|
الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة _ تكملة واضافة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6905 - 2021 / 5 / 21 - 11:42
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الزمن والحياة والوقت _ تكملة
1 لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟! ( سؤال ستيفن هوكينغ الشهير ، والشاذ )
لماذا أهملت معظم الثقافات الكبرى ، والمجتمعات الحديثة ، الأساطير التي تأخذ فيها الأرواح ( الجن والشياطين والملائكة ) دور البطولة والانسان دور الكومبارس فقط ؟! لماذا نتفق جميعا على ثنائيات : يمين _ يسار ، شمال _ جنوب ، شرق _ غرب ، ونعتبرها حقائق علمية ، ضرورية وإبداعية ، بينما نختلف على الماضي والمستقبل وخاصة في العلم والفلسفة ، مع أنها خبرة إنسانية مشتركة موروثة ومكتسبة بالتزامن . والسؤال الأكثر غرابة : لماذا تتلقى محاولتي لتحديد العلاقة الحقيقية أو التجريبية بين الماضي والمستقبل ، أيضا العلاقة الحياة والزمن ، بشكل علمي ( منطقي وتجريبي إن أمكن ذلك ) مقاومة عنيفة من قبل الأكاديميين خاصة ، وهي مقاومة لاشعورية بطبيعتها عنيفة وعدوانية وغير عقلانية ؟! هذه الأسئلة مع أنها تتصل على أكثر من مستوى ، تنطوي على مفارقة واحدة أو مغالطة بتعبير أكثر دقة ، الموقف المتناقض من الزمن . .... المغالطة الشعورية واللغوية ، مع خدع الحواس العديدة والمتنوعة ، تشكل الجواب الأول ، المشترك والموروث بطبيعته . لكن الجواب الثاني والأهم كما اعتقد ، يتمثل في فشل العلم إلى يومنا الحالي في التحول بالفعل ، إلى نمط عيش واعتماد عقلي ، على المستويين الفردي والمشترك . .... العلاقة بين الجديد والقديم ، مصدر الخلاف العنيف ، التعصبي ، بين التنوير الروحي والعلم . ينحاز العلم إلى الجديد ، المجهول بطبيعته . بينما ينحاز التنوير الروحي إلى القديم ، المتكرر والمجرب بطبيعته . وتتوسط الحرب المزمنة بينهما ، وموقف الحياد ، الفلسفة والأديان . مع الميل الواضح والثابت للفلسفة في اتجاه العلم والجديد . وميل الأديان المقابل إلى التنوير الروحي والقديم . .... أعتقد أن النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، تشكل نوعا من البديل الثالث العملي ، والحقيقي ، لكلا التطرفين . تطرف العلم في الملموسية ، والمباشرة ، وعبادة التجربة والدليل . وتطرف التنوير الروحي المعاكس ، في التأمل والخيال والحدس والشطح . الوجود أو الواقع الموضوعي ، ليس جديدا ولا قديما _ وليس صدفة ولا سببا _ بل يجمع بين السبب والصدفة بطرق بدأت تتكشف لحسن الحظ . 2 الوجود الإنساني بين الحياة والزمن ما يزال مجهولا بشكل شبه كامل . بعبارة ثانية ، تتمثل المشكلة الوجودية في العلاقة الغامضة بين الحياة والزمن ، وبين الماضي والمستقبل ، وبين الواقع المباشر والواقع الموضوعي . .... سؤال مزدوج حول الفرق _ لو وجود _ بين الزمن والوقت ؟! ما هي طبيعة الوقت أو الزمن ، وبماذا تختلف مكونات الوقت وعناصره الأساسية عن مكونات الزمن وعناصره الأساسية ( اليوم وأجزائه ومضاعفاته ، أو الساعة ، أو السنة ) ؟! بالنسبة لي الجواب محسوم ، وشبه بديهي ، طبيعة الوقت أو الزمن غير معروفة بعد ، وتشكل جدلية مزمنة بين فريقين ، يعتبر