المغرب الكبير، هل سيكون كبيرا؟

سعيد هادف
(Said Hadef)

الحوار المتمدن-العدد: 6915 - 2021 / 6 / 1 - 23:08
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

قبل اندلاع ثورات 2011، كتبت مقالا تحت عنوان: مناطق للسلام وأخرى للفوضى: من يصمم خارطة المستقبل المغاربي؟(رابط المقال https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=230880) اقتصرت فيه على تسليط الضوء على الفساد في الجزائر وفي المغرب مع إشارة أن سياسة مكافحة الفساد في المغرب أكثر إرادة ومنهجية من نظيرتها في الجزائر.
وبعد مضي أكثر من عقد على ذلك المقال، كان من أبرز الأحداث التي عاشتها منطقتنا المغاربية ثورة الشارع المغاربي الذي أطاح بريجيم بن علي في تونس وجماهيرية معمر القذافي في ليبيا، أما بقية البلدان المغاربية فقد انحنت للعاصفة ريثما تمر، غير أن العاصفة رفضت أن تمر، بل بقيت قيد الاشتغال وعلى أهبة الثوران كلما وجدت إلى ذلك سبيلا.
تلك الأحداث فسحت المجال للإخوان أن يمسكوا بزمام السلطة في المغرب وفي تونس، بينما في الجزائر سارعوا إلى فك ارتباطهم بالتحالف الرئاسي ظنا منهم أن بركة الثورة ستكون من نصيبهم لكن تشريعيات 2012 طردتهم بشكل سافر وأعادت الجمل بما حمل إلى الحزب العتيق.
وانهمرت تحت جسر 2011 مياه كثيرة، وبعد أن سكن الطوفان، بعض المياه شقت طريقها في اتجاه أراض فأينعت تفكيرا خصبا بعد أن أدرك أصحابها أن البقاء للإصلاح والمصالحة والسلم، وبعضها انحبس في أراض تحولت إلى مستنقعات كلما مر يوم ازدادت تعفنا.
مغربنا الكبير، كبير بمساحته الجغرافية وبثرواته، وهو كبير في الأزمات والخلافات والتخلف والبؤس الاقتصادي والسياسي. مغربنا كبير الجثة ولكنه صغير في تدبير شؤونه وقضاياه، قصير البصر وصغير البصيرة.
لم تنجب السياسات التي تعاقبت على تدبيره سوى في إنجاب قطعان من الكسلاء واللامبالين، ونخب غير قابلة للنضوج. فهل ما عشناه من محن سيضخ فينا بعض التبصر؟
فهل ستنجح المصالحة في ليبيا وتشق طريقها إلى مستقبل أفضل؟ وهل سيسفر الصراع السياسي في تونس عن مرحلة أكثر تماسكا وتبصرا؟ وهل ثمة منعطف يعثر فيه الحراك الجزائري على دولته المنشودة، وترضى فيه الدولة على حراكها المبارك؟ وهل ثمة نفس مغربي جديد للمضي في التغيير بعد كل هذه التحولات التي عرفها المغرب منذ رحيل الحسن الثاني؟ وهل ثمة نخبة موريتانية استخلصت الدروس وراكمت من التجارب ما يسمح لها بتدبير شؤونها بشكل عقلاني؟

#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات