|
الزمن والحياة والوقت ( النص الكامل )
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6906 - 2021 / 5 / 22 - 21:42
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
مغالطة الثقافة العربية السائدة والمشتركة ، تتمثل في اعتبار الزمن والحياة واحد ، والزمن والوقت اثنين . بينما الحقيقة على العكس . العلاقة بين الزمن والحياة ما تزال في مجال غير المفكر فيه ليس في الثقافة العربية وحدها ، بل في العلم والفلسفة ، وفي الثقافة العالمية بلا استثناء . لا تختلف الحياة عن الزمن فقط ، بل هما نقيضان أبديان بالفعل . وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . حركة الحياة من الماضي والأمس إلى الغد والمستقبل ، مرورا بالحاضر أو الواقع المباشر . وهذه ظاهرة مباشرة ، وتقبل الملاحظة والتعميم . حركة الزمن من الغد والمستقبل إلى الأمس والماضي ، مرورا بالحاضر او الواقع المباشر . هذه الظاهرة يمكن ملاحظتها عبر الاستنتاج ، والتركيز أيضا ، حيث جميع الأحداث والأفعال تنتقل من الحاضر إلى الماضي وليس العكس مطلقا . .... يوجد خطأ أولي مشترك ، وسائد على مستوى العالم والثقافة ، يتمثل في اعتبار أن الحياة والزمن منفصلان بالفعل . وهذه المغالطة لها أسباب عديدة في مقدمتها خدعة الحواس ( مثالها الأوضح حركة الباص المجاور أو القطار ، نشعر ونعتقد أن باصنا هو الذي بدأ يتحرك ، ثم نفاجأ بالعكس ) . العلاقة بين الحياة والزمن ، من نوع خاص جدا وتمثل جدلية عكسية بطبيعتها ، حيث تربطهما علاقة صفرية : س + ع = الصفر . المثال الأوضح على ذلك العمر الفردي ، عمرك وعمري مثلا ، كل يوم يتزايد العمر ( الحياة ) وتتناقص بقية العمر الزمن . بعبارة ثانية ، تعريف الانسان والأحياء عامة بدلالة الحياة فقط خطأ . الحياة والزمن يلتقيان عبر الفرد ومن خلاله ، أيضا الماضي والمستقبل . وهذه الفكرة ناقشتها بشكل تفصيلي ، وموسع ، في نصوص عديدة منشورة على الحوار المتمدن وخاصة " مقدمة النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة " . .... التمييز أو الفصل بين الزمن والوقت مغالطة ، لا أكثر . الوقت والزمن والزمان مغالطة لغوية ، فكرية ، خاصة باللغة العربية . .... الزمن والوقت والزمان ، متلازمة ومترادفات تشبه البيت والدار والمنزل ، أو الحسام والسيف والمهند . هي تسميات مختلفة لشيء واحد أو فكرة واحدة . وهذه الفكرة ، القضية ، الهامة والخطرة ، ناقشتها بشكل تفصيلي وموسع عبر نصوص سابقة منشورة على الحوار أيضا . وسأكتفي بعرض خلاصة البحث السابق ... 1 أولا يلزم الفهم المتكامل للمشكلة اللغوية ، العربية خاصة ( التشويش بسبب اعتبار الوقت والزمن والزمان ثلاثة لا واحد ، بينما هما مثل البيت والدار والمنزل شيء واحد أو فكرة واحدة ) ، حيث أن الوقت والزمن والزمان ليست أشياء مختلفة ، بل مترادفات لكلمة واحدة أو مفهوم واحد . تتكشف الفكرة وتتوضح ، بالمقارنة مع اللغات الأجنبية ، أيضا بدلالة اليوم ومضاعفاته أو اجزائه ( يوم الزمن أو الوقت او الزمان نفسه ، ويختلف بالكامل