مرتضى العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6910 - 2021 / 5 / 27 - 15:36
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
يمثل انتخاب أعضاء الجمعية التأسيسية في تشيلي انتصارا تاريخيا للشعب عامة وللنساء والشباب خاصة، وهم من تجند للقطع مع دستور بينوشيه الفاشي والموغل في الرجعية. ففي 15 و 16 ماي الجاري، أجريت في تشيلي انتخابات لاختيار أعضاء المجلس الذي سيسهر على صياغة الدستور الجديد للبلاد ، بالإضافة إلى ممثلي الـ 345 بلدية ومحافظة.
وتميّزت هذه الانتخابات بمشاركة كبيرة للنساء والشباب وقادة القطاعات الشعبية والتقدمية واليسارية، الذين حصلوا على أصوات كبيرة. إن الحكومة الحالية واليمين عموما، المدافعين بأي ثمن عن دستور بينوشيه و عن الوضع القائم، قد هُزِموا شرّ هزيمة بفضل نضال الشعب من أجل التغيير. ففي أكتوبر 2019 ، نزل الطلاب والنساء والمعلمون والنقابات، إلى الشوارع احتجاجا على الظروف المعيشية المادية الصعبة الناجمة عن التدابير الاقتصادية التي اتخذتها حكومة سيباستيان بينيرا. وقد تمت مواجهة الحراك الشعبي بالقمع الدموي حيث خلف أكثر من عشرين قتيلاً ومئات المعوقين وآلاف السجناء. وقد رفع المتظاهرون عديد المطالب لعلّ أبرزها إلغاء الدستور الذي تمت صياغته في عام 1980 إبان دكتاتورية أوغستو بينوشيه، والذي تم الحفاظ عليه من الحكومات المتعاقبة بما فيها حكومات "الوفاق". وهو ما يفسّر الصفعة التي تلقاها هذا الحزب الذي حكم في ظل هذه الظروف السياسية دون إجراء أي من التغييرات الجوهرية التي كان وعد بها ناخبيه.
وبالمثل، فإن النضال الدائم للشعوب الأصلية دفاعا عن أراضيها، ضد عمليات المصادرة غير القانونية لفائدة شركات استغلال الغابات والمناجم ، ومن أجل الاعتراف بثقافتها وتراثها، أدى إلى تخصيص 17 مقعدًا للشعوب الأصلية. كان التصويت في الغالب لصالح القيادات النسائية، مثل فرنسيسكا لينكونو، وهي امرأة من "مابوتشي" تم القبض عليها وحوكمت كإرهابية ثم تم إعلان براءتها، وقد حصلت على أكبر عدد من الأصوات في دائرتها الانتخابية. وتعكس نتائج انتخابات الشعوب الأصلية إرث أكثر من مائتي عام من النضال من أجل احترام أراضيهم وثقافتهم. وهو ما ينبئ أن الدستور الجديد سينصّص على أن تشيلي دولة متعددة القوميات.
ففي هذا البلد حيث التصويت اختياريًا لمواطنيه وليس إجباريا، وعلى الرغم من الإجراءات التقييدية المفروضة للحد من انتشار جائحة كوفيد -19 ، يمكن القول إن شعب تشيلي أولى أهمية كبيرة للعملية الانتخابية إذ شارك 43 في المائة من الناخبين المسجلين في التصويت، بمشاركة كبيرة من الشباب والنساء والعمال.
لقد قدمت النساء والعمال والشباب في تشيلي للعالم درسًا في الكرامة.
#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