أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - طريق الهاوية -17-














المزيد.....

طريق الهاوية -17-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6912 - 2021 / 5 / 29 - 09:22
المحور: الادب والفن
    


لقد قطعنا السّياج دون أن يتعرّض لنا أحد ، لكن لا يبدو أن الأمر على مايرام . لا أعرف إن كنت أحلم . يبدو أننا تسرعنا في اتخاذ القرار . يبدو المكان موحشاً ، وذلك الضباب الذي يغلّف الجبل يمنعنا من رؤية الشمس . لا أستطيع مجرّد التفكير أننا سوف نجتاز ذلك الجبل . أفكّر أنّني قد أسقط بعد وصولي إلى السّفح ، لا مجال للتراجع، لا يمكننا العودة . لم أكن أعرف معنى المغامرة . لو نجونا سوف تكون مغامرة تستحق ، فليس صعود الجبل هو المهم ، النزول إلى السّهل أصعب .كم يوماً سوف نستغرق حتى نصل إلى وجهتنا ؟
-لن نستطيع تسلّق الجبل اليوم . علينا أن نأكل، نأخذ بعض الطعام معنا كي لا نموت لو لم نتمكن من النزول . ابق هنا قرب هذه المغارة ، سوف أبحث عن بشر ، أطلب منهم الطّعام ، ثم آتي، اليوم ننام في المغارة، وغداً نبدأ مسيرتنا .
-سوف آتي معك. أخشى من الضّياع ، لو ضعت لأكلتني الوحوش ، لا تتركني يا فارس . نعيش معاً، ونموت معاً .
-لن نموت . نحن في طريقنا إلى الحياة
سوف يصبح اليوم من الذكريات
في غد سوف نتمتّع بالصّباح
نعود إلى الجبل نخبره أننا سعداء
دعينا نشعر بمتعة المغامرة
المغامرة تحييني
تعطيني الأمل
تشدّني إلى المستقبل
لم نغامر يوماً
أتت فرصتنا اليوم
أشمّ رائحة خبز طازج . دعنا نتعقب الرّائحة . انظر ! يوجد بيوت متناثرة غير ظاهرة . لو أعجبنا المكان سوف نعيش فيه ، لا داعي لتسلّق الجبل .
سوف نقرع جرس هذا الباب .
إنها عجوز وحيدة تصنع الخبز . رحبت بنا ، لكنّنا لم نفهم ما قالت . قدمت لنا الخبز الطازج مع الزبدة و المربى . ما أكرمها !
أشارت إلينا أن نتبعها ، أخذت بعض الخبز معها ، و وزعتهم على ثلاثة كلاب ، قالت أنها تعوّدت أن تخبز كلّ يوم من أجل أولادها ، لكنهم رحلوا إلى المدينة ، وهي لا تستطيع أن تفهم أنّهم قد لا يعودون . هكذا فهمنا .
إنها لغة الإشارة التي يمكننا أن نتبادل بها الحديث . دعتنا للبقاء لديها ليلة، أعطنا ثاباً دافئة، صنعت لنا القهوة ، وفي المساء أقامت حفلة غناء. قالت أنّها كانت مطربة ، و لا زالت تجيد العزف و الغناء . يبدو أن أغنيتها عن الوجد و الفراق ، وقفت على مسرح صغير بعد أن لبست لباس الاحتفال، غنّت إلى حدّ البكاء .
إنه الألم . ألم الإنسان
لا حياة دون أحاسيس
و لا حبّ دون بكاء
كنا معاً حبيبين في يوم مضى
أصبح الحبّ ذكرى بعد الفراق
هكذا ترجم لي فارس الأغنية دون أن يفهم ما قالته السّيدة. غناها بلغتنا ، وعلى نغمات سيدة عجوز . في اليوم التالي اعتذرنا من السيدة وذهبنا إلى المغارة .


. . .
عشنا معاً لسنوات في غرفة واحدة ، كنا نشكو الزمان ، لا نفكّر في الحبّ . هنا في هذا الفضاء ، عندما نلتصق ببعضنا كي ندفأ ريثما يحلّ الصباح . أشعر أنّني في أحسن حالاتي . أعتقد أنّه الحبّ يهاجمني ، يرغب في علاج أوجاعي . كم أنت رائعة يا نوال ! في داخلك شعاع من حياة . قدمت لجوءاً إليك فقبلتني برحابة صدر . ما رأيك أن نرتبط بما يسمى زواجاً ،شريطة أن يكون أبدياً ؟
وقعت في حبّك الآن ، أرغب أن نكون معاً إلى الأبد .
-ماذا تقول ؟ أكبرك بعشرين عام . لقد وقعت في حبّك ومنعت نفسي من البوح، ثم كبتّ رغبتي ، فلا زال بإمكانك أن تجد فرصة زواج أفضل . أمامك متّسع من الوقت .
-هذه هي الفرصة الأفضل . أن يتحد قلبانا الآن .
-ومن أين نأتي بشاهدين هنا في هذه المغارة ، ومن سوف يكتب عقد الزواج ؟ هل يمكن أن نزني ؟
-أضحكتني ! اعتقدت أنّك لا تؤمنين بتلك الأشياء ، ليس لأنّ الارتباط لا قيمة له. بل لأن له قيمة تفوق الشكليات . هل صدّقت أن الزواج لا يصح إلا بطريقتهم ؟
طالما فكرت في الإنسان البدائي ، فقد كان هو صاحب القرار . البارحة رأيت طيرين اختارا بعضهما البعض دون شهود .
-في الحقيقة لم أقتنع يوماً بكلّ الأشياء التي نمارسها جميعاً ، لكنّني تربيّت عليها ، وربما أشعر بالذنب لو خالفتها لأنّها متأصّلة فينا ، لكن يمكننا أن نعتبر أنفسنا كإنسان بدائي يختار مصيره، فلا غيرنا حتى الآن في المغارة .
سوف نحفر اسمينا على جدران المغارة
على سفح الجبل
على القمة
تحت شعاع الشّمس
حبنا سوف يكون أبدياً
عندما نتسلّق الجبل ، ونصل إلى المجهول -أعني المكان الذي سوف يضمنا – سوف أغيّر تاريخ ميلادي ، و اسمي ، وبعض معتقداتي.
- أما أنا فسوف أعود إلى الشباب الأول . سوف أعود إلى سذاجتي، أحبّك بطريقتي ، يكون حماسي للحياة حقيقياً ، لكنه بنفس طريقتي.
سوف نجمع الورود معاً
نوزّعها على الدّروب
سوف نركض
نغني ، نبكي
نضحك
نتخاصم
نتصالح
أضمّك بكلّ قوتي
سوف نعيش معاً إلى الأبد
الأبد ليس بعيداً
هو على بعد خطوة
وأنت قربه حبيبتي



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق الهاوية -16-
- لا تنتهي الدكتاتورية بموت الدكتاتور
- طريق الهاوية -15-
- طريق الهاوية -14-
- النّبش في الذّاكرة
- طريق الهاوية -13-
- طريق الهاوية -12-
- قصة عن العبودية
- طريق الهاوية -11-
- انتصار الفكر الداعشي في المحرّر
- طريق الهاوية -10*
- الصحفي مهدد بالقتل في عقر داره
- طريق الهاوية -9-
- لحظات ضعفي ، ولحظات قوّتي
- عزيزتي الأم
- الاندماج
- 80 دولة حول العالم تحتفل بالأول من أيار
- الحركات النسوية العربية، ومي تو
- طريق الهاوية- 8-
- الثّرثرة


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - طريق الهاوية -17-