أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - الصبار - امريكا تنسحب من معاهدة منع انتشار الاسلحة ....الحرب الحقيقية تبدأ الآن















المزيد.....

امريكا تنسحب من معاهدة منع انتشار الاسلحة ....الحرب الحقيقية تبدأ الآن


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 34 - 2002 / 1 / 13 - 09:08
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


امريكا تنسحب من معاهدة منع انتشار الاسلحة ....الحرب الحقيقية تبدأ الآن

معاهدة منع انتشار الصواريخ عابرة القارات (ABM) اعترفت بمكانة روسيا كدولة عظمى بسبب قوتها النووية. انسحاب امريكا الاحادي الجانب من المعاهدة هو محاولة لفرض توازن استراتيجي جديد يعترف بتفوق دولة واحدة فقط هي الولايات المتحدة. الانسحاب من المعاهدة يُخرج سباق التسلح من القمقم، الامر الذي يغذّي التوتر الحدودي بين الهند وباكستان، ويهدد العالم بفوضى شاملة.

يونتان بن افرات

مع انتهاء الحرب في افغانستان وانحصار مهمة امريكا هناك في القاء القبض على بن لادن، وجد الرئيس الامريكي بوش الفرصة مواتية لاعلان حربه الحقيقية على احتكار العالم. اعلانه في 13/12 عن انسحاب امريكا الاحادي الجانب من معاهدة منع انتشار الصواريخ عابرة القارات (ABM)، كان الطلقة الاولى في الحرب القادمة.
وكان هذا الاعلان مسبوقا بتمهيد جيد قبل احداث 11 ايلول. فكان "جهاز الدفاع الامريكي ضد الصواريخ عابرة القارات" موضوعا رئيسيا في حملة بوش الانتخابية عام 2000، كما ان دونالد رامسفيلد الذي الف تقريرا حول مسألة الدفاع ضد الصواريخ في عهد كلينتون، تحول بعد انتصار بوش الى وزير الدفاع ويده اليمنى. الدعم الواسع الذي يحظى به المشروع في صفوف اعضاء مجلس النواب الجمهوريين وفي اوساط الصناعات العسكرية الامريكية، يضغط على الرئيس بوش للوفاء بالوعود التي قطعها لمراكز القوة التي دعمته. الحرب في افغانستان كانت عقبة غير متوقعة كان على بوش اجتيازها قبل ان يطلق العنان لسباق التسلح من جديد.
بعد عشر سنوات على انهيار الاتحاد السوفييتي واعلان بوش الاب عن النظام العالمي الجديد، يبدو العالم غير مقتنع تماما بمصداقية امريكا وبقدرتها على ضمان السلام والازدهار في العالم. ولاعادة تثبيت الهيمنة الامريكية، لجأ بوش الابن للاعلان عن جدول عمل جديد، يتيح له تطوير تفوق بلاده لضمان فرض مصالحها بالقوة العسكرية اذا لزم الامر.
خلافا لكلينتون الذي حرص على التنسيق مع حلفائه الاوروبيين، يتبنى بوش سياسة انغلاقية تضع حاجات امريكا الاقتصادية والعسكرية فوق كل اعتبار، الامر الذي يخلق توترا كبيرا بينه وبين حلفائه. وبالاضافة لمعاهدة (ABM)، اعلن بوش انسحابه من معاهدة كيوتو (التي تهدف لحماية البيئة) ومن المعاهدة ضد الالغام التي تستهدف المدنيين.