عن يوم الحياة أو المكان أو الواقع ) . يتعذر فهم الواقع المباشر أو الواقع الموضوعي ، والزمن خاصة ، قبل فهم هذه المشكلة وتجازها . عندما نعتبر أن الزمن غير الوقت _ والاثنان يختلفان عن الزمان _ ندخل في مغالطة لغوية وفكرية ، تشبه ألعاب الخفة . ويتعقد الموضوعي أكثر ، بعدم التمييز الواضح والتجريبي بين الماضي والمستقبل . وتتحول الفكرة إلى حذلقة لغوية ، مع عدم التمييز بين الواقع المباشر والواقع الموضوعي . 2 كلنا نرجسيون _ ات ، الفرق بيننا نسبي ، ويتضح أكثر بعلاقة التتام ، حيث أن الموضوعية تتضمن النرجسية والعكس غير صحيح . صورة طبق الأصل ، كما يتضمن الشباب الطفولة والعكس غير صحيح . .... الموقف النرجسي ، حالة قصوى من التمركز الذاتي الشديد . حيث يتم انكار الواقع الموضوعي ، واختزاله بالشعور والخبرة الذاتية فقط . بعبارة ثانية ، الموقف النرجسي ، كما افهمه ، يتجسد عبر انكار الواقع الموضوعي ، لا الشخصي فقط . بينما يبدأ المستوى الموضوعي للشخصية ، خلال المراهقة والشباب مع الادراك الفعلي للنقص الشخصي ، ولنسبية المعرفة العلمية أيضا لا الفلسفية والأدبية فقط . تعريف غاستون باشلار للعلم ، يغني عن الشرح والتفسير : العلم تاريخ الأخطاء المصححة . 3 بكلمات أخرى ، الفصل بين الزمن والوقت إما صحيح وضروري ، أو أنه خطأ ويلزم تصحيحه في اللغة العربية بالطبع . يمكن نقاش المسألة بطريقتين ، الأولى منطقية ، بالمقارنة مع بقية اللغات المتنوعة ، والثانية تجريبية وأكثر مصداقية ، تقوم على دراسة مكونات وعناصر الزمن والوقت ، إذا كانت نفسها تكون عملية الفصل زائفة بالطبع ، وإذا كانت مختلفة تكون عملية الفصل صحيحة ويلزم تعميمها على بقية اللغات الكبرى . ولا يوجد حل وسط ، كما أعتقد . الطريقة الأولى ، بالمقارنة مع اللغتين الإنكليزية والفرنسية ، وكما اخبرني عدد من الأصدقاء الذين يجيدون اللغتين لا يوجد اختلاف بين الزمن والوقت . والطريقة الثانية ، وهي الأكثر موضوعية ومصداقية ، عن طريق المقارنة بين مكونات وعناصر كلا من الكلمتين ، المصطلحين ... فمثلا ، هل يختلف يوم الزمن عن يوم الوقت ؟ الجواب كلا بالطبع . ويمكن تعميم ذلك على الأجزاء أو المضاعفات ( الساعات أو القرون ، وهي نفسها بالنسبة للزمن أو الوقت ) . بينما يختلف يوم الزمن ( أو الوقت ) عن يوم الحياة مثلا بوضوح تام . وكذلك يختلف يوم الوقت ( او الزمن ) عن يوم المكان أو يوم الواقع . والخلاصة ، الفصل والتمييز بين اليوم الوقت زائف ونوع من الركاكة بلا معنى والأجدر التوقف عن استخدامه بشكل رسمي وصريح . .... ملاحظة أخيرة الأفكار الجديدة ، أو المعتقدات ، التي أعرضها وخاصة في قضية الزمن والوقت والحياة هي نتيجة البحث ، والحوار الثقافي المستمر والمفتوح . وتتمحور حول الدليل التجريبي أولا والمنطقي ثانيا . وهي تقبل التغيير بلا استثناء . .... .... الحياة والزمن ( أمثلة تطبيقية )
