أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد الحاج - اذا اردت فهم الانتخابات فعليك بخلاصة تجارب ركوب الكيات والكوسترات !















المزيد.....

اذا اردت فهم الانتخابات فعليك بخلاصة تجارب ركوب الكيات والكوسترات !


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6909 - 2021 / 5 / 25 - 18:12
المحور: كتابات ساخرة
    


هناك ظاهرة في العراق لا أدري ان كانت موجودة في بقية الدول العربية أم لا ، خلاصتها ان " يصيح سائق الكوستر أو الكيا ، في كل رحلة الى وجهته ذهابا وايابا وعلى مدار الساعة يوميا ( عيني منو ما دافع الكروة - الأجرة -؟!) هنا كل واحد من الركاب سيساوره الشك بمن يجلس الى جانبه ، فيبادر السائق بعد ان يصيبه اليأس التام من الحصول على الاجرة جريا على العادة وكما في كل مرة ، قائلا " عمي اي واحد ما عنده كروه خل يكول وعلى حسابي ..بس عيب يغلس!" .
في هذه اللحظة وبعد فترة من الصمت ووالجوم ينبري احد الركاب - 99% هو الشخص الذي لم يدفع الحساب -قائلا بحدة " ياجماعة تره والله العظيم عيب هذي التصرفات وحرام عليكم ..يعني الرجال من الفجر وصياح الديك طالع على رزقه ورزق عياله وتالي ما تالي ما تنطوه كروه ..لك ما تشوفون رب العالمين شيدسوي بينه ..حيل وابو زايد ...نازل عيني نازل !!!".
هذا الكلاوجي الذي اثار الفتنة والشكوك وسوء الظن وشحن الاجواء - وخمط الكروه - يشبه الى حد بعيد بعض الساسة العراقيين حاليا حيث يسرق احدهم مؤسسة بأكملها ثم يظهر على الشاشات ليتحدث عن النزاهة والشفافية ودور الانتخابات المقبلة في اعمار البلاد وازدهارها ورخائها قائلا " تره والله العظيم عيب النهب والسلب وسرقة المال العام والمحاصصة ، يعني الى متى نظل هالشكل ..دشوفوا العالم وين وصل ؟! لابد من محاسبة الفاسدين والمفسدين وكشف ملفات الفساد واحالة المقصرين الى القضاء وبأسرع وقت ممكن ..!!
لك هو انت وامثالك موجودين بالعراق وفي العملية السياسية وتريد يصير اعمار واصلاح وتغيير بهذا البلد ..لك تذكر كم كروة خمطت بحياتك في حقبة العربانات وووما قبل عصر الجكسارات ؟!

