أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - الليبرالية المبتذلة














المزيد.....

الليبرالية المبتذلة


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 1635 - 2006 / 8 / 7 - 10:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


بعض خطاب من صاروا يطلقون على أنفسهم لفظ “الليبراليين”، وأحياناً “الليبراليين الجدد” من أبناء جلدتنا، إزاء ما يجري في لبنان يثير ليس الحنق والغضب فقط، وإنما القرف والاشمئزاز حد الغثيان. هؤلاء السادة باتوا يلوثون الفضاء ويسممونه بأقوالهم ويسوّدون بياض الصحف، تماما كما تسمم القنابل والصواريخ “الإسرائيلية” سماء لبنان. فهؤلاء المتحرقون ل “نعيم” الحرية الأمريكي المحمول على آلة الموت الصهيونية، لا يريدون أن يروا في ما يجري في لبنان أكثر من ردة فعل “اسرائيلية”، يكادون أن يقولوا إنها مشروعة، على أسر الجنديين، وإن حزب الله “المغامر” جر لبنان والمنطقة كلها إلى حرب إقليمية ب”طيشه”. ورغم دخول العدوان الصهيوني أسبوعه الرابع وهو يصفي مظاهر الحياة في لبنان الغالي، ويهدّ البيوت على رؤوس ساكنيها، ويعجن حجر الملاجئ بلحم ودم من لجأوا إليها وفي مقدمتهم الأطفال والنساء والعجزة، فإن هؤلاء السادة لا يرون فظاعة في ما يجري، ويبدو مكلفاً للغاية عليهم أن يتفوهوا بكلمة إدانة واحدة ضد المعتدي.
وبعض هؤلاء كانوا حتى زمن ليس ببعيد أعضاء في أحزاب يسارية وقومية تشربت فكرة النضال ضد الامبريالية والصهيونية، وأنشأت أعضاءها على ذلك، فبات هذا التاريخ بمثابة العار الذي يلاحق دعاة الليبرالية والليبرالية الجديدة المتأمركين، والذي يريدون أن “يتطهروا” بإعلان البراءة منه، تحقيقاً للصفاء الليبرالي، هم الذين لم يقرأوا شيئاً عن التاريخ المجيد لليبرالية ذاتها كفكرة انبثقت للانتصار لحرية الإنسان وانعتاقه من الظلم والاضطهاد في شتى صوره، وإلا لما كانوا وجدوا في العدوان الصهيوني، لا على حزب الله وحده، وإنما على الكيان اللبناني كله، بلداً وشعباً ودولة، حربا مبررة ضد الإرهاب “!”، في تماه رخيص مع خطاب جورج دبليو بوش وتوني بلير وقادة الكيان الصهيوني أنفسهم.
في هذا المفصل الزمني الحاسم من تاريخنا المعاصر يتكشف بؤس السياسة في دعوات وممارسات بعض من أدعياء العمل السياسي الذين أذهلهم انه لا تزال لدى الشعوب العربية، كما يبرز ذلك جلياً في المثال اللبناني، مقدرة على المقاومة وعلى إلحاق الخسائر بالعدو، رغم التفاوت الشاسع في العدة والعتاد بين المقاومين اللبنانيين وبين جيش “دولة” الاحتلال الذي يزود بآخر وأحدث ما في الترسانة الأمريكية من أسلحة متطورة توصف بالذكية، في إشارة إلى قدرتها على الوصول إلى أهدافها فتمزق أجساد البشر إرباً إرباً، على نحو ما نشاهده، ليل نهار، على الشاشات وعلى صدر الصفحات الأولى في جرائد الصباح. فلا يبدو العدو وحده هو المندهش بمقدرة المقاومة اللبنانية على إعاقة خطط تقدمه كل هذه المدة وعلى إلحاق هذا القدر من الخسائر بجنوده وقواته، وإنما يبدو معه هذا النفر المتأمرك من “الكتّاب” و”المحللين” الذين يطالعونا بأطروحاتهم المسمومة، هم الذين حسبوا أن الأمور ستحسم خلال أيام وربما ساعات، لصالح المعتدين، ليجدوا في ذلك برهاناً على صواب ما يروجونه من ضرورة مغادرة الروح التي نشأنا عليها بمعاداة الاحتلال والقهر وأشكال الهيمنة، واللحاق السريع بركب الهزيمة والاستسلام، لكن الأمور سارت في المجرى المخالف لرغباتهم، لأن النصر أو الهزيمة في الحروب لا تقاس بنتائج جولة أو جولات، وإنما بما تظهره الشعوب من عزم على ألا تستسلم

عضو اللجنة المركزية للمنبر الديمقراطي التقدمي - مملكة البحرين



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاء البحرين لابنها البار
- المجتمع المدني أم المجتمع الأهلي‮ ‬؟
- عن الاستخفاف بالشارع
- من الذي‮ ‬حجب موقع‮ »‬الحوار المتمدن ...
- هل تريد الدولة مصادرة الفضاء الأهلي؟
- لماذا لا نغلق هذا الملف؟
- برنامج المنبر‮: ‬البديل الديمقراطي
- ثلاثون عاماً‮ ‬على حل المجلس الوطني‮ ̷ ...
- جورج حاوي
- تغيّر الشكل وظلّ الجوهر
- هذا القانون‮.. ‬لماذا؟
- ما هو مشترك بين الشعب
- الذاكرة التي هُشّمت
- فقدانــــــــــات العائــــــــــد..!
- لا فسحة للحلم
- !هل نسمع العراق؟
- مربى تشيخوف


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - الليبرالية المبتذلة