1 لنتأمل المشهد : قبل موت أي فرد ، وخاصة شخصية نعرفها ، بخمسة أيام .... ماذا يحدث خلال الأيام الخمسة الأخيرة ؟ بقية العمر تساوي خمسة أيام . والعمر الكامل يساوي العمر الحالي + خمسة أيام . المعطيات الثابتة في حياة كل فرد : يوم الولادة تكون بقية العمر كاملة ، والعمر الحقيقي صفر . ويوم الوفاة يصير العكس تماما : بقية العمر تساوي الصفر ، والعمر الحالي هو العمر الكامل . كيف يمكن تفسري ذلك بشكل علمي ( منطقي وتجريبي ) ؟! .... لنتأمل في الأيام الخمسة الأخيرة : 1 _ اليوم الأول من بقية العمر ( 1 من خمسة ) يتزايد العمر يوما واحدا ، بالتزامن تتناقص بقية العمر يوما واحدا . والسؤال كيف تتناقص بقية العمر ، ومن أين تأتي ؟! 2 _ نكمل اليوم ثاني ( من الخمسة ) ... يتزايد العمر يوما جديدا ( 2 يوم ) بالمقابل ن تتناقص بقية العمر ( 2 يوم ) ، أو تتناقص بقية العمر من خمسة أيام إلى ثلاثة فقط . 3 _ 4 _ وهكذا على نفس الوتيرة تنقضي ( أو تمر ) الأيام ( أو السنوات ) بين يوم الولادة ويوم الوفاة ، صورة طبق الأصل . 5 _ اليوم الأخير من بقية العمر ، يشكل حل اللغز بوضوح وبساطة . اليوم الأخير يضاف إلى العمر ، ولا ينقص من بقية العمر _ لماذا وكيف ؟ بعبارة ثانية : يوم الوفاة وحده لا ينقص من بقية العمر ، ( مع انه يضاف إلى العمر ) ... كيف يمكن تفسير ذلك بشكل علمي ( منطقي وتجريبي بالتزامن ) ؟! 1 _ بحسب التصور التقليدي السائد ، والمشترك ، أن اتجاه سهم الزمن يبدأ من الماضي إلى المستقبل ومرورا بالحاضر ، يجب أن تتزايد بقية العمر أيضا مع زيادة العمر ( حيث الزمن والحياة بنفس الاتجاه : من الماضي إلى المستقبل ومرورا بالحاضر ) . 2 _ لكن الحقيقة التجريبية والمنطقية معا عكس ذلك : حيث أن اتجاه حركة الحياة هي بالفعل من الماضي إلى المستقبل ، ومرورا بالحاضر . ولكن اتجاه حركة الزمن ( او تدفقه أو حدوثه ) بالعكس تماما ، من المستقبل إلى الماضي ، ومرورا بالحاضر . ........... بعد استبدال كلمتي الماضي والمستقبل بالأمس والغد ، تتكشف الصورة . يوم الغد يصير اليوم الحالي كل 24 ساعة ، بالتزامن ، اليوم الحالي يصير يوم الأمس كل 24 ساعة . وهذه الظاهرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . الأمر الذي يرفعها إلى مستوى القانون العلمي ، الفيزيائي والتجريبي خاصة . وهي محور النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، مع الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . 2 تتوضح الفكرة أكثر ، عبر مثال بعض الأزهار أو الفراشات التي تعيش لفترة قصيرة جدا ، ليومين أو ثلاثة . حيث العمر الكامل ثلاثة أيام ، ويمكننا رؤية الحركة المزدوجة ، والمتعاكسة ، للزمن والحياة بالتزامن ، بسهولة ووضوح . 1 _ اليوم الأول ، يبدأ من بقية العمر كاملة ، والعمر يساوي الصفر . 