أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - القرار 1696 والتحول الروسي الصيني إزاء الملف الإيراني














المزيد.....


القرار 1696 والتحول الروسي الصيني إزاء الملف الإيراني


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1634 - 2006 / 8 / 6 - 09:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاء القرار 1696 بلا ضجة ولا ضجيج وكأنه شيئا عاديا ماخلا تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد والتي أكد فيها رفضه للقرار وفي حق إيران بامتلاك تكنولوجيا نووية سلمية , مر القرار تحت جنح الجريمة في لبنان ووافقت عليه 14 دولة ماعدا دولة قطر التي اعتبرته غيرمناسب الآن لا في التوقيت ولا في المضمون . على الرغم من أن روسيا والصين قد خففا من حدة المشروع المطروح أمريكيا وأوروبيا على مجلس الأمن لإعطاء فرصة لإيران من أجل التعاطي مع المقترحات الدولية , قبل الدخول في تبعات البند السابع لميثاق الأمم المتحدة من أجل فرض عقوبات اقتصادية على إيران . ولهذا القرار وطريقة وتوقيت تمريره جانب يجب ملاحظته والتدقيق فيه وهو أن الإيرانيين : دخلوا نفق مجلس الأمن من باب عريض وزمن ضيق بالنسبة لهم , فشهر واحد غير كاف بالنسبة لإيران لكي تحاول الاستجابة حتى وإن حاولت الاستجابة فتهيئة الرأي العام الإيراني المجيش بناء على أن من حق إيران امتلاك سلاح نووي إسوة بإسرائيل وباكستان الجارة ـ اللدودة في بعض الأوساط الإيرانية إسلاميا وسياسيا ـ وهذا الأمر سيعتبر هزيمة للقيادة الإيرانية أمام الشعب الإيراني الذي أدخاته في وضع الاستعداد لمعركة النووي مع المجتمع الدولي ! والسؤال الذي يبتكر المحللون إجابات متعددة له هو : لماذا يسمح لباكستان وإسرائيل بامتلاك سلاح نووي ولا يسمح لإيران ؟ مع العالم أن باكستان وإسرئيل امتلكتا هذا السلاح في سياق الحرب الباردة , وإذا كانت أمريكا هي وراء امتلاك باكستان للسلاح النووي فإن فرنسا بالذات هي من كانت وراء امتلاك إسرائيل لهذا السلاح !! رغم أن فرنسا حاليا تعتبر من الأطراف المتشددة حاليا ضد النووي الإيراني .
والسؤال الاخر هل من مصلحة دول المنطقة عموما ودول الخليج خصوصا ان تمتلك إيران سلاحا نوويا ؟! فإذا كان مفتاح السلاح النووي الإسرائيلي في يد الغرب فباي يد يكون مفتاح السلاح النووي الإيراني في حال نجحت إيران بإنتاجه ؟
ليس الدعوة إلى شرق أوسط خال من الأسلحة النووية والكيماوية دعوة نافلة ولكنها بقدر ضرورتها فهي دعوة لازالت حتى الان تخلو من مقدمات نجاحها وأولى هذه المقدمات هو الصراع العربي الإسرائيلي , إضافة لتواجد الجيوش الجرارة من أمريكية وخلافه في المنطقة والذي مهما كان سبب هذا التواجد لابد له من استفزاز قسما كبيرا من شعوب هذه المنطقة والتي تجد الدعوة لامتلاك سلاح نووي صداها لدى هذه الشعوب المقهورة بفعل سياسات أنظمتها والسياسيات ذات المعايير المزدوجة التي تقوم بها الإدارات الغربية في كثير من المواقف السياسية مما يستدعي أن النووي يعيد لإنسان هذه المنطقة كرامته المهدورة . وهذا بالضبط ما يقوم النظام الإيراني بالتطبيل له والتزمير له وليس الدعوات الإيرانية بلا أس موضوعي يتعلق بالنقاط الذي ذكرنا بعضا منها , وهذا الأس الموضوعي يجعل من الموقف الإيراني موقفا ذا بعدا شعبيا إسلاميا , دون المرور على قنوات العقل ولو قليلا بل عبر محصلة تراكم قهري إزاء إحساس المواطن المسلم بأنه هامشي في هذه الحضارة المتسارعة بطريقة جنونية . كما أن امتلاك إسرائيل لهذا السلاح ومنعه عن إيران يجعل القضي ذا تمييز ديني في لا وعي المواطن المسلم وفي وعيه أيضا . ومجمل هذه الصورة وغيرها من العوامل المعقدة في منطقة ملتهبة أصلا يجعل القرار 1696 قرارا مصيرا بالنسبة لمستقبل المنطقة لأنه من الصعب العودة إلى ماقبله مطلقا هذا من جهة ومن جهة أخرى يفتح المستقبل على احتمالات متعددة بما فيها استخدام القوة العسكرية ضد إيران ولو أنه احتمال شبه مستحيل لأن القوة التي يمكن لها أن تستخدم هذا الاحتمال وتحرض عليه وهي هنا الولايات المتحدة غير قادرة على استخدامه على الأقل في مدى غير منظور لنها متورطة في نماذج سيئة أصلا .
اما الموقف الأوروبي فهو موقف في هذه النقطة ذيليا لولايات المتحدة بحكم المر الواقع وعدم قدرة اوروبا على اتخاذ هكذا قرار بالتدخل العسكري ضد النووي الإيراني لوحدها . ويضاف بالطبع
الموقفين الصيني والروسي اللذان بدأآ يفرضان حضورا متزايدا في هذا الملف ورفضهما لأي خيار عسكري في حل إشكالية هذا الملف , الذي هو في المؤدى الأخير ملفا غير قابل للحياة أصلا .
أما الموقف العربي عموما فهو ضد المشروع الإيراني سواء النووي منه أو الاقليمي في محاولاته التمدد عبر مرتكزات عدة أهمها اللعب على توتير المجتمعات العربية إسلاميا أو طائفيا أو
عبر تشكيل محاور ثنائية عربية إيرانية ـ المحور السوري الإيراني ـ كما هو مرشح المحور القطري الإيراني للعمل تكتيكيا بمواجهة السعودية !!وعلى الرغم من كل هذا نجد ان الخطاب
الإيراني هو خطابا : دينيا من جهة وطائفيا من جهة أخرى حسب كل مجتمع عربي على حده .
وصدور هذا القرار أيضا يتطلب من الدول شرق الأوسط توقع المزيد من المواجهات الإيرانية الغربية على أرض المجتمعات العربية هذه سواء في لبنان كما يجري حاليا أو في تفجير مجتمع
آخر دينيا ـ من خلال دعم التنظيمات الدينية ـ أو طائفيا كما اشرنا إلى ذلك من قبل .
فماذا يفعل العرب في هذه الحالة خارج أن يكونوا تحت مظلة الحماية الدولية / الأمريكية من المشروع الإيراني ؟!! من الطبيعي أن تكون الجائزة التي سيحصل عليها الملالي في طهران في
حال نجحوا في انتاج السلاح النووي هي : نفوذا في المجتمعات المحيطة بهذا السلاح !! وهل يعقل أن أمريكا يمكن أن يضغط عليها السلاح النووي الإيراني من أجل نفوذا إيرانيا داخل أمريكا
نفسها أو حتى داخل أوروبا . المكافأة الوحيدة هي مزيدا من تمدد المشروع السلفي الإيراني وهذا ليس من مصلحة الشعوب العربية التي ستصبح بين فكي كماشة نوويين إسرائيل من جهة
وإيران من جهة أخرى ..وعندها لاينقص الشعوب العربية طرفا آخر يملي عليها مستقبلها !!

