ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 6922 - 2021 / 6 / 8 - 13:53
المحور:
الادب والفن
حضرت لجنة المراقبة الصحية أمام باب المتجر الذي يبيع الدجاج الحي ( المنتوف ) . لجنة تتكون من أربع أشخاص . يلبسون بذلات باهتة اللون وربطات العنق لونها كذلك غامقة اللون . قدم أحدهم نفسه للتاجر صاحب المحل ومشيرا إلى مرافقيه الثلاث قائا / نحن لجنة المراقبة الصحية بالجماعة الحضرية / ثم اقتح المحل نحو الداخل حيث ترقد الدواجن المنتوفة . وبدون أي استئذان . بينما الأشخاص الثلاث بقوا خارج المحل ينتظرون وبأيديهم ملفات باهتة للتمويه .
في داخل المحل بعد معاينة قصيرة جدا قال موجها كلامه للتاجر ( الأمي ) بهكذا كلام / إن كان لديك دجاج مريض عليك أن تبيعه فورا وبأ طريقة وبالسرعة الممكنة قبل أن تحل بعين المكان لجنة أخرى على حين غرة / . ثم انتزع من بين أصابع التاجر ورقة مالية متواضعة من فئة الخمسين درهما . كان التاجر قد تسلما توا من زبونه إنصرفت بعد شراء دجاجتها . إنسحب كبير اللجنة لينضم إلى مرافقيه الثلاث واختفوا في الطريق الرئيسي لحي الباريو مالقا . وهم يتقاسمون المبلغ البسيط جدا فيما بينهم . وكأن شئا لم يكن .
وبالصدفة حضرت أنا لشراء دجاجة منتوفة كالعادة . فحكى لي التاجر قصة لجنة المراقبة الصحية التي حدثت للتو . وكان مذهولا لما يحدث له .
كان المحل تنبعث منه رائحة كريهة مثل كل المحلات التي تبيع الدجاج المنتوف الذي يقولون عنه ( والله أعلم ) أنه مسرطن . إنصرفت دون أن أشتري . وبدت لي المدينة منكوبة بكل سكانها كأنها هياكل عظمية وفي لحظة تشبه الومضة لم تدوم إلا ثواني معدودة . أحسست خلالها بالرعب .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