2 _ اليوم الثالث والأخير على النقيض بقية العمر صفر ، والعمر كامل . واليوم الثاني مزدوج ، بقية العمر يوما واحدا ، والعمر يوم واحد . .... بعد استبدال الماضي بالأمس المباشر ( 24 ساعة الماضية ) ، بالتزامن مع استبدال المستقبل بالغد المباشر ( 24 ساعة القادمة ) ، يمكننا ملاحظة اتجاه حركة الزمن _ القادمة من الغد ، وعلى العكس دوما _ من حركة الحياة المقابلة ، والقادمة من الأمس . هذا اليوم : سبت 22 / 5 / 2021 ، هو محصلة الأمس والغد بالتزامن . الأحياء جميعا ، انتقلنا من الأمس إلى اليوم الحالي ، بالتزامن مع تراجع الغد إلى اليوم الحالي نفسه . وهذه الحركة المزدوجة ، تتكرر بشكل دوري ومستمر ، كل 24 ساعة . لكن ينشأ سؤال شديد الأهمية ، وجديد بطبيعته عن مصدر الحركة ، حيث لدينا ثلاثة احتمالات : 1 _ وهو المرجح ، كما اعتقد ، حركة الحياة ثابتة في الحاضر أو الواقع المباشر . بينما حركة الزمن المعاكسة من الغد إلى اليوم ، ثم الأمس _ هي التي تجعلنا نشعر ونعتقد أن الحياة هي التي تتحرك ، شبه طبق الأصل لحركة القطار أو الباص المجاور . 2 _ الاحتمال الثاني ، أن تكون حركة الواقع المباشر والموضوعي أيضا ، مزدوجة بطبيعتها . حيث يتحرك الزمن والحياة بشكل متعاكس . 3 _ الاحتمال الثالث ، أن تكون الحركة نفسها ذهنية وعقلية ، وليس لها وجود موضوعي بالفعل . والخلاصة العمر الفردي مزدوج ، يدمج بين الزمن والحياة بطريقة ما تزال غامضة وشبه مجهولة . .... .... الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة ، تكملة
1 العلاقة بين الحياة والزمن ، ما تزال شبه مجهولة بالكامل ، وفي مجال غير المفكر فيه سواء في العلم أو الفلسفة _ أو في الثقافة العالمية الحالية عامة . وهي ليست جدلية عكسية كاملة ، بل تشبه حركة القطار المجاور أو الباص ، التي نشعر ونعتقد أن الباص ( أو القطار وغيره ) ، الذي نجلس فيه هو الذي يتحرك ، ثم نكتشف بالتجربة والتكرار أن حواسنا خدعتنا بالفعل ، ونشعر بالصدمة في المرة الأولى خاصة . حركة الواقع المباشر تشبه ذلك ، وإلى درجة تقارب التطابق . حيث أن الزمن مصدر الحركة الموضوعية ، والمستمرة ، والاتجاه من المستقبل إلى الماضي مرورا بالحاضر . لكننا نشعر ونعتقد أن العكس هو ما يحدث . بينما الحياة ثابتة في الحاضر ، لكن كيفية ذلك ما تزال غير مفهومة ( اليوم الحالي بعد 24 ساعة يصير هو الأمس ، بينما نبقى نحن _ جميع الأحياء _ في الحاضر . والمحزن في الأمر ، أن الموقف الثقافي العالمي _ لا العربي فقط _ في موقف المسافر المخدوع بحواسه وشعوره واعتقاده بالتزامن . 2 الشعور بالغضب والمرارة غير مبرر ، وهو ليس غير مفدي فقط ، بل يؤدي إلى تشويه الفهم والادراك والتعبير والتفسير معا بالتزامن . لكننا بشر ، ومن جهتي أكثر ما يخيفني ضياع جهدي والنتائج التي توصلت إليها بشكل علمي ( تجريبي أو منطقي بالحد الأدنى ) ، مع فهمي الجديد لحركة الواقع والزمن خاصة . ولهذه السبب فقط ، اسفح كبريائي على الشبكة ووسائل التواصل ، بهدف تسريع توصيل هذه الأفكار ( الجديدة بالكامل ) إلى الجهات الثقافية التي تقدر قيمتها بالفعل . عسى ولعل ، يتسنى لي المشاركة في شرحها ومناقشتها خلال حياتي ، لأن معرفتي بالموضوع ( الوقاع والزمن ) أوسع وأشمل من كتابتي المنشورة إلى الآن . كما أن مستوى فهمي للواقع الموضوعي ، والمباشر أكثر ، وحركته يتطور بسرعة واحيانا بين يوم وآخر . .... لقد فكرت بالأمر مرارا ، ووجدت في النهاية أن توصيل افكاري الجديدة خاصة ، أهم من كرامتي الشخصية ، واعتقد أن المستقبل سوف يقف في النهاية مع التوجهات والأفكار الملائمة والصحيحة . المعرفة أهم من أي شيء ، ومهما كان الثمن . 