أحدهما أن الزمن أو الوقت مجرد عداد آلي تمثله الساعة ، بينما يعتبر الفريق الثاني أن الزمن نوع من الطاقة الكونية المحددة بنهاية وبداية أيضا . الوقت أو الزمن ، مكوناتهما نفسها . لا فرق بين ساعة الوقت وساعة الزمن ، أو بين يوم الوقت ويوم الزمن _ وكذلك الدقيقة والقرن _ ... لا تختلف مدة أو فترة الوقت عن الزمن مهما طالت أو قصرت . بل هي نفسها ، وبصرف النظر عن نهاية الجدل الفلسفي والثقافي المزمن ، في العربية فقط على حد علمي . ولهذا السبب أعتقد أنها مشكلة لغوية فقط . 3 علاقة الماضي والمستقبل ؟! يتجسد الماضي بالأمس المحدد بشكل دقيق ، وموضوعي ( 24 ساعة الماضية ) . بالتزامن ، يتجسد المستقبل بالغد ( 24 ساعة القادمة ) . وبينهما الحاضر ، أو اليوم الحالي ، او الواقع المباشر . هذه الفكرة ( الواضحة ) ، لا يتفق حول تفسيرها اثنان إلى يومنا ؟! .... الأمس يتضمن الماضي كله ، بينما الغد حلقة صغيرة ، أو خطوة واحدة فقط في المستقبل المجهول بطبيعته . ويبقى لغز الواقع المباشر على غموضه ، والواقع الموضوعي ، الذي يتضمن المستقبل والماضي أيضا ، أكثر غموضا وتعقيدا من الواقع المباشر بالطبع . .... حركة الحياة تبدأ من أصغر من اصغر شيء ، في اتجاه ...أكبر من اكبر شيء . او بعبارة ثانية ، حركة الحياة تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر . وحركة الزمن بالعكس تماما ، تبدأ من المستقبل ( أكبر من اكبر شيء ) إلى الماضي ( أصغر من أصغر شيء ) ، عبر الواقع المباشر ومن خلاله . ( من الأنسب ، والضروري ، استبدال كلمة الحاضر بالواقع المباشر ) لا نعرف من الزمن ، أو عنه ، سوى الوقت الذي تقيسه الساعة . ربما تكون علاقة الزمن والوقت ، تشبه علاقة الماضي والأمس ، لكن من غير المنطقي تشبيهها بعلاقة المستقبل والغد . بعبارة ثالثة ، اعتقد أن الوقت هو نفسه الزمن . أو ان الوقت والزمن مثل الأمس والماضي ، وليس مثل الغد والمستقبل . لا يوجد الماضي في خارج الأمس . الأمس يتضمن الماضي كله ، بينما العكس غير صحيح . الأمس هو الماضي الموضوعي بالإضافة إلى الماضي الجديد . الماضي الجديد يتشكل كل يوم ، وهو نفسه المستقبل القديم أو الواقع المباشر . لكن ، هذه الحقيقة الظاهرة ، والتي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ما تزال غير مفهومة إلى اليوم . اين مكان الماضي ، أو مجاله وحيزه الخاص ؟! ( لا يوجد مكان خاص بالماضي ، وآخر خاص بالمستقبل ) . وهذا هو الجواب الوحيد المنطقي ، والممكن . الجواب التجريبي او العلمي ، غير ممكن حاليا كما أعتقد ، ولزمن يطول . 4 بعد تحويل عبارة الماضي والمستقبل ، إلى الأمس والغد ، تتكشف الصورة أو العلاقة بين الأزمنة الثلاثة ( الماضي والحاضر والمستقبل ) . حيث الماضي حدث أولا . يمكننا اختبار الأمس ، وهو يبتعد في الماضي وليس في اتجاه المستقبل بالطبع . ( بدلالة الأحداث المختلفة والمتنوعة بلا استثناء ) . اليوم الحالي هو مزيج غريب ، وغير مفهوم : نصفه من الماضي ونصفه المقابل من المستقبل ( الحياة من الماضي ، والمن من المستقبل ) . يوم الغد هو الكثر غرابة وغموضا بالطبع . .... العلاقة الحقيقية بين الأمس واليوم الحالي والغد ، يمكن فهمها بالاستدلال المنطقي ، هذا موقف واعتقاد شخصي اسعى لتفسيره وتبريره بالأدلة . لنتذكر أن فلاسفة اليونان ، قبل أكثر من 25 قرنا اكتشفوا كروية الأرض بواسطة الاستدلال المنطقي فقط : 1 _ لو كانت الأرض مسطحة كما تخبرنا الحواس ، أو غير كروية ، لكانت الشمس تغرب وتختفي دفعة واحدة وليس بشكل تدرجي . 