من مدارس الكوسترات ودورات الكيات ومعاهد الكراجات !
اقول وبناء على الدروس المستلهمة من يوميات الكراجات والمستقاة من عالم الكوسترات ونظرا لتطابق الواقع السياسي الحالك مع كراجي النهضة والعلاوي واشباههما ونظائرهما في كثير من الجوانب فأنصح كل من اراد ان يتلقى دروسا مجانية في الحياة وكل من رغب بالخوض في المفارقات والتناقضات المجتمعية والسياسية في العراق ولو كان غنيا ومترفا ولديه سيارة حديثة آخر موديل ،أن يخصص يوما واحدا في الشهر على الاقل للتنقل بواسطة الكوسترات والكيات والباصات الى اي مكان يريده في العراق ، هنا سيكتشف العجب العجاب ،هنا سيفهم لماذا لايحكمنا الا من يلعنوننا ونلعنهم ،من يشتموننا ونشتمهم ، من يعرضون بنا ونعرض بهم ، من يخدعوننا ونخدعهم ، على مدار عقود طويلة !
شخصيا أنا مواظب على هذه التجربة الثرية ومنذ زمن ليس بالقصير لاسيما حين ارغب بكتابة مقال ولاتسعفني الهمة فضلا عن الذاكرة لكتابته،اذ ان انتقالة واحدة فحسب من والى اي مكان بكوستر او كيا تكفي لكتابة عدة مقالات مستلهمة من الواقع المعاش ، وكلما كان ركوبك مبكرا قبل بقية الركاب فإن حجم الدروس المجانية التي ستتلقاها عن قرب وبخلاف التعليم عن بعد ستكون ثرية جدا ..وكلما كان ركوبك اكثر كانت معارفك اكبر ..صدقوني ..انا لا امزح !
لاسيما حين تذهب الى اي كراج عام أو مرآب للنقل وتفاجأ بصراع السواق اليومي الساخن الى حد تبادل السب والشتائم والقذف والطعن بالاعراض والتشهير و- الدرنفيسات - اضافة الى - البوكسات - مع بعضهم بعضا املا بالحصول على الركاب قبل الاخرين ، وهؤلاء يشبهون الى حد بعيد معظم الاحزاب والكتل والتيارات السياسية - الطك عطية - في العراق حيث المنافسة المحمومة وغير الشريفة بينهم للحصول على الامتيازات وعلى اصوات الناخبين تمهيدا للفوز والظفر بالمناصب التي يسيل لها اللعاب ومن ثم " اغلاق الهواتف وتبديل الارقام وسد الابواب نهائيا لحين موعد الانتخابات المقبلة حيث يتم فتحها مجددا لاستقبال جحافل وشكاوى المواطنين ....لعلهم يخدعونهم ثانية ليعيدوا انتخاب الموما اليه ...وسينتخبونه بوجود المحرض الطائفي التعيس ، والمحرض المكوناتي الاتعس !!" .
لاسيما حين تسمع راكبا صعد للتو الى الكوستر المتوقف منذ نصف ساعة في مكانه ولم يبرحه بعد واذا به يقول وفور صعوده"يله يمعود ..تره حيل تأخرنا..يمعود ماكو بعد ركاب !"،وهذا يشبه السياسي الذي وبمجرد ان يتم صرف علاوته، مكافأته ،راتبه ، مخصصاته ، حتى يصدم كل جمهوره - الذي يعلق صوره في كل مكان ..هذا اللي يكتلك - من العاطلين والفقراء والبائسين والمحرومين والمتقاعدين بالقول واذا ما تأخرت رواتب الرعاية الاجتماعية او رواتب المتقاعدين او حتى رواتب الموظفين قائلا "يله يمعودين شعدكم مستعجلين ..تره محد يموت من الجوع ..مو زين دننطيكم راتب !".
