بغالٍ كل واحد منهم محمل بعتاد مختلف يتناسب مع سلالته البغلية. فهذا بغل صغير، وهذا بغلٌ أكبر بسنوات، وذلك بغلٌ بالوكالة والآخر بالأصالة، وعلى مبعدة منهما بغلٌ مستجد يخضع لدورة مكثفة حتى يلحق حاله ويكون على أكمل جاهزية لممارسة المهام البغلية الموكلة إليه... ولكن فوق الجميع بغلٌ سيد قائد واحد لا يعلى عليه في فلسفة التبغيل العالمية. تريدون أسماء كالعادة؟ يعني ألا تعرفونهم بربكم؟ طيب لاباس... هذا بغلٌ من سلالة الفراعنة اسمه محمد حسني مبارك... انظروا بالله إلى رقبته وتكوّمها على بعضها، وإلى شفتيه الغليظتين، ودققوا في صوته، والعياذ بالله... هذا يا سادة يا كرام، يحق له الحصول على كميات كبيرة من الغذاء والدواء والكساء لأنه يقوم بدوره المبغّل بشكل فاق التوقعات. حتى أنه والحمد لله جل جلاله عندما أراد أن يسجل موقفا مشرفا بعد مجزرة قانا الثانية فتح الله عليه من كنوز معرفته وتجلياته وشرفه وعدالته فاستطاع أن ينطق ويصف المجزرة بأنه عمل غير مسؤول... يعني وكأنه ما شاف بأم عينيه قطع اللحم البشري تسحب غصبا من بين الأنقاض، ولم يبصر برك الدم الساخن والعيون المفقوءة والأذرع المقطوعة والأرجل المتوزعة حسبما شاء الماموث الصهيوني، لم يبصر كل ذلك ربما، وربما نقل له الخبر وهو يتثاءب أو خارج من المراحيض، فكان لا بد له من تسجل كلمة ما وإلا فسيحاسبه التاريخ، فقال إن ما حدث في قانا عمل غير مسؤول... بالله عليكم وأنتم شاهدتم كل تفاصيل المجزرة، ألا تقولون إنه بغل لأنه لم يجد وصفاً أفضل من هذا؟ ربما كان عليه أن يكون لطيفا أكثر من ذلك ويصفها بأنها من مسؤولية الأطفال المعاقين لأنهم أولا معاقون، وثانيا لأنهم أطفال... أنما البغل الآخر فيرتدي دشداشة بيضاء وعقالاً أحمر مزركشا بالتاريخ والعراقة وتفوح منه رائحة البخور المكي وتهدل من حواليه حمامات المسجد الحرام... عبد الله يا حرام رجل المواقف المشرفة والمبادرات السلمية التي مسح بها شارون مؤخرته وناوله بدلا منها عدة مجازر في فلسطين... عبد الله السعودي طبعا حتى نفرقه عن البغل الأردني الهاشمي... عبد الله السعودي يا جماعة الخير يخشى على مشاعر شقيقه أولمرت ومولاه بوش والليدي المقرفة رايس... فتبرع أول واحد من جماهير البغال المشرقيين بإدانة حزب الله ووصفه بالمغامر الذي يقوم بأعمال هو مسؤول عنها... ويا لطيف كم فرح شقيقه أولمرت بهذا الموقف النبيل، حتى شقيقه وسيده والليدي لم يتوقع أحدهم أن تصل درجة البغلنة عنده إلى هذا الحدّ، ولم يصدق أحد أن يكون ولاؤه لهم مطلقا بهذا الشكل... ولأنه بغل أكثر فقد تبرع أول ما تبرع بخمسين مليون دولار، ثم أودع هبة بمبلغ مليار دولار في مصرف لبناني لمساعدة أشقائه اللبنانيين... طبعا ليساعدهم على تحمل بغلنته المبالغ بها والمسؤولة والتي لم تكتن مغامرة... يعني واحد اسمه عبد الله (والله الأصح عبد بوش أو عبد أولمرت وشارون ورايس) يساعد العدو على ذبح البشر وقتل الجغرافيا وسفح الدماء من الجنوب الى الشمال، ثم يتبرع لمن بقي بمليار دولار، بربكم أليس بغلاً؟ ثم كم هو بغل عندما يتناسى عمدا أن الذي يغامر على طول الخط هو نفسه وأسياده، يغامرون بتاريخنا وغذائنا ومستقبلنا وأحلامنا، يغامرون دون نتيجة لصالحنا اللهم إلا شحنهم بالمزيد من حبوب الفياغرا السياسية والجنسية للاستمرار في مشروعهم التبغيلي من جهة، والاستمرار في مضاجعة مؤخرات صبيان وغلمان وحور عين من هنا وهناك... البغل نسي أن كرشه مؤلف من طبقات جيولوجية وترسبات لا نهائية من أزمنة الذل والهوان والحرمان التي نعيشها وسوف نعيشها بفضله... ونسي أنه لا يستطيع تحريك لسانه بشكل عربي مبين وهو يلقي كلمة أو يدلي بتصريح بعد نكاحه مع بوش في مزرعته، حيث احتفل به بوش احتفالاً يليق بأفضل البغال المشرقيين... حتى أنه أحاطه بذراعه كالقواد الحنون وهو يصر على أن يمشي قبله في مدخل المزرعة... أما عبد الله الآخر، فهو بغل مدجّن ومهحّن ومؤلف من عرق هاشمي وعرق بريطاني... ولم الغرابة؟ الدم الإنكليزي هو الآخر له حصته في آل البيت الكرام... فوالله العظيم الذي لا إله إلا هو... إن شكل وجهه أقبح من أي بغل ضخم... وإن حظيرة خنزير أطهر منه... هو طبعا يدّعي أنه من آل البيت كما سلف وفعل والده البغل الأكبر... ومع أنه يفتش له عن مكان في السجل المدني لآل البيت، لكنه يحذر بصراحة من أن هناك هلالً شيعياً ترسم له إيران وعيرها في المنطقة... طيب يا بغل الهلال الشيعي لصالحك لأنك من آل البيت... لكن هو من آل البيت الأبيض كما صرح بذلك أحد المقربين من القصر الملكي والاختصاصي بعلم الأنساب... طبعا هو كان بغلا صغيرا في بريطانيا، ولكن بعد رحيل البغل الهاشمي الأكبر، كان لا بيد من استلام العرش من قبل بغل لا يشك في انتمائه للأخلاق البريطانية والأمريكية، فجيء به في ليلة ما فيها ضوء قمر ولا شمع وأجلسوه على العرش بانتظار أن ينطق بين فترة وأخرى بتصريحات ما تفيد في المخزون الاستراتيجي للعدو الصهيوني الشقيق (الشقيق له طبعا)... فلهذا عيب أن نستغرب أنه هو الآخر مدّ جناحه المستورد ليغطي جزءا من جسد أولمرت ويخفف من إحساس الأخير بالذنب لأنه لا ينام الليل من جراء ذبحه الأطفال والشيوخ والأشجار والمجتمع برمته... هذه نماذج من البغال المعاصرين... بغال التنوير والتحديث والتعريص... وسنوافيكم لاحقا بنماذج أخرى... فانتظرونا...
#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هواجس تحت النار 1 رسالة إلى الشاعر دومينيك دو فيليبان
-
أربعون الحصار 3
-
أربعون الحصار 2
-
1أربعون الحصار
-
صهيل كنعاني
-
أشهد أني أموت
-
أجنحة تطير ولا تطير
-
نامت الأنثى / سافرت
-
كيف تصبح شاعرا مشهورا في ستة أيام
-
العرب والنموذج الأمريكي
-
وليد معماري
-
زفة بحرية
-
غموض غير متععمد
-
عن واقعية ماركيز وسحره
-
الشاعر نزيه أبو عفش والبحث عن الجمال المفقود
-
ياسمين على جبين ياسين الحاج صالح
-
محاولة لتصحيح المعنى تحت المطر
-
مفتاح آخر على باب سردابها
-
الشاعر موحشاً
-
رقصة على أرض موحشة
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|