أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فلورنس غزلان - الفارق كبير بين انتصار حزب، وانكسار وطن














المزيد.....

الفارق كبير بين انتصار حزب، وانكسار وطن


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1635 - 2006 / 8 / 7 - 10:41
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ينحاز الرأي العام العربي الشعبي للمقاومة اللبنانية متمثلة بحزب الله، وهو المهان بكرامته والحامل لعار تخاذل استمر عبر عقود طويلة، خسرت فيها جيوشاً نظامية معدة للصمود والحرب والتحرير، ومعبأة بأيديولوجيا القومية العربية ، أكثر من مرة ومنيت بهزائم متلاحقة أمام بلد صغير العدد والنشأة خُلق بالقوة وفرض سيطرته وإرادته على أرضهم وفضح كل عورات أنظمتهم وحَشدِها الطاقات وتأليبِها الرأي من أجل تحرير لم يقع وحلم لم يتحقق.
جاءت حرب حزب الله على إسرائيل وصموده للأسبوع الرابع على التوالي، بوجه الآلة الحربية الإسرائيلية لتشكل انعطافا وتعاطفا جماهيريا ...رغم فداحة الثمن، رغم الخسارات التي لا تحصى ولا تعوض أمام العجز العربي والتواطؤ الغربي والدعم اللوجستي من أقوى دول العالم وشراكتها المخفية والمعلنة مع إسرائيل في حربها على لبنان وليس على حزب الله وحده!
حزب الله يعلن الحرب ، وإسرائيل تغتنم الفرصة لكنها لا تشن حربها على ميليشيا حزب الله، بل تعمل انتقامها بالشعب اللبناني وتكشف القناع عن وجه حقود بربري لا مثيل له إلا في تاريخها الذي عاشته كشعب يهودي عانى من الهولوكوست ، وكأني بمسؤولي إسرائيل قد وجدوا ضالتهم الانتقامية فتقمصت روح هتلر روح لبنان، فلم يخطر بخلدي يوماً أن الحقد الأعمى للتربية الإسرائيلية وصلت إلى حدود لا أخلاقية بهذا الشكل السافر ، فتجعل من طفلات إسرائيل مجرد دمى آلية متحركة، مجردة من الإحساس الإنساني، تحلم بتدمير الآخر وتتشفى بموته، فترسل له برقياتها الصاروخية معربة عن همجيتها ، التي نشأت عليها ، وفاضحة أخلاقية دولة إسرائيل التي تتغنى بها وتدعيها عبر إعلام حبكت من خلاله خيوطها العنكبوتية لإقناع العالم بحقها المشروع في أرض فلسطين ، وبالظلم الواقع عليها من دول تحيط بها وتحيك لها المؤامرات لتنهي وجودها!!.
كل هذا لا يتناوله الإعلام الغربي بوجهه القبيح بل يغطيه ويلمع صورته، ويبرز فقط وحشية حزب الله، وكيف حرم إحدى عجائز بلدات شمال إسرائيل من قهوتها الصباحية لأول مرة بعد ستة عشر عاما!!، فكيف نحلم بعد ونراهن على قرارات ستصدر من أجل وقف لإطلاق النار، يتناسب ومصلحة لبنان وبسط سلطتها على أرضها؟، وهو المدعي بمساندته للبنان ولتطبيق قرارات دولية تدعم استقلاليته وتنبذ أي تدخل خارجي بمصالحه، خاصة القرار الأممي 1559، بالإضافة لتطبيق اتفاق الطائف...وقد جاء الرد واضحاً جلياً بمشروع القرار الصادر عن مجلس الأمن صباح هذا اليوم، ليبرهن على مدى الإنحياز لإسرائيل ولمصالح إسرائيل فقط، دون حتى محاولة تبني النقاط السبعة، التي تم التصويت والتوافق عليها في مجلس الوزراء اللبناني وتم تبنيها من زعماء الطوائف اللبنانية جميعاً، وسبق وقرأها رئيس الوزراء اللبناني السيد السنيورة في مؤتمر روما.
انطلاقا من هذا الحديث وهذه الوقائع المريبة والمشينة، نتوجه بكلماتنا للحكومة اللبنانية من جهة ولحزب الله من جهة ثانية، من أجل إحباط كل محاولة لتفتيت لبنان، أو لإغراق المنطقة بحروب ونزاعات لا نهاية لها..لبناء وتمدد مصالح وأجندة لا شأن لشعوب المنطقة بها ، ولا مصلحة لها في إدامة النزاعات واستمرارها.
وباعتقادي أنه كلما طال أمد النزاع وتوسعت الحرب، كلما خدم هذا مصلحة حزب الله أكثر من مصلحة إسرائيل، فإن الصمود البارع لميليشيا الحزب وقدرته على المناورة، بوجه آلة إسرائيل التدميرية، يعني تحقيقه نصراً ولو معنوياً بالنسبة للشعوب العربية المقهورة من أنظمتها والمهدورة كرامتها بحروب خاسرة، وهذا يشكل سابقة لا نظير لها في التاريخ العربي الحديث.
