فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6921 - 2021 / 6 / 7 - 14:50
المحور:
الادب والفن
أقفُ على الرصيفِ ...
أمامِي دخانٌ
يخرجُ مِنْ رئةٍ مَا...
تمعَّنْتُ في أرضيةِ المقهَى
رجالٌ ...
يشربُونَ أنفاسَهُمْ
منْ شِيشَةٍ ...
نساءٌ
يقتلُهُنَّ الضحكُ على دمعٍ ...
يخرجُ منْ أُنُوفِهِنَّ
دونَ شِيشَةٍْ ...
على نفسِ الرصيفِ ...
لَا أرَى سوَى شبحٍ
في ركنٍ مظلمٍ ...
يتبعُهُ كلبٌ
كأنَّهُ منْ أهلِ الكهفِ ...
يصفِّقُ بيديْهِ /
يرقصُ بشاربِهِ /
يحلِّقُ بقدميْهِ /
ويجمعُ قطعَ نقودٍ
بشفتيْهِ /
ولاأحدَ صرفَ إنتباهَهُ
لاأحدَ صرفَ العُمْلَةَ ....
كانَ وحدَهُ يتحدثُ
معَ وحدِهِ يضحكُ ....
وأنَا أتأمَّلُ نفسَ الرصيفِ ...
الدخانُ يُدَخِّنُنِي
الأمسُ كهفٌ / نحنُ أهلُهُ /
والغدُ شِباكٌ
يصطادُ الزمنَ ...
والزمنُ واقفٌ
يتأمَّلُنِي ...
قلِقٌ كعصفورٍ
في قفصٍ ...
يترنَّحُ على بيضٍ
لَمْ يَفْقَسْ بعدُ ...
أحلامُنَا تسكرُ بِنَا /
نحنُ ندخِّنُهَا
سيجارةً مُحترقةً ...
تدخلُ بِسِرِّيَّةٍ
كمَا العاشقُ ....
يتسلَّلُ في جُنْحِ الليلِ
مُصاباً بالتهابٍ في القلبِ...
خوفاً
منْ كاميرَا الجوارِ ...
فهلْ أُدَحْرِجُ السؤالَ على صخرتِهِ...؟
أمْ على ظهرِ الشبحِ
أمْ علَى نُباحِ الكلبِ ...؟
هلْ أُدَحْرِجُهُ
على صخرةٍ تنزلِقُ فوقِي ...
وأتزَحْلَقُ تحتَهَا
أمْ أقفُ فوقَ السؤالِ ...؟
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