3 كل يوم جديد وقديم بالتزامن . الحياة سلاسل سببية ، تتكرر بشكل دوري ومستمر ، من الماضي إلى المستقبل ومرورا بالحاضر . بينما الزمن يتدفق من المستقبل المجهول إلى الماضي ومرورا بالحاضر ، ربما بالصدفة والاحتمال فقط . .... يتمحور العلم حول الجديد ، المجهول بطبيعته . يتمحور التنوير الروحي حول القديم ، المتكرر بطبيعته . كيف ولماذا ... 4 بعمر 61 سنة وما أزال أصارع الزمن والحياة ، كما كنت خلال مراهقتي في عمر ( 16 ) ، وسوف أستمر لبقية حياتي ، لكن ، عبر الحوار الثقافي المفتوح بجدية ، وصبر ، واحترام . أعرف أن الزمن سوف يصرعني في النهاية ، ويرميني في سلة مجاهيله الهائلة _ مثلك بالضبط . .... مع أنني ما أزال في موقف الخسارة ، أعتقد أنني سوف أنجح ، ربما بعد موتي ، في تحويل موقف العلم من الواقع والزمن خاصة إلى ... الاهتمام بالفعل ، ومعه الثقافة العالمية . .... .... الزمن والحياة والوقت _ الخاتمة
1 لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟! ( سؤال ستيفن هوكينغ الشهير ، والشاذ )
لماذا أهملت معظم الثقافات الكبرى ، والمجتمعات الحديثة ، الأساطير التي تأخذ فيها الأرواح ( الجن والشياطين والملائكة ) دور البطولة والانسان دور الكومبارس فقط ؟! لماذا نتفق جميعا على ثنائيات : يمين _ يسار ، شمال _ جنوب ، شرق _ غرب ، ونعتبرها حقائق علمية ، ضرورية وإبداعية ، بينما نختلف على الماضي والمستقبل وخاصة في العلم والفلسفة ، مع أنها خبرة إنسانية مشتركة موروثة ومكتسبة بالتزامن . والسؤال الأكثر غرابة : لماذا تتلقى محاولتي لتحديد العلاقة الحقيقية أو التجريبية بين الماضي والمستقبل ، أيضا العلاقة الحياة والزمن ، بشكل علمي ( منطقي وتجريبي إن أمكن ذلك ) مقاومة عنيفة من قبل الأكاديميين خاصة ، وهي مقاومة لاشعورية بطبيعتها عنيفة وعدوانية وغير عقلانية ؟! هذه الأسئلة مع أنها تتصل على أكثر من مستوى ، تنطوي على مفارقة واحدة أو مغالطة بتعبير أكثر دقة ، الموقف المتناقض من الزمن . .... المغالطة الشعورية واللغوية ، مع خدع الحواس العديدة والمتنوعة ، تشكل الجواب الأول ، المشترك والموروث بطبيعته . لكن الجواب الثاني والأهم كما اعتقد ، يتمثل في فشل العلم إلى يومنا الحالي في التحول بالفعل ، إلى نمط عيش واعتماد عقلي ، على المستويين الفردي والمشترك . .... العلاقة بين الجديد والقديم ، مصدر الخلاف العنيف ، التعصبي ، بين التنوير الروحي والعلم . ينحاز العلم إلى الجديد ، المجهول بطبيعته . بينما ينحاز التنوير الروحي إلى القديم ، المتكرر والمجرب بطبيعته . وتتوسط الحرب المزمنة بينهما ، وموقف الحياد ، الفلسفة والأديان . مع الميل الواضح والثابت للفلسفة في اتجاه العلم والجديد . وميل الأديان المقابل إلى التنوير الروحي والقديم . .... أعتقد أن النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، تشكل نوعا من البديل الثالث العملي ، والحقيقي ، لكلا التطرفين . تطرف العلم في الملموسية ، والمباشرة ، وعبادة التجربة والدليل . وتطرف التنوير الروحي المعاكس ، في التأمل والخيال والحدس والشطح . الوجود أو الواقع الموضوعي ، ليس جديدا ولا قديما _ وليس صدفة ولا سببا _ بل يجمع بين السبب والصدفة بطرق بدأت تتكشف لحسن الحظ . 