سعت إسرائيل من شنها لهذه الحرب ومازالت تسعى لتعميق الهوة بين حزب الله وبين القرار السياسي اللبناني الحكومي، وهنا يحملني الأمل ، أن يتمكن حزب الله من إدراك الخطر، فيقدم هذا الإنتصار المعنوي لوحدة القرار اللبناني وتجاوزه لأيديولوجيته الطائفية نحو أيدولوجية وطنية لبنانية، يفوت من خلالها على إسرائيل متعة نصرها ، وبالتالي يصبح حزب الله بالفعل لاعباً سياسياً ظافراً، لأن هذا الظفر مع النتائج المترتبة عليه والتي تحملتها الحكومة اللبنانية، إلى جانب الشعب اللبناني، يستحق من حزب الله نظرة موضوعية على الأرض ، التي تنطق بمقدار التضحيات والخسائر الفادحة التي عادت بلبنان إلى عقود خلت، جعلت الحريري اليوم يقتل من جديد، وهو يرى الخراب يعم طرقات وساحات عَمَّرَها وأخرجها من دائرة العنف والموت لدائرة الحياة .
ثم إن النصر لايعني فقط الصمود بوجه جيش مسلح حتى الأسنان، وليس الحفاظ على قوة الحزب ووجوده رغم محاولات تدميره، لكن بحكم كونه مجرد ميليشيا منتشرة ومتنقلة، ولا تواجه كجيش نظامي، فإنه من الصعب بمكان القضاء على حزب الله، لكن على الحزب تقع مسؤولية كونه جزءاً من هذا الشعب الذي تحمل معه تبعات القتال ، ودفع ثمن بقائه هو حياً، في وقت دمرت معه مؤسسات انتاجية ومشاريع تنموية وبنى تحتية وأرواح طاهرة بريئة، ومسؤوليته تبدأ من احترامه لقرارات حكومة ينتمي إليها ويشارك بها، وتسعى لسيادة سلطتها واحترام هذه السيادة وقراراتها، والخروج من مستوى المسؤولية الذاتية نحو المسؤولية الوطنية، لأنه حارب بلبنان وأهله وليس بأفراد الحزب فقط.
رغم أن لبنان كدولة وحكومة لم يعلن الحرب على إسرائيل ، ولم يخطط لها، لكنه تحمل عواقبها ، وينتظر من حزب الله مكافأة على وقوفه معه في خندق الصمود.
الأيام القريبة القادمة ، ستكشف لنا الكثير من النتائج ، فقرار مجلس الأمن لم يتبلور بعد، رغم اعتراض لبنان على المشروع المطروح، ومحاولة إسرائيل كسب الوقت وتحقيقها نصرا ما على الأرض ..وبقرار دولي كالمشروع المقترح في مجلس الأمن، يشرع لها حقاً قام على باطل ..ومن يدري فربما تشن حربا محدودة على سورية، تبيض فيها صفحة خسارتها في لبنان، على الأقل أمام الرأي العام الداخلي الإسرائيلي ...بانتظار الغد ، وما يحمله من مفاجآت ، لا نملك سوى صمت المنتظر على جمر الترقب.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي ينتظر لبنان بعد هذا الجنون؟
- أما آن أوان غضب الشارع العربي، أو رحيل زعماء الهزيمة؟
- لعنة الشرق الأوسط
- عدنا والعود أحمدُ ...من روما بخفي حنين!
- من هنا إلى روما ... ويستمر الطوفان
- ناموا ياقرود السيرك العربي
- ماهي نتائج الحرب في لبنان؟، وماهي معالم المنطقة مستقبلاً؟
- رسالة ... إلى ميشيل كيلو في معتقله
- إيران الرابح الأول، ولبنان الخاسر الأكبر
- إلى أي مدى كان وعد حزب الله صادقاً؟ وما هو ثمنه؟
- بين الشهيد الجولاني - هايل أبو زيد -، والجندي الإسرائيلي الم ...
- تنصيب ( علي الديك) على رأس المشروع السوري الكبير بخطته غير ا ...
- لماذا تغيرت القيم في سورية؟ ولماذا اهتز الانتماء الوطني؟
- خاسرون ومهزومون...حتى بالرياضة!
- مطر الصيف فيلم الأسبوع الفلسطيني بجدارة...المخرج إسرائيلي و ...
- أحلام صفقة سورية أمريكية ملحقة بالإيرانية
- الوقت غير مناسب
- فلورنس غزلان مع الفضائية الكردية روج تي في
- ألم تنته مدة صلاحية الاستبداد في سورية بعد؟
- كان ...هنا


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فلورنس غزلان - الفارق كبير بين انتصار حزب، وانكسار وطن