المهافيف السبعه

عدلي عبد القوي العبسي

الحوار المتمدن-العدد: 6918 - 2021 / 6 / 4 - 22:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

جاء في قاموس تاج العروس ولسان العرب ان
الهَفّافُ كشَدّادٍ من الحُمُرِ : الطَّيّاشُ وفي الحَدِيثِ : أَنَّ الحَسَنَ ذَكَرَ الحَجّاجَ فقالَ : ما كانَ إلا حِماراً هَفّافاً
وهو الخفيف الشفيف
والمهفوف في لهجات اليمن الدارجه هو الانسان خفيف العقل كثير الطيش الذي لا تأمن عواقبه وردود افعاله
ويقولون فلانا به هفه اي خفه عقل
وحديثي هنا هو عن البلاء الذي تعيشه شعوب المنطقه بلاء وجود الحكام المجانين المنفلتين
بلا عقل او ضمير او وازع
الذين يتمتعون بالغباء السياسي وقله الذكاء الانساني وانعدام الفطنه
ولا يخضعون لاي منطق عقلي ولا لحسابات سياسيه واقعيه اوحكيمه
هؤلاء اذا مروا بمنعطف ازموي سياسي كبير واشتدت عليهم المخانق السياسيه من كل جانب
تجدهم يرتبكون ويعجزون عن تقدير الموقف و يغرقون في ذهنيه ونفسيه المؤامره
واذا ما سقطوا او اقترب سقوطهم او اهتز حكمهم لا يفهمون ان واقع الهزيمه ونتيجه الفشل
ياتي كمحصله طبيعيه ومنطقيه لما اقترفوه من جرائم واخطاء وتسببوا به من هزائم وفشل ذريع على كل الاصعده وما مارسوه من سياسات ظالمه بحق شعوبهم او شعوب الجوار
فيكابرون وينكرون ويقامرون
بسبب استبداد الغرور بهم وقله فطنتهم وضعف نفوسهم
ولهذا سرعان ما ينفجرون عند اول فرقيعه لتحدث بعدها القرارات السياسيه الكارثيه والطامه الكبرى !!
فيعمدون الى تفجير الوضع بطريقه شمشونيه او نيرونيه فيجلبون بهذا الخراب والكارثه لاوطانهم و للجيران ايضا
وقد خبرنا البعض منهم الذين رحلوا عنا تاركين لنا انطباع الاسف والصيت السئ وما يزال هناك غيرهم
من هم على الشاكله والدرب
وفي الغالب تجد الكثير منهم يسهل التلاعب بهم وخداعهم وتضليلهم ونفخهم من قبل بطانه السوء
واصحاب الاهواء والمصالح الضيقه والغير مشروعه من مافيات او مراكز قوى ودوائر نفوذ محليه وخارجيه

هم سطحيو الثقافه رجعيو الفكر جهله لا يفقهون شيئا لا في التاريخ او السياسه او الفكر او الاجتماع والاقتصاد
عديمو التربيه والاخلاق فاقدو الكفاءه والاهليه


وصلوا الى الحكم في ازمنه الغفله او بتدبير من دوائر استعماريه عليا ومافيات شريره وفي سياق من التأهيل والتلميع والتطبيل
لكنهم في الاساس ظاهره سياسيه يفرزها المجتمع المأزوم نفسه و يصعدون الى رأس السلطه كخدام لطبقاتهم الحاكمه المتنفذه
والبعض من هؤلاء الحكام يهرف بما لايعرف في خطبه السياسيه حين يتحدث عن خصمه الاخر
او حين يصف او يشخص واقع مجتمعه المأساوي ويغرق في سيل التبريرات الواهيه التي يسوقها للتغطيه على خيباته المتكاثره
هؤلاء الساسه يخضعون اثناء اطلاق الاحكام والاراء الى تصورات مسبقه اكتسبوها نتيجه التعبئه الايديولوجيه الخاطئه المضلله والخطاب السياسي المشحون المبرمج في دوائر الاستخبارات والامن واروقه الحكم الخفي

الكثير من هؤلاء لديه دهاء المكر والخبث وفطنه الاذى فيجيد فن التخريب والوقيعه والدسائس والتحريض و توظيف التناقضات سياسيا بين القوى والمكونات السياسيه والاجتماعيه واللعب على وتر الكراهيه ويجمع حوله اشتات البهائم والمرتزقه والانتهازيين من كل لون وصنف
واحيانا وربما كثيرا فان هؤلاء الحكام ينفذون ما يملى عليهم من فوق !! من اسيادهم الامبراطوريين !


و في السنوات الاخيره في الشارع اليمني وفي المقيل اليمني اثناء الحديث اليومي في الشئون السياسيه والاخبار اليوميه تلاحظ كثره تداول الوصف الشهير لهؤلاء الحكام بالمهافيف
ويعرفهم الشارع اليمني والعربي على انهم الحكام المجانين في منطقتنا وفي العالم الذين يقودون المنطقه بسياساتهم المجنونه والحمقاء الى الخراب والهلاك

كما قلنا تحركهم نوازعهم الخبيثه واهواءهم الفاسده في اطار من خدمه سياسات الامبرياليه والصهيونيه التي كثيرا ما تدعمهم سرا وعلانيه
هم اساسا يمثلون مصالح طبقات اجتماعيه حاكمه فاسده و مأزومة تدفع الى واجهه الحكم بامثال هذه الاراجوزات او الدمى المتحركه
نعم هم شعبويون يمينيون فاشيون عصبويون بامتياز
وحكام فاشلون فاسدون فاقدو الاهليه والرؤيه السياسيه السليمه قراراتهم هوجاء مرتبكه
مزاجيه في كثير من الاوقات
حكام مغرورون يظنون صوابيه افكارهم ومواقفهم وسياساتهم لا يصغون لاصوات العقلاء
ولا يكترثون لرأي الخبراء من كوادر ومراكز وابحاث ومثقفين ووجاهات

يتشبثون بالحكم و تجدهم مستعدين لان يضحوا بكل شئ حتى مصلحه دولهم وشعوبهم في سبيل بقاءهم على سده الحكم !!
هذا ان كانوا يحكمون اصلا وماهم في الحقيقه الا خداما وعبيدا لغيرهم وادوات سياسيه بيد قوى ولوبيهات محليه وخارجيه
تعمل في السر والعلن
هؤلاء المهافيف يمكن ان تعد الان سبعه منهم :
ترامب نتنياهو اردوجان بن سلمان بن زايد السيسي عبد ربه هادي
ومصيرهم منذ الان والى المستقبل القريب هو حتما مزبله التاريخ
وارتقب
فان غدا لناظره قريب

#عدلي_عبد_القوي_العبسي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات