أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - لا شيوعية و لا ماركسية بدون الديمقراطية الحقيقية 5-5















المزيد.....


لا شيوعية و لا ماركسية بدون الديمقراطية الحقيقية 5-5


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 6907 - 2021 / 5 / 23 - 15:21
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


العلاقة الجدلية اللازبة بين الحرية و الديمقراطي في الفكر الشيوعي
أعود الآن مرة أخرى إلى المقولتين البرجوازيتين للدكتور توما حميد المحترم . تنص مقولته الكارثية الأولى على :
"ليس للديمقراطية مكان في منظومتنا الشيوعية ."
فيماً تؤكد مقولته الثانية ما يلي :
"أؤكد على ما سبق حول ان الشيوعية تعني الحرية بالمعنى الكامل للكلمة. "
و هاتان المقولتان تثبتان على نحو قاطع أن كلاً من حشعع و حشعا هما حزبان برجوازيان معاديان للمصالح الصميمية للطبقة العاملة في بناء و ممارسة أساليب الديمقراطية البروليتارية و التي بدونها يستحيل قيام أي حركة عمالية حقيقية . لماذا ؟ لأن الحرية (وعي الضرورة من طرف الفرد و المجموعة) و الديمقراطية (حكم الأكثرية في المجموعة) مفهومين متلازمين لا يمكن الفصل بينهما عملياً قط لكون حرية الإرادة لا تعني شيئًا آخر سوى القدرة على اتخاذ القرارات الديمقراطية بشرط المعرفة الكافية بالموضوع . الشيوعية الماركسية تقول أنه لا ديمقراطية حقيقية بدون الحرية الحقيقية و العكس صحيح لأن كلاً منهما يتطلب الآخر : وظيفة الديمقراطية هي دسترة الحريات بمنحها لكل المواطنين بدون استثناء ، و وظيفة الحرية هي أن يساهم كل مواطن في كتابة الدستور الذي يخدم الشعب كله . الحرية الحقيقية و الديمقراطية الحقيقية هما بالضبط شكل و محتوى الحرية و الديمقراطية الماركسية .
و التطبيق العملي الخلاق لهذا القانون داخل صفوف الحزب الشيوعي يعني اعطاء الحق لكل واحد من اعضاء الحزب بالمساهمة الواعية و الفعالة في كتابة و تعديل نظامه الداخلي و رسم خطه السياسي العام و المحلي في الزمكان و تنفيذه . و لكن الحرية في الاحزاب الشيوعية لا تتحقق قط خارج منظمات الحزب نفسها ، و انما داخلها بالضبط . لماذا ؟ لكون الحرية تفقد معناها الحقيقي ما لم تشتغل ضمن صفوف كل منظمات الحزب التي يجب عليها تطوير كل القابليات الفردية لكوادرها كافة بحيث يكونوا قادرين على وعي الضرورات المؤدية لاتخاذ القرارات الحزبية الصحيحة في الزمكان . و في كل مرة يتم فيها اتخاذ أي قرار ديمقراطياُ دون وعي ضروراته الاقتصاجتماسية الفاعلة فإن هاتيك القرارات ستكون عمياء و ستقود حتماً للهاوية لأن الماركسية توضح على نحو ساطع بأن الحرية إنما هي بالضبط المقدرة على رؤية الضرورة لكون "الضرورة هي عمياء فقط بقدر ما هي غير مفهومة " مثلما سبق و أن بيَّن هيجل و ماركس و انجلز و لينين ... و أبناء جيلنا من الشيوعيين يدركون الآن تماماً العقابيل الكارثية الرهيبة على مصير العراق كله شعباً و أرضاً لعدم إدراك ضرورة استلام حشع للحكم في العراق عام 1959 .. أو وجوب عدم تحالفه مع البعث عام 1973 ... مثلاً . و وعي الضرورة تلزمه الكفاية النضالية العمالية (proletarian competence) على تحليل الواقع و استشراف إتجاهاته و وعي إمكاناته الذاتية و الموضوعية في ضوء المصالح الأعلى للطبقة العاملة ، و هذا لا يتم إلا عبر الانغماس اليومي المتواصل و المتنامي فكراً و ممارسة ديمقراطية لكل الكوادر الحزبية العاملة . لا حرية بدون ديمقراطية و لا ديمقراطية بدون حرية . الحرية هي في نفس الوقت : حق و مقدرة . و الديمقراطية هي في نفس الوقت حق الاغلبية ذات الكفاية النضالية (المَقدِرة فكراً و ممارسة) الضرورية .