العدو - روسيا

تم توقيع المعاهدة ضد الصواريخ عابرة القارات (ABM) في 26/5/1972 بين الرئيس الامريكي نيكسون وبين الزعيم السوفييتي بريجنيف ابان الحرب الباردة. وكان الهدف منها الحفاظ على التوازن الاستراتيجي بين الدولتين العظميين. حسب بنود المعاهدة مُنع كلا الطرفين من وضع اجهزة دفاع ضد الصواريخ على ارضهما، علما ان كلا الطرفين ادركا ان الطرف الآخر يملك القدرة على تدميره بالكامل، الامر الذي خلق توازن الردع المتبادل مما حال دون استخدام الدولتين لقوتهما التدميرية. ومكّنت المعاهدة الطرفين من وقف سباق التسلح، وفتحت المجال لاحقا لاتخاذ خطوات ملموسة لخفض كمية الصواريخ لدى الدولتين.
التوقيع المشترك على المعاهدة عام 1972 تضمن اعترافا امريكيا بالاتحاد السوفييتي كدولة عظمى ذات قدرات تكنولوجية وعسكرية ونووية. مع انهيار الاتحاد السوفييتي وتحول النظام في روسيا الى نظام رأسمالي تابع لامريكا، سعت واشنطن لتفكيك القدرات الروسية الكبيرة وضرب مكانتها في العالم كقوة عظمى. الانسحاب الاحادي الجانب من المعاهدة هو خطوة امريكية لفرض موازين قوة جديدة بينها وبين روسيا، مبنية على تفوق امريكي مطلق وتحويل روسيا الى احدى الدول التابعة او "دولة عظمى غير مجدية".
ادارة بوش تدرك ان الروس لم يعودوا يملكون الموارد الكافية لمنافسته في تطوير اسلحة واجهزة دفاعية، ولذا يعتقد بوش انه حسم المعركة لصالحه حتى قبل ان تبدأ. الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يدرك هو ايضا انه في الظروف الراهنة لا يستطيع فرض شروطه على امريكا.
اعلان بوش أثار حنق قيادات في الجيش الروسي التي نظرت منذ البداية بتحفظ بالغ لمظاهر الامركنة التي مرت بها روسيا في عهد الرئيس السابق بوريس يلتسن. من اللافت للنظر ان الجيش الروسي لا يزال يعتمد على جنرالات خدموا في عهد الاتحاد السوفييتي، وهؤلاء ما يميزهم انهم معبّؤون ضد امريكا منذ حرب كوريا وازمة الصواريخ في كوبا. في هذا ما يفسر استياءهم من الرئيس بوتين الذي اكتفى بالتصريح ان انسحاب امريكا من معاهدة (ABM) لا يشكل خطرا على روسيا.
ولم يقتصر القلق من الاعلان الامريكي على اوساط الجيش بل تعداها للاوساط السياسية والدبلوماسية. فقد اعتبر احد اعضاء البرلمان الروسي الخطوة الامريكية "بصقا في الايدي الروسية". فلاديمير لوكين الذي شغل منصب سفير روسيا الى واشنطن قال لنيويورك تايمز (14/12): "ان الخطوة الامريكية اسوأ من الجريمة، انها خطأ عظيم". عضو البرلمان والخبير العسكري الروسي اليكسي ارباتوف قال في نفس المصدر: "ان الانسحاب الاحادي الجانب من المعاهدة هو خطوة حربية تدل على ان واشنطن لا تزال تعتبر روسيا عدوها"، وتوقع "ان تبدأ مجموعات معادية لامريكا في روسيا بممارسة الضغط على بوتين لوقف التعامل مع بوش في الحرب ضد افغانستان ومواقع اخرى".
واكدت "نيويورك تايمز" ان موقف امريكا هو اشارة الى انها ترى في روسيا تهديدا لها: "يمارس الاسطول الامريكي، من خلال مجموعة الضغط في الكونغرس، ضغطا لبناء الغواصات ذات القدرة الهجومية النووية. الدولة الوحيدة التي ترى في هذه الغواصات تهديدا لها هي روسيا التي تملك اسطولا نوويا مماثلا".
في الولايات المتحدة ايضا هناك من يتساءل بقلق عن الدوافع التي ادت ببوش لهذا التحول الخطير في العلاقات مع روسيا. فيليب كويل، مدير سابق في دائرة تطوير الاسلحة بوزارة الدفاع الامريكية، كتب في "واشنطن بوست" (13/12) ان الانسحاب من المعاهدة امر غير مفهوم حتى اذا كان الرئيس يريد تطوير جهاز الدفاع الصاروخي: "حسب معاهدة (ABM) وضمن الامور المسموح بها تستطيع امريكا تطوير جهاز الدفاع ضد الصواريخ، طالما يتم اجراء التجارب بشكل محدود على الاراضي الامريكية".
الخطوة الامريكية العدائية تكتسي خطورة اضافية، خاصة على ضوء تأزم الوضع الاقتصادي في روسيا، والذي يخلق توترا في الاجواء ويغذي النزعات القومية المعادية لامريكا. ولا يمكن في هذا المجال اغفال حقيقة ان بوتين نجح في استلام السلطة لانه ركب موجة هذه النزعات القومية تحديدا، وحوّل الحملة العسكرية الشرسة ضد المتمردين الشيشان الى ابرز مواضيع حملته الانتخابية. حتى الآن ناور بوتين بين الاملاءات الامريكية من جهة وبين الشارع الروسي القومي من جهة اخرى، ولكن هامش المناورة هذا تقلص بعد الخطوة الامريكية. الى هذا يدرك بوتين جيدا ان الاقتراب من امريكا قد يكلفه منصبه، كما حدث مع سابقه يلتسن.

