فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6906 - 2021 / 5 / 22 - 20:25
المحور:
الادب والفن
صديقِي ذاكَ صديقِي ...!
يَصِلُّ قبلَ أنْ أفكرَ فيهِ
لَا يطرقُ قلبِي ...
لَا يُوقظُ الضوءَ منْ حلْمِهِ
ولَا يفتحُ أزرارَ الأرقِ ...
يصلُهُ صوتِي منْ فُقاعاتِ عينيَّ
أُدَنْدِنُ :
" طالْ غيَّابَكْ يا حبيبِي ...! "
يسمعُنِي " محمد عبد الوهاب "
منِ ثُقْبِ العمرِ ...
يُطلُّ
ثمَّ ينامُ في أُسطوانةِ قلبِي ...
أعرفُ أنَّ الوحيدَ الذِي يحدسُ شوقِِي ...
ذاكَ الصديقُ الليلُ ...!
في عُهْدتِهِ
وسادةٌ احتياطيةٌ ....
تنظرُ من النافذةِ
وتتكِّئُ على زاويةِ السريرِ ...
تركلُ النومَ
لينامَ الأرقُ ...
صديقِي الليلُ ...!
كَمْ يصرِفُكَ الكثيرونَ في السُّكْرِ ...؟!
يُفْرِغُونَكَ منْ مدوَّنَاتِهِمْ
ويمسحُونَ سُعالَهُمْ في رئتَيْكَ ...
منْ غبارِ السنينْ
وأنَا أصرِفُكَ في وحدتِنَا معاً ...
في حانةِ الشعرِ يسألُونَ عنِّي :
كيفَ لشاعرةٍ أنْ تنامَ ...؟
قدْ تموتُ في نومِهَا
واحتمالٌ /
أنْ تموتَ في قلبِهَا ...
أوْ تصرعَهَا قصيدةٌ مُتَنَمِّرَةٌ
هيَ لَا تملكُ مُتسعاً ...
منَْ الوقتِ /
مُتَّسَعٌ واحدٌ يملِكُهَا /
الجنونُ ...
على كتفِي شَالُ الجدَّةِ /
والقبعةُ الحمراءُ /
ورِثْتُهَا عنْ ليلَى ...
بعدَ أنْ رَشَشْتُ المِلْحَ في عينَيْ الذئبِ
كيْ لَا يشهدَ مصرعَ الحكايةِ...
صديقِي الليلُ ...!
كيفَ يتسعُ صدرُكَ للقُطعانِ / و الحٍمْلانِ /
وصمتُكَ يسحقُ عظامَكَ ...؟!
وتسحبُ الماضِي والحاضرَ
بِإِبْرَةِ النسيانِ ...؟
تُعلِّمُنِي كيفَ أشربُ إِكْسْبّْرِيسُو ...
وكيفَ أُوزِّعُ الوقتَ
بينَ النملةِ والصرَّارِ ...
كيْ يُغنِّيَ النهارُ
وأُقشِّرَ حكاياتٍ ...
حكاياتٍ سحبَتْهَا " شَهْرَزَادْ "
منْ دمِ " شَهْرَيَارْ "...
أتقمَّصُ دورَ الْ " شَهْرَزَادْ "...
أسكُنُ قلبَ الْ " لِّيلِيتْ "
ألبسُ قفطانَ " زُبِيدَةْ" البَرَّاقْ ...
و أَمْتَشِقُ أوتارَ "دَنَانِيرْ " الشهيرةِ
لِأَفْتِنَ " هَارُونْ الْ رَّشِيدْ "...
أَتَخَيَّلُنِي ...
أسحبُ قلبَ " شَمْشُونْ " الجبَّارِْ
وأَشُكُ فيهِ حكايتِي ...
لِينسَى " دَلِيلَةْ"
ثمَّ أبدأَ ...
و بعدَ أنْ ينسَى الْأَلْفَ ليلةٍ وحكايةٍ
نُعانقُ بعضَنَا ...
نرقصُ رقصةَ " السّْلُو " القديمةَِ
نضحكُ معاً ...
نعصِرُ العمْرَ في القمرِ
لِنشربَ الضوءَ ...
حبًّا / شعراً /
أيُّهَا الليلُ ...!
فهلْ منْ حكايةٍ تَسَعُ القصيدةَ
والأرقَ ...؟
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