و لوعي الضرورة اللازم لكل حرية شقان : توفر الشرط الضروري أولاً و معه أيضاً وجوب أن يكون هذا الشرط كافياً في نفس الزمكان . فمثلاً ، إن ضرورة التحالف السياسي وحدها لا توفر سبباً كافياً لحصول التحالف بل يجب التثبت مقدما من توفر ايضاً تلك المجموعة الكافية من الشروط التي من شأنها أن تنتج تحالفاً سياسياً ناجعاً قادراً على تحقيق أهدافه المرسومة أو المطلوبة في ضوء التوازن السياسي القائم . و من أسوأ المطبات السياسية هو التوهم بأن توفر الشرط الضروري للتحالف السياسي - أو لأي قرار شيوعي آخر - يكفي لوحده لاتخاذ القرار الديمقراطي بإقامته فعلاً . الوعي الدقيق لهذه الجدلية يقطع السبيل أمام واحد من أخطر الأمراض في الحركة الشيوعية العالمية – و كذلك كل الاحزاب السياسية ؛ ألا و هو مرض البارونية الذي يتحول فيه الحزب الشيوعي الى حزب دكتاتوري تتمتع فيه حفنة من القيادة او حتى قائد واحد فقط بالحرية في اتخاذ كل القرارات المصيرية و المهمة . هنا تتصارع الحرية المرضية (حرية النخبة القيادية) مع الديمقراطية الصحية (القيادة الجماعية) لتودي بالحزب و بمصالح الطبقة العاملة إلى الهاوية مثلما فعلت الستالينية و غيرها بفعل احتكارها حرية اتخاذ القرار لنفسها عبر منصب "السكرتير العام للجنة المركزية" ، أو "المكتب السياسي" ؛ و لا حل لهذا الصراع إلا بتطبيق الديمقراطية عبر الالتزام بمبدأ القيادة الجماعية .
كما أن وعي هذه الجدلية يمنع ايضا امكانية اتخاذ الاغلبية لقرار خاطئ . هنا يشتغل جدل علمية الماركسية ضد الارادوية الذاتية : كل قرار سياسي غير واع للضرورة بشقيها أعلاه هو قرار خاطئ و بالتالي فاشل حتى لو تم اتخاذه بالأغلبية . هنا ايضا تتصارع الحرية (وعي الضرورة) مع الديمقراطية (القيادة الجماعية) ، و لا حل لهذا الصراع إلا بالتزام بوعي كل أركان الضرورة لتجاوز احتمال اتخاذ الاغلبية للقرار الخاطئ . و من المعلوم أن شعار "نفِّذ ثم ناقش" الأعمى هو شعار عسكري و ديكتاتوري معادي كلياً للديمقراطية البروليتارية التي تقول بعكسه تماماً : "ناقش بوعي ثم نفّذ عن اقتناع" . و عندما نقرأ مقترحات الرفيق رزگار عقراوي المحترم بتجرد نجد أنها تنطلق بإخلاص من نفس هذا الوعي الماركسي الصحيح للعلاقة الوشيجة القائمة بين الحرية و الديمقراطية كمصدر للقوة للفرد و للمجموعة .
و ما دام الدكتور توما حميد المحترم "يؤكد على ما سبق حول ان الشيوعية تعني الحرية بالمعنى الكامل للكلمة " ، لذا فأن من نافلة القول أنه مؤيد بالمعنى الكامل للكلمة و بكل جد و اخلاص و تفاني برجوازي مطيع للسوق الحرة الرأسمالية و لحرية العمل المأجور و الملكية الخاصة لوسائل الانتاج و لحرية تسليع المرأة و الطفل و لحرية هيمنة الآلة الحربية الإمبريالية على مصائر شعوب العالم الفقيرة و لحرية تلويث الطبيعة أرضاً و مياهاً و فضاء و لحرية الحكام الديكتاتوريين في قمع معارضيهم و لحرية الطلي السكرتير أو المسؤول في هذا الحزب البرجوازي أو ذاك في التنطع الطاووسي الفارغ مثل الدينجية على الفضائيات وووو غيرها من الشناعات الفظيعة على اعتبار أنه يؤمن أخلص الإيمان بأنه : ""ليس للديمقراطية مكان في منظومتنا الشيوعية " .
الدكتور توما حميد المحترم يتهم نفسه بالشيوعية زوراً و بهتاناً دون أن يكلف نفسه مشقة وعي كل الحقائق الشيوعية الماركسية البسيطة و الواضحة المذكورة سابقاً ، و دون أن يفهم أن قيام الإنسان الحر بسبب عدم يقينه القائم على الجهل باتخاذ القرار التعسفيً دون القرار الصحيح من قبيل مقولاته الكارثية أعلاه يثبت أنه ليس إنساناً حرًا البتة ، بل هو إنسان يتحكم فيه نفس الشيء الذي يجب عليه أن يتحكم هو بنفسه فيه لكون الحرية الحقيقية إنما هي المقدرة الواعية على التحكم في أنفسنا و على الطبيعة الخارجية .
تمت .