2 الوجود الإنساني بين الحياة والزمن ما يزال مجهولا بشكل شبه كامل . بعبارة ثانية ، تتمثل المشكلة الوجودية في العلاقة الغامضة بين الحياة والزمن ، وبين الماضي والمستقبل ، وبين الواقع المباشر والواقع الموضوعي . .... سؤال مزدوج حول الفرق _ لو وجود _ بين الزمن والوقت ؟! ما هي طبيعة الوقت أو الزمن ، وبماذا تختلف مكونات الوقت وعناصره الأساسية عن مكونات الزمن وعناصره الأساسية ( اليوم وأجزائه ومضاعفاته ، أو الساعة ، أو السنة ) ؟! بالنسبة لي الجواب محسوم ، وشبه بديهي ، طبيعة الوقت أو الزمن غير معروفة بعد ، وتشكل جدلية مزمنة بين فريقين ، يعتبر أحدهما أن الزمن أو الوقت مجرد عداد آلي تمثله الساعة ، بينما يعتبر الفريق الثاني أن الزمن نوع من الطاقة الكونية المحددة بنهاية وبداية أيضا . الوقت أو الزمن ، مكوناتهما نفسها . لا فرق بين ساعة الوقت وساعة الزمن ، أو بين يوم الوقت ويوم الزمن _ وكذلك الدقيقة والقرن _ ... لا تختلف مدة أو فترة الوقت عن الزمن مهما طالت أو قصرت . بل هي نفسها ، وبصرف النظر عن نهاية الجدل الفلسفي والثقافي المزمن ، في العربية فقط على حد علمي . ولهذا السبب أعتقد أنها مشكلة لغوية فقط . 3 علاقة الماضي والمستقبل ؟! يتجسد الماضي بالأمس المحدد بشكل دقيق ، وموضوعي ( 24 ساعة الماضية ) . بالتزامن ، يتجسد المستقبل بالغد ( 24 ساعة القادمة ) . وبينهما الحاضر ، أو اليوم الحالي ، او الواقع المباشر . هذه الفكرة ( الواضحة ) ، لا يتفق حول تفسيرها اثنان إلى يومنا ؟! .... الأمس يتضمن الماضي كله ، بينما الغد حلقة صغيرة ، أو خطوة واحدة فقط في المستقبل المجهول بطبيعته . ويبقى لغز الواقع المباشر على غموضه ، والواقع الموضوعي ، الذي يتضمن المستقبل والماضي أيضا ، أكثر غموضا وتعقيدا من الواقع المباشر بالطبع . .... حركة الحياة تبدأ من أصغر من اصغر شيء ، في اتجاه ...أكبر من اكبر شيء . او بعبارة ثانية ، حركة الحياة تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر . وحركة الزمن بالعكس تماما ، تبدأ من المستقبل ( أكبر من اكبر شيء ) إلى الماضي ( أصغر من أصغر شيء ) ، عبر الواقع المباشر ومن خلاله . ( من الأنسب ، والضروري ، استبدال كلمة الحاضر بالواقع المباشر ) لا نعرف من الزمن ، أو عنه ، سوى الوقت الذي تقيسه الساعة . ربما تكون علاقة الزمن والوقت ، تشبه علاقة الماضي والأمس ، لكن من غير المنطقي تشبيهها بعلاقة المستقبل والغد . بعبارة ثالثة ، اعتقد أن الوقت هو نفسه الزمن . أو ان الوقت والزمن مثل الأمس والماضي ، وليس مثل الغد والمستقبل . لا