لاسيما حين يصيح سائق الكيا بأعلى صوته "بياع بياع بياع ...دورة دورة دورة .." واذا بشخص يقف الى جواره يبادر السائق سائلا اياه بكل هدوء " بيااااع ؟ ..دووورة ؟" الاعجب ان السائق لايقول له " شنو جنابك ما تسمع زين ؟!" لا وانما يجيبه بكل ممنونية " اي بياع ..نعم دورة ..بس اصعد " ..الادهى من ذلك ان الراكب وبعد السؤال الملح عن وجهة المركبة ، وسماعه جليا صوت السائق الاجش وهو يحدد وجهته بدقة ، وبمجرد ان يجلس على مقعده يسأل الشخص الى جواره " كلي هاي للبياع ..للدورة ...مووو ؟!" هذا الراكب يشبه الناخب الذي تنصحه بأعلى صوت ممكن بالقول "لاتنتخب الفاسد ، لاتنتخب الطائفي ،لاتنتخب المفسد ، لاتنتخب مزدوج الولاء والتبعية والجنسية لأنه سيحول حياتك الى جحيم ، لأنه راح يطيح خظك وحظ اهلك وناسك "واذا به يوم الانتخابات يسأل " شتنصحوني ..المن انتخب ؟!" .
لاسيما حين يبدأ السائق وبعد انطلاق المركبة لوجود مقاعد شاغرة بالتوقف هنيهة نهاية كل شارع فرعي وعند مقتربات الطرق مناديا "صليخ ..شعب..كرادة خارج ..باب الشرقي ..ساحة النصر ...الخ "فينبري احد الركاب بعصبية"يمعود تره مستعجلين ...افففف ..يمعود لو ندري هيج كان ما صعدنا وياك ..اوووووف...يمعود تره افففف "محرضا بتذمره المتواصل هذا كل الركاب ، فيرد عليه السائق كالمعتاد "عمي اذا مستعجل اخذ تاكسي !!" اما عن هذا الراكب فيشبه السياسي الذي يثير مشاعر المواطنين ويحرضهم على الدوام لا حبا بهم - مو عيب - وانما للضغط على بقية الاحزاب والتيارات والكتل السياسية المناوئة ليمنحونه الصفقة او المنصب الذي يريده مقابل سكوته وصمته المطبق ..اما عن سائق هذه العجلة في رده وتصرفه فيشبه السياسي الذي يقلب ظهر المجن لناخبيه وجمهوره بمجرد فوزه بالمنصب قائلا لكل من يعاتبه منهم " عمي ما يعجبك ..طخ راسك بالحايط ".
لاسيما حين يصعد راكب - يدور تبريد - وهو في بيته ومنطقته ومحلته ومدينته يعاني من انقطاع الكهرباء الوطنية واللاوطنية والمولدة الشخصية قائلا " اشو ما مشغل التبريد تره متنه من الحر ؟"هنا تقفز امراة كهلة قائلة " اي والله ..يمعودين خل ننزل !!" هذا مثل الناخب الذي يريد من ممثله حصرا ان يوفر له ما لم تستطع كل الحكومات السابقة واللاحقة توفيرها له .
لاسيما حين يجلس شخص في المقعد الوسطي معترضا طريق بقية الركاب الى الخلف غير مبال بهم ، رافضا تغيير مقعده او افساح المجال للاخرين لحين - اهانته ونهره من قبل السائق طويل اللسان وبأقذع العبارات والالفاظ !هذا يشبه السياسي الذي يقف حجر عثرة في طريق الشرفاء ممن ينوون الترشح فتراه وهو يعيق صعودهم لغرض الاصلاح ، في ذات الوقت الذي يرفض اصلاح نفسه والعملية السياسية !
لاسيما حين يتخير بعض الركاب العملات النقدية الورقية الممزقة حصرا لدفعها الى السائق ..وعندما يسأل السائق عن - صاحب الالف او الخمسمائة دينار الممزقة كليا وكأنها خرجت للتو من عملية جراحية معقدة - فإن احدا لن ينبس ببنت شفة ولن يعترف بعائديتها له ...ومن سيقول منهم " ياجماعة تره عيب ..هي شنو قيمتها ؟" فأعلم وبنسبة 90 % ان هذا المخلوق هو صاحب العملة الممزقة ويريد ان يدير الكاميرا الى غيره ..اما عن هذا فيشبه الناخب الذي يتخير ويصوت ويضع اسم كل متردية ونطيحة من السياسيين وعندما تسأل عن الذي انتخب هذا الفاسد وذاك المفسد في الارض ..فالكل يسكت ولايجيب ليوهم البقية بانه غير معني بإنتخاب الفاسدين وبالتالي فهو في حل من فسادهم الذي ازكمت رائحته الانوف !!