2 _ لو كانت الأرض مسطحة ، وغير كروية ، لكان ظل الانسان في الشمال او الجنوب أطول منه في بقية أماكن العالم ( المتوسطة ) . 3 _ لو كانت الأرض مسطحة ، أو غير كروية ، لكانت ظواهر الكسوف والخسوف كاملة وغير منقوصة أو جزئية كما نراها غالبا . بالمقارنة ، وبعد التفكير والتذكير ، ... بأن الأمس حدث سابقا ، والغد لم يحدث بعد . وهي حالة تتكرر وفق نفس الترتيب ( والعكس بدلالة الحياة ) : 1 _ الغد . 2 _ اليوم . 3 _ الأمس . نحن جميعا نعرف ( الكتاب والقارئ _ ة ) أن سنة 2020 تبتعد عن الحاضر ، ولا يمكن أن تقترب منه . ومثلها بقية مكونات الزمن أو الوقت ( الماضي ) . بالمقابل نعرف أن سنة 2022 قادمة بالتأكيد ( مع عدم وجود دليل تجريبي ، وهذه مشكلة ناقشها الفلاسفة مرار خلال القرون السابقة ) ، وهي تقترب بنفس السرعة الثابتة والتي نقيسها الساعة . وبنفس السرعة والاتجاه تقترب سنة 2222 أيضا ...وغيرها من كل ما سيأتي في الغد والمستقبل ( من المجهول المطلق ) . .... وتبقى المشكلة الرئيسية ، تتعلق بالحاضر أو بالوقاع المباشر ( متلازمة الحاضر والحضور والمحضر _ الزمن والحياة والمكان )حيث يبقى الأحياء في الحاضر من الولادة إلى الموت . 5 علاقة الماضي والمستقبل ليست انعكاسية مثل الجهات ، وهذا الاختلاف أساسي ، ومصدر ثابت للخطأ وسوء الفهم . وهذا اللغز ، والمشكلة المزمنة التي تتطلب الحل العلمي والفلسفي . بعد إضافة تشبيه آخر هو شارة المرور ، ربما تتوضح العلاقة بني الماضي والمستقبل أكثر ... لكننا ننسى دوما ، أن الحياة والزمن مطلقان كونيان ، نكاد لا نعرف عنهما شيئا يذكر . .... الحياة والزمن يبدآن معا ، وينتهيان معا ( منطقيا وتجريبيا ) . الأبد والمستقبل المطلق بداية الزمن . بينما الأزل والماضي المطلق بداية الحياة . هذه الحقيقة المزدوجة ، ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . لكن يتعذر فهمها . كيف يمكن شرح ذلك او تفسيره ، أو حتى فهمه وتقبله ؟! محلق فرضية جريئة : نعرف أن للمكان ثلاثة ابعاد ، وللزمن ثلاثة حدود . ابعاد المكان ( طول وعرض وارتفاع أو عمق ) . ابعاد الزمن ( ماض ومستقبل وحاضر ، واقع مباشر _ هنا ) . المشكلة في العلاقة بين المكان والزمن أيضا ، طبيعتها وحدودها ؟! بالصدفة اكتشفت الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، وعبر الحوار يتغير فهمي لها وللواقع المباشر ( والموضوعي خاصة ) كل فترة ، واحيانا بسرعة وبشكل درامي بالفعل . حتى ولو كانت هذه الأفكار _ الجديدة _ التي أقدمها خطأ بالكامل ، لن يلغي ذلك أهمية هذا البحث في طبيعة الزمن والواقع ( الزمن والحياة خاصة ) . للبحث تتمة ...
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة _ تكملة
-
الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة
-
رسالة إلى الله _ تكملة
-
رسالة إلى الله
-
اللاعنف موقف الأقوياء لا الضعفاء
-
من أين يأتي الغد 2
-
من أين يأتي الغد 