غسان المفلح



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران وسوريا تقاتلان بآخر لبناني ..يجب ألا تخرج إسرائيل منتص ...
- إيران وسوريا تقتلان بآخر لبناني ..يجب ألا تخرج إسرائيل منتصر ...
- أطفال لبنان وفلسطين ..هلوكوست آخر
- بين روما وبنت جبيل ضياع الإنسان
- الجريمة في لبنان ومواقف المعارضة السورية
- عذرا بيروت ..مرة أخرى نخذلك
- حزب الله يقاوم ولبنان في قفص الجريمة
- المؤتمر القومي العربي
- وأخيرا ...حقوق الإنسان !!
- أبو القعقاع وميشيل كيلو نص السلطة في سوريا
- الفتنة صاحية
- نحو ميثاق شرف للمعارضة السورية رأي
- رايتي بيضاء ..اعترافا مني بالهزيمة
- إعلان دمشق بيروت والاعتقالات الأخيرة
- صفقة في الأفق أم نجاح في القمع؟
- حماس إلى أين؟
- المثقف المعارض..رؤية بسيطة - تأملات .
- حماس تنع شهيدها الزرقاوي !!
- لليبرالية تاريخ..الليبراليون العرب بلا تاريخ
- الزرقاوي عميل للسي أي إيه وربما للموساد أيضا ؟


المزيد.....




- جوائز غرامي الـ67.. قائمة بأبرز الفائزين
- الشرع يغادر المملكة العربية السعودية.. ماذا دار في حديثه مع ...
- تصعيد عسكري في جنين ومجموع القتلى بغزة يصل 61 ألفا ونتنياهو ...
- مهرجان -بامبلونادا ريمنسي- يحاكي سباق الثيران الإسباني في لي ...
- إجلاء أطفال مرضى من غزة بعد إعادة فتح معبر رفح
- مذيعة سورية تجهش بالبكاء وتناشد الشرع المساعدة في الكشف عن م ...
- القوات الروسية تواصل تقدمها وتكبّد قوات كييف خسائر فادحة
- قادة الاتحاد الأوروبي يجتمعون مع ستارمر وروته لبحث تحديات ال ...
- بيسكوف: الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي ...
- السعودية.. تنفيذ حكم القتل تعزيرا في مواطن بتهمة -تهريب المخ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - القرار 1696 والتحول الروسي الصيني إزاء الملف الإيراني