أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - في المجموعة الشعرية -كأني حدائق بابل- للشاعرة فاتن مصاروة














المزيد.....

في المجموعة الشعرية -كأني حدائق بابل- للشاعرة فاتن مصاروة


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6908 - 2021 / 5 / 24 - 11:17
المحور: الادب والفن
    


بقلم: شاكر فريد حسن
وصلني من الصديقة الشاعرة فاتن مصاروة، مجموعتها الشعرية الثالثة الموسومة "كأني حدائق بابل"، الصادرة حديثًا عن دار الرعاة في رام اللـه، وجسور الثقافية في عمان. وقد قرأتها من الغلاف إلى الغلاف، ووجدت فيها الكثير من المتعة، ومن الكلام البليغ الجميل، الذي لا يصدر إلا عن روح مرهفة، وشاعرية حساسة، وموهبة ملهمة.
تقع المجموعة في 136 من الحجم المتوسط، وقدم لها الناقد الفلسطيني خالد عرار، وجاء في الاهداء :"إلى ميسلون.. أيا زعرورة الوادي/ سأنشد وهج أغنيتي على خصلات حرفك/ فكوني بوحي الباقي/ لأطبع قبلتي/ في حنّاء وردك"، وتحتوي على نصوص تتراوح بين الشعر والنثر، ما بين قصيرة وطويلة، وتدور حول موضوعات شتى، تغني وتحاكي الوطن والأرض والأحزان والأوجاع وغربة الإنسان الفلسطيني، وتستحضر فيها الأمكنة التي شكلت جزءًا كبيرًا من حياتها، ومن الوجدان والتراجيديا الفلسطينية، فضلًا عن قضايا إنسانية ووجدانية متنوعة.
تقتاد فاتن مصاروة في مجموعتها القارئ والمتلقي لينطلق من القهر والوجع والعذاب اليومي والضيق والحصار والموت إلى الحياة والمقاومة والصمود والتشبث بكل حبة تراب من أرض الوطن المقدس، ولا تتوانى عن الزج به في فضاءات التغريبة الفلسطينية والفاجعة العربية على وجه الخصوص، وصولًا لعودة الطيور المهاجرة.
قصائد المجموعة رقيقة حالمة، وومضات ذكرى، ومحطات وقوف مع الذات الفلسطينية الحقيقية، زاخرة بالصور والخيالات والتشبيهات، وتنبع من أحاسيس مختلفة ومتضاربة وجدل مع الذات، حافظت فيها على أسلوبها الذي انتهجته منذ دخولها محراب الشعر وعالم الإبداع في الوضوح والجمالية الفنية واضفاء الجرس والايقاع الموسيقي، مستخدمة لغة حداثية رشيقة، جذابة، والدفقة الشعورية بما تمتزج به من معنى، جاءت متماسكة من حيث الصياغة والسبك، متقنة الفرز والتصفيف، فلا حشو في التركيب، ولا ثغرات في النص، وهو ما تطلبه البنية الذاتية لقصيدة النثر.
وما يلفت النظر في قصائد المجموعة، صدق الإحساس والرقة المتمازجة مع العاطفة الشفافة والروح الدافئة، والايحائية، وكثافة العبارة، وسعة الخيال، محلقة عبر مشاعرها بأجنحة خيالاتها إلى فضاء الدهشة، الفضاء الذي ترسمه بأحلامها ومكنونات روحها وقلبها وحروفها الأنيقة وإلهامها الشاعري، وتنجح في توظيف طاقاتها الإبداعية للتعبير عن خلجات نفسها الهائمة بعشق الوطن الفلسطيني الذبيح والجريح، فتقول:
وأظن يا قلبي المُطلَ على البلادِ
على النَّوافذِ
شاهقًا
مُتأنِّقَا
مُتموسِقًا
سَتَرى
بأنَّ جَوارِحي قد تَحمِلُ الآنَ اغتِرابي قُبلةً
أو غَيمةً
لِتُلملمَ الوطنَ الجَريحَ قرنفلًا
أرويه فيكَ صدى
فَقُم
قُم عاشِقًا
طر عاشقًا
سبِّح بصوتِ بلادِكَ الأشهى
...لِتبقى للبلادِ مَنازلًا فِيَّ
..انتصارًا للبلادِ
فَيا سفرُ
اتلُ القلوبَ بِصوتكَ الأشهى
لِيكتملَ الوطن


فاتن مصاروة ترتوي بماء المجاز والاستعارة والخيال الجموح، وتنصاع لعوالم التخييل، ونوستالجيا الذات الفلسطينية، وأثبتت قدرتها الفائقة على التقاط اللحظة الراهنة، وتشييد عوالم شعرية بهية، وهي تطل من أعلى شرفة الحزن، وتجعل من صوتها متفردًا بعمق الرؤيا وجسارة استشراق آفاق واعدة، من خلال الانخراط في قضايا الوطن والحرية، ومسائل العصر والواقع واسئلته الحارقة في تعالقاتها الممكنة مع المتخيل والذائقة الشعرية، وتشكيل بنية عميقة قابلة للقراءة والانشاد والتأويل. ويجد القارئ صدى لذائقته وإحساسه الوطني وفكره وموسوعته في هذه الإضمامة الشعرية الوارفة.
ولا يسعني في النهاية إلا أن أتمنى للصديقة الشاعرة فاتن مصاروة ديمومة الإبداع، وأن تكون دائمًا ودائمًا متجددة ومجددة بموضوعاتها وصورها الفنية والجمالية، تقدم رؤية منفتحة على الدلالات وتطرح اشكالات وجودية كبيرة وعميقة، مع خالص التحيات.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب الفلسطيني والهبة الأخيرة..!
- الحرب على غزة ..!
- يخافون الثقافة ويغتالون الكلمة
- غزة النازفة
- إضراب غير مسبوق..!!
- أمريكا هي الطاعون
- رسالة غضب
- صدور عدد أيار من مجلة -الإصلاح- الأدبية- الفكرية
- العدوان على غزة لم يحقق هدفه..!!
- بأي حال عُدتَ يا عيد؟!
- صوت العقل
- الشاعرة د. روز اليوسف شعبان تشدو لزهرة المدائن
- حالنا الثقافي بين الأمس واليوم ..!!
- الشيخ جراح معركة بقاء ووجود
- -حروف ومرافئ- مجموعة شعرية لنرمين ممدوح سعيد
- الشاعر إبراهيم حجازي يرثي ابنته
- يافا
- -مِفتاحُ جَدَّتي- عمل قصصي جديد للأطفال للكاتبة د. روز اليوس ...
- صدور المجموعة القصصية -وشاية الرحيل- للكاتبة الفلسطينية المق ...
- -كأنّي حدائق بابل- إصدار جديد للشاعرة فاتن مصاروة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - في المجموعة الشعرية -كأني حدائق بابل- للشاعرة فاتن مصاروة