أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فكري آل هير - حرب الدعاسيق














المزيد.....

حرب الدعاسيق


فكري آل هير
كاتب وباحث من اليمن

(Fekri Al Heer)


الحوار المتمدن-العدد: 6906 - 2021 / 5 / 22 - 02:18
المحور: كتابات ساخرة
    


في أحد الأيام من شهر مايو عام 2005، وبعد أن شربنا نخب نجاح صفقتنا مع قادة إحدى فصائل التمرد في نيجيريا على أنغام خافتة من سيمفونية الفوضى الخلاقة للسوبرانو الرائعة كونداليزا رايس، اقترح عليّ العمردان- شريكي في تجارة السلاح آنذاك- أن نذهب الى الحي الصيني في كيب تاون لنوثق ذلك النجاح بنقوش مسمارية على أكتافنا في موخز الفنان العالمي روماردي علي دياب..

..

وافقت على اقتراح العمردان، مع إعلاني له عن تحفظي على مسألة التاتو لأني كنت ومازلت مقتنعاً بكفاية وشمي اليمني ذو الشكل البسيط والمعاني المعقدة ..؟!

..

تركنا سيارتنا الجيب ذات اللون الزيتي خارج الحي الصيني، ومشينا نتجاذب أطراف أحاديث مختلفة عن رواج بضاعتنا في تجارة السلاح وعن مستقبلنا الواعد بالثراء والهيمنة، وكل منا يحمل في قلبه أطيب الأمنيات وأصدقها بأن يأتي اليوم الذي يحل فيه السلام على هذا العالم قريباً، إلا إننا لم نعرف متى أو كيف انحرفت بنا الطريق حتى أوصلتنا الى سفح تل أجرد قافح ومقفر، أخبرنا أحد الرعاة في سفحه أننا صرنا على مقربة من كامب سولومون حيث يعسكر هناك فصيل من الفرقة التاسعة مشاة بحرية- 80 كم جنوب غرب قندهار-، صعدنا على التلفريك المنزلق هيدروليكياً حتى وصلنا الى الأعلى، وهناك اجتمعنا على حافة التل مع ما يقارب عشرة أشخاص، رأيناهم قد توثبوا خيفة منا واعتمروا أسلحتهم وجعلوها موجهة صوبنا، بالإضافة الى بعض معدات القتل الخفيفة التي كانت لديهم ولم يفكروا في استخدامها لترهيبنا حينها، ولولا أننا لوحنا لهم بلغة الإشارة أننا أصدقاء، ولسنا أعداء لهم، لما بقي من العمر ما يكفي لكتابة هذه القصة لاحقاً.

..

في حافة التل ونحن نتأمل حركة العربات والجنود في السفح المقابل، عرفنا غاية القوم من الباشتون بعد أن دعونا الى الجهاد في سبيل الله معهم طلباً للنصر أو الشهادة، حتى دخلنا في نقاش حاد معهم، وبعد شد ووصل بيننا وبينهم، أقنعناهم بلغة خبراء الحرب بعدم جدوى مداهمة الفصيل في الكامب، إذ لم نرغب أنا والعمردان في خوض حرب هجينة لامتماثلة من الجيل الثالث، واتفقنا معهم على أن يتابعوا معنا التقدم بعكس الطريق الذي كنا قد سلكناه، وبالفعل تقدمنا وعدنا أدراجنا صوب الشمال الشرقي حتى وصلنا الى غابة مليئة بأنواع مختلفة من الدعاسيق والمطاميط- أنواع من الخنافس الضخمة والطيارة ذات الخراطيم الطويلة والحادة التي تمكنها من العيش على اقتيات الدماء-..!!

تباً لألعاب الهندسة الجينية.. ماذا فعلت بنا؟!

فأسقط في أيدينا حينذاك أن معركتنا مع البشر- أقصد مع فصيل الفرقة التاسعة- كانت أرحم بمليون مرة من معركتنا مع تلك الحشرات الغريبة..!!

..

بأعجوبة ونصر خرافي، خرجت أنا وصاحبي العمردان بسرعة البرق من الغابة والدعاسيق الطيارة تحاول اللحاق والإمساك بنا، فبقينا نركض ونركض بطريقة هيستيرية دون أن نشعر بالزمن حتى تباطأت سرعتنا تدريجياً وأمكن لنا أن نتوقف..

..

كنا قد وصلنا الى صحراء أوردوس في غرب الصين.. وهناك جلسنا على كثيب رملي ناعم وزاحف لمحنا بالقرب منه هيكلاً عظمياً لثور ربما أو دعسوقة عملاقة أو شيء ما من هذا القبيل.. التقطنا أنفاسنا على حين غرة، وبصوت واحد لطمأنة البشرية على سلامتنا، قلنا معاً: الحمد لله، نجونا..!!

..

بعد صمت مهيب دام لعدة قرون من لحظة خاطفة، تفجر صوت بشري مزلزل من حولي، أيقظني من سنتي اللذيذة: ياله من عالم غارق في فوضى عقيمة.. هل عدنا الى الشرق الأوسط؟- كان ذلك صوت العمردان يخاطبني.. أو يسألني، أياً ما كان، فقد سألته أنا أيضاً: وهل مازلت تصدق بوهم الفوضى الخلاقة؟!

نظر إلي باستسلام، ثم قال: لا، لم أعد أفعل.

- عجباً، متى فقدت إيمانك ولم تشعرني بذلك؟- سألته، فرد علي بخبث إنسان طيب وصادق:

- منذ شاركنا معاً في حرب الدعاسيق..!!



#فكري_آل_هير (هاشتاغ)       Fekri_Al_Heer#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن والعُقدةِ اليَزنية: قراءة سياسية للتاريخ
- المرضعات والباحثون عن الأثداء: حديث في الجنس والدين والسياسة
- التوظيف الأيديولوجي للبحث الأثري: محمد مرقطن نموذجاً
- الأقيال،، الآمال: دعوة للمراجعة
- لغويات جندرية: تلميحة جديدة في مفهوم المتلقف والملقوف
- عن أزمتنا وأجمل ما فينا
- #نون النسوة واو الجماعة: الحرية الشخصية والنفاق الاجتماعي
- عقول أم مؤخرات: في سيكولوجية القطيع
- استدراك حول الاسم الحقيقي لملكة سبأ
- لأول مرة على الإطلاق: الاسم الحقيقي لملكة سبأ
- حول اسم عاد: دراسة في المعاني والصلات التاريخية
- العقيدة الرسمية والوجه الآخر لتاريخ الحقيقة
- يوم البُّن والحقيقة: المسودة الكاملة لدراسة -جغرافية التوراة ...
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب- القسم الثاني كاملاً- فكري ...
- الدولة والدولة الطائفية في فكر عامل
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2 – 4) - أقواس الربيعي الف ...
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2 - 3) - هورشلم حوتس لآرتس ...
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2 - 3) - هورشلم حوتس لآرتس
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2 - 2)- بين شهادة الهمداني ...
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2- 1)- فاضل الربيعي بين ال ...


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فكري آل هير - حرب الدعاسيق