يوجد الماضي في خارج الأمس . الأمس يتضمن الماضي كله ، بينما العكس غير صحيح . الأمس هو الماضي الموضوعي بالإضافة إلى الماضي الجديد . الماضي الجديد يتشكل كل يوم ، وهو نفسه المستقبل القديم أو الواقع المباشر . لكن ، هذه الحقيقة الظاهرة ، والتي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ما تزال غير مفهومة إلى اليوم . اين مكان الماضي ، أو مجاله وحيزه الخاص ؟! ( لا يوجد مكان خاص بالماضي ، وآخر خاص بالمستقبل ) . وهذا هو الجواب الوحيد المنطقي ، والممكن . الجواب التجريبي او العلمي ، غير ممكن حاليا كما أعتقد ، ولزمن يطول . 4 بعد تحويل عبارة الماضي والمستقبل ، إلى الأمس والغد ، تتكشف الصورة أو العلاقة بين الأزمنة الثلاثة ( الماضي والحاضر والمستقببل ) . حيث الماضي حدث أولا . يمكننا اختبار الأمس ، وهو يبتعد في الماضي وليس في اتجاه المستقبل بالطبع . ( بدلالة الأحداث المختلفة والمتنوعة بلا استثناء ) . اليوم الحالي هو مزيج غريب ، وغير مفهوم : نصفه من الماضي ونصفه المقابل من المستقبل ( الحياة من الماضي ، والمن من المستقبل ) . يوم الغد هو الكثر غرابة وغموضا بالطبع . .... العلاقة الحقيقية بين الأمس واليوم الحالي والغد ، يمكن فهمها بالاستدلال المنطقي ، هذا موقف واعتقاد شخصي اسعى لتفسيره وتبريره بالأدلة . لنتذكر أن فلاسفة اليونان ، قبل أكثر من 25 قرنا اكتشفوا كروية الأرض بواسطة الاستدلال المنطقي فقط : 1 _ لو كانت الأرض مسطحة كما تخبرنا الحواس ، أو غير كروية ، لكانت الشمس تغرب وتختفي دفعة واحدة وليس بشكل تدرجي . 2 _ لو كانت الأرض مسطحة ، وغير كروية ، لكان ظل الانسان في الشمال او الجنوب أطول منه في بقية أماكن العالم ( المتوسطة ) . 3 _ لو كانت الأرض مسطحة ، أو غير كروية ، لكانت ظواهر الكسوف والخسوف كاملة وغير منقوصة أو جزئية كما نراها غالبا . بالمقارنة ، وبعد التفكير والتذكير ، ... بأن الأمس حدث سابقا ، والغد لم يحدث بعد . وهي حالة تتكرر وفق نفس الترتيب ( والعكس بدلالة الحياة ) : 1 _ الغد . 2 _ اليوم . 3 _ الأمس . نحن جميعا نعرف ( الكتاب والقارئ _ ة ) أن سنة 2020 تبتعد عن الحاضر ، ولا يمكن أن تقترب منه . ومثلها بقية مكونات الزمن أو الوقت ( الماضي ) . بالمقابل نعرف أن سنة 2022 قادمة بالتأكيد ( مع عدم وجود دليل تجريبي ، وهذه مشكلة ناقشها الفلاسفة مرار خلال القرون السابقة ) ، وهي تقترب بنفس السرعة الثابتة والتي نقيسها الساعة . وبنفس السرعة والاتجاه تقترب سنة 2222 أيضا ...وغيرها من كل ما سيأتي في الغد والمستقبل ( من المجهول المطلق ) . .... وتبقى المشكلة الرئيسية ، تتعلق بالحاضر أو بالوقاع المباشر ( متلازمة الحاضر والحضور والمحضر _ الزمن والحياة والمكان )حيث يبقى الأحياء في الحاضر من الولادة إلى الموت . 