عالم دون كوابح

السعي الامريكي لعزل روسيا واضعاف نفوذها تجلى في خطوات سابقة. منها وقوف مستشارة الامن القومي الامريكي، كوندوليسا رايس، ووزير الدفاع رامسفيلد بالمرصاد ضد اية محاولة لضم روسيا للحلف الاطلسي (ناتو). وفي النهاية لم يُسمح لها باكثر من دور المراقب في التحالف، وهو دور هامشي غير مؤثر، لا يتناسب مع موقعها في الامم المتحدة. كما تعتبر حرب الشيشان مجرد رأس الجبل الجليدي للجهود الامريكية الجبارة لعزل النفوذ الروسي في منطقة بحر قزوين الغنية بالنفط. وهنا تبرز اهمية الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الامريكي في منتصف كانون اول (ديسمبر) الماضي، الى ارمينيا وجورجيا سعيا لبناء تحالف امريكي موالٍ في المنطقة التي يتوقع ان تتحول الى بؤرة المواجهة القادمة.
ولا ينحصر التوتر على العلاقات مع الروس، بل هناك دول اخرى تتمتع بقدرات نووية منها الصين وكوريا الشمالية اللتان تنتجان صواريخ عابرة للقارات. وليس صدفة ان الصين كانت الدولة الاولى التي توجه اليها الرئيس الروسي بعد اعلان بوش عن انسحاب بلاده من المعاهدة، اذ انها ترى انها هي ايضا مستهدفة من وراء هذا الاعلان.
ولا تقف مخاطر هذا الاعلان عند هذا الحد، بل تفتح المجال واسعا امام اعادة سباق التسلح دون كوابح. الهند وباكستان اللتان اجرتا قبل ثلاثة اعوام تجارب نووية دون اقامة وزن للمواثيق الدولية التي تحرّم ذلك، تجدان في انسحاب امريكا من المعاهدة ضوءا اخضر لمواصلة خرق المعاهدات والقوانين الدولية. التوتر المتنامي في الحدود الهندية الباكستانية حول اقليم كشمير يجعل من سباق التسلح النووي بينهما مصدر خطر يهدد العالم كله.
على ضوء الوضع المتفجر والازمات الاقتصادية المتفاقمة، يُتوقع ان تقوم روسيا المحشورة في اضيق زاوية، بالرد على القرار الامريكي الاحادي الجانب، الامر الذي سينعكس عندها بفوضى شاملة.





#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار : بعد انحسار الانتفاضة الشعب الفلسطيني في ارباك
- اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا
- ليطلق سراح اسير الضمير يئير حلو
- حملة بوش ضد الارهاب النظام الامريكي ينزع قناعه الديمقراطي
- بعد احداث ايلول الاسلام السياسي محل اختبار والاشتراكية بديل ...
- اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا
- دولة فلسطينية ورقة توت للسعودية


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - الصبار - امريكا تنسحب من معاهدة منع انتشار الاسلحة ....الحرب الحقيقية تبدأ الآن