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أحرار العالم : هبوا مع هبة القدس ضد الإرهاب الصهيوني
- لا شيوعية و لا ماركسية بدون الديمقراطية الحقيقة 4-5
- لا شيوعية و لا ماركسية بدون الديمقراطية الحقيقة 3-5
- لا شيوعية و لا ماركسية بدون الديمقراطية الحقيقة 2-5
- لا شيوعية و لا ماركسية بدون الديمقراطية الحقيقة 1-5
- التَكْيَة و الخيمة و الخيزرانة
- قصيدة -طوبى للصِدّيقين- لعمّار العراقي
- دريّة شفيق و نوال السعداوي : مجد البطولة الفريدة لنساء مصر ا ...
- -الرسالة الأخيرة من الثور المجنح- للشاعر الثائر منتظر هادي ا ...
- نيني المهووس بكريّات الشموس
- تشويهات عبد الحسين سلمان (3-3)
- تشويهات عبد الحسين سلمان (2-3)
- تشويهات عبد الحسين سلمان (1-3)
- إبن خلدون الصائغ الأول لقانوني القيمة وفائض القيمة 5-5
- إبن خلدون الصائغ الأول لقانوني القيمة وفائض القيمة 4-5
- إبن خلدون الصائغ الأول لقانوني القيمة وفائض القيمة 3-5
- إبن خلدون الصائغ الأول لقانوني القيمة وفائض القيمة 2-5
- إبن خلدون الصائغ الأول لقانوني القيمة وفائض القيمة 1-5
- جميلة و جميل
- نظريات طبيعة نظام الاتحاد السوفياتي في ضوء انهياره (نحو نفي ...


المزيد.....




- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- ارتفاع تأييد اليسار الألماني بفضل حضوره القوي على الإنترنت ق ...
- جيلاني الهمامي: إعادة كتابة الجغرافيا
- حزب النهج الديمقراطي العمالي ينحني إجلالا لشهداء حركة 20 فبر ...
- تعليم: بلاغ مشترك حول اللقاء مع وزير التربية الوطنية للنقابا ...
- الحرب في أوكرانيا: دفاع مشروع على أمن روسيا وتسريع لسيرورة ب ...
- وفد تركي في كردستان العراق: أوجلان يعمل على حل -ديمقراطي- لل ...
- تركيا: اعتقال 282 شخصًا بينهم صحفيون وسياسيون للاشتباه بارتب ...
- الفصائل الفلسطينية تنعى القيادي في كتائب القسام محمد شاهين
- الفصائل الفلسطينية تنعى القيادي في -كتائب القسام- محمد شاهين ...


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - لا شيوعية و لا ماركسية بدون الديمقراطية الحقيقية 5-5