5 علاقة الماضي والمستقبل ليست انعكاسية مثل الجهات ، وهذا الاختلاف أساسي ، ومصدر ثابت للخطأ وسوء الفهم . وهذا اللغز ، والمشكلة المزمنة التي تتطلب الحل العلمي والفلسفي . بعد إضافة تشبيه آخر هو شارة المرور ، ربما تتوضح العلاقة بني الماضي والمستقبل أكثر ... لكننا ننسى دوما ، أن الحياة والزمن مطلقان كونيان ، نكاد لا نعرف عنهما شيئا يذكر . .... الحياة والزمن يبدآن معا ، وينتهيان معا ( منطقيا وتجريبيا ) . الأبد والمستقبل المطلق بداية الزمن . بينما الأزل والماضي المطلق بداية الحياة . هذه الحقيقة المزدوجة ، ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . لكن يتعذر فهمها . كيف يمكن شرح ذلك او تفسيره ، أو حتى فهمه وتقبله ؟! محلق فرضية جريئة : نعرف أن للمكان ثلاثة ابعاد ، وللزمن ثلاثة حدود . ابعاد المكان ( طول وعرض وارتفاع أو عمق ) . ابعاد الزمن ( ماض ومستقبل وحاضر ، واقع مباشر _ هنا ) . المشكلة في العلاقة بين المكان والزمن أيضا ، طبيعتها وحدودها ؟! بالصدفة اكتشفت الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، وعبر الحوار يتغير فهمي لها وللواقع المباشر ( والموضوعي خاصة ) كل فترة ، واحيانا بسرعة وبشكل درامي بالفعل . حتى ولو كانت هذه الأفكار _ الجديدة _ التي أقدمها خطأ بالكامل ، لن يلغي ذلك أهمية هذا البحث في طبيعة الزمن والواقع ( الزمن والحياة خاصة ) . .... ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الزمن والحياة _ أمثلة تطبيقية
-
الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة _ تكملة واضافة
-
الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة _ تكملة
-
الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة
-
رسالة إلى الله _ تكملة
-
رسالة إلى الله
-
اللاعنف موقف الأقوياء لا الضعفاء
-
من أين يأتي الغد 2
-
من أين يأتي الغد 1
-
من أين يأتي الغد ؟
-
رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...النص الكامل
-
رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...الخاتمة
-
رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...تكملة
-
رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...
-
لماذا ، وكيف ، يفضل غالبية البشر الفكرة الخطأ على المعلومة ؟
-
لماذا ، وكيف ، يتفوق فرويد على سكنر ؟
-
لماذا
-
ملخص النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، جديد ومتكامل
-
الحب كله
-
ملحق النظرية الجددسة للزمن _ الخلاصة
المزيد.....
-
إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل
...
-
هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
-
مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا
...
-
وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
-
زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو
...
-
إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي
...
-
الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص
...
-
وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج
...
-
لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
-
البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|