لاسيما حين يستغل السائق قلة الخطوط الناقلة الى منطقة ما ربما لبعد المسافة او لشدة الزحام او لوجود عوائق ومطبات ما في الطريق اليها فيطالب بضعف الاجرة - ولكن ليس عند خط الشروع ليضمن عدم نزول اي من الركاب ..ولكن وبعد ان تتحرك السيارة لمسافة لابأس بها بعيدا عن الكراج بما لايشجع على النزول من العجلة لركوب اخرى ويضطره لدفع الاجرة ضعفا بدلا من النزول ..هنا سيعترض بعض الركاب قائلين " ليش ما كلتنا من الاول حتى ما نصعد ؟ " فيجيب عليهم ركاب اخرون طوعا " عمي هي شنو قيمتها ..هي الف دينار؟"هذان الصنفان يمثلان عموم المجتمع - المعارض للعملية السياسية والمنافق لاحزابها ، المجامل لشخوصها ، المنتفع من كتلها -،هنا سيظهر راكب مذبذب ، تراه تارة وهو يقف مع الصنف الاول ،وأخرى مع الصنف الثاني وهذا يشبه الناخب المذبذب الذي يعاني صراعا نفسيا عميقا فتراه حائرا بين"السياسي الذي يمثل طائفته ومذهبه وقوميته ويضحك عليه ويسرقه بإسمها كلها،و بين النزيه الشريف إن وجد الا انه من غير طائفته ومذهبه وقوميته ..هو حائر ايهما ينتخب الذي من طائفته ليرضي غروره وسادته وكبراءه برغم كم - الكفحات - التي سيتلقاها طيلة الاربع سنين (السخف..قراطية ) ، ام ينتخب خصومه لتتحسن بعض ولا اقول جل اوضاعه المادية والنفسية فيغضب بذلك طائفته ومكونه ؟!
عن برلمان الكيا ومجلس محافظة الكوستر ..حديث آخر ان كان في العمر بقية .اودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الانتفاضة الفلسطينية المباركة الثالثة أروع من سابقاتها ...
- تشكيلي جزائري يقاوم بريشته ولوحاته نصرة للاقصى والقضية الفلس ...
- العراق خارج تصنيفات الصحة والتربية والتعليم بعصر الظلمات وال ...
- لاتكن كصاحب البراد ولا الكيزر !!
- الاردن واردوغان ..انقلابات الامراء والعسكر على الملك والسلطا ...
- مهزلة الطغيان عبر التأريخ = استحمار + استدمار + طغاة واستهتا ...
- الداعية العربي قبل ضياع الخارطة وفقدان البوصلة والانحراف عن ...
- -حوادث مصر العجيبة - لا علاقة لها ب - لعنة الفراعنة -المريبة ...
- عصور الاستدماتور والاستحماتور والترمنايتور بحاجة الى -نينا خ ...
- ماذا تعرف عن موائد وطوابير وهدايا ورضاعات العبيد في عصر الحف ...
- السادة العبيد ..والعبيد السادة ..والعبيد العبيد !!
- معذرة من القلب لمملكة الحشرات وأخص ال-مغزل دادا والفراشات-!!
- المطلوب حملة”ابن أم مكتوم” لطباعة المصحف الشريف بلغة برايل و ...
- حدثونا عن التعايش بين الأديان وذروا الديانة ال-وهمية-المسماة ...
- المطلوب الاصلاح لأجل الصلاح لا لأجل الكرسي !
- نصيحة أخوية من القلب ... لاتكن في السياسة ملكيا أكثر من المل ...
- عار على الامة ايقاف عجلة الاصلاح كليا بإنتظار المخلصين - الش ...
- مفارقات -بالونية - في الحقبة الكوكو...رونية !!
- #أسعِد_تُسعَد (1)
- مهازل لاتحدث الا في حقبة -حيص بيص -العراق ...!!


المزيد.....




- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟
- 77 دار نشر ونحو 600 ضيف في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب
- رحيل الممثلة الأمريكية شانين دوهيرتي بعد معركة مع مرض السرطا ...
- مبروك مقدما.. خطوات الاستعلام عن نتائج الثانوية العامة اليمن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد الحاج - اذا اردت فهم الانتخابات فعليك بخلاصة تجارب ركوب الكيات والكوسترات !