مظفر النواب
الحوار المتمدن-العدد: 6922 - 2021 / 6 / 8 - 17:06
المحور:
الادب والفن
ذه القصيدة قام بنشرها مشكوراً الأستاذ كاظم غيلان قبل حوالي سنتين ويشير الأستاذ كاظم إلى أن هذه القصيدة من القصائد التي لم تنشر من قبل. ولا يوجد لها رابط صوتي.
قصيدة :
(المنفى كالحب)
للشاعر العظيم مظفر النواب
تعِبتُ
ومِن دوخةِ رأسي
بالدنيا أبكي
لم تكسرني الريح
فماذا يكسرني
بعد الريح وأبكي
القصة بلّلها الليل
وليسَ هنالكَ مَن يحكيها
فلنذهب
فالريحُ ستَحكي
الماخورُ يضيءُ وجوه الزانينَ
تعالَ نُبلّلُ وجهَينا بالضوء
ولا تخجل ياحزني
أن أصبِحَ زاني
ياقلبي.. يا ابن الشّكِ
أرحني مِن أحزاني
تَعِبت بحملِ التعبانين
تعبت ولم أصل المنفى
المنفى يمشي في قلبي
في خطواتي في أيامي
المنفى كالحب يسافر
في كل قطارٍ أركبهُ
في كل العربات أراه
حتى في نومي
يمشي كالطرقات أمامي
في هذا العصر
يكون الإنسان
ويُعرَفُ مِن منفاهُ
يا ابن الشّكِ أرحني
لنَقُل شيئاً قبلَ الليلِ ونمضي
فالمنفى أصبحَ زاني
الليلة مجاناً أبكي
الليلة بالمجانِ لكلِّ الناسِ
تضاء على الشاشة
عورة ضفدع
فتح الزانونَ علينا عورتها
قالوا:
هذي عورة ضفدع
ياعجباً كيف أكتشفوها
تعبان ومن كثرة
ما اكتشفوا أبكي
مِن دوخة رأسي بالدنيا
أبكي من عورة ضفدع
ياوطني أين أنامُ؟
قطعَ نومي أقنعةٌ لوجوهِ الأعداء
فأين أنام؟
بُليت بأعداءٍ
يحتَكّونَ بأنفي
في النومِ جَسورينَ
أعداء اليقظة جاءوا
يمشون على أيديهم مكسورين
أشفقتُ عليهم كالطين: شتموني
المكسورونَ يجيدون الشَّتمَ
المقلوبونَ يرونَ العالمَ بالمقلوب
في هذا العالم
ضع أعداءَكَ
في البدءِ على أرجلهِم
أن كنت شريفاً وتحارب
لاتدخل حرباً
تلتفُّ على مِحورها حرباء
أغسل أعداءَك في الحرب
وكُن رجلاً
حارِب كالماء
حارِب أبداً
أو أقلب نفسك واسكت
كثلاثِ نقاطٍ تحت الثاء
ياوطني سأنام
عنترةٌ جاءَ على فرسٍ عرجاء
حارب حتى أجرب
وصافحهُ الأعداء
لم يبقَ مِن المغوار
سوى الريش بجعبتهِ
والإسم وبعض الأشياء
وداعاً ياعنترة ألا...
فهذا عصرٌ يحتمل الوجهين
وداعاً ياعنترةَ
انتَصَرَت كلّ الأخطاء
وداعاً
هذا عصر بالمقلوب
يموتُ بدون حياء.
#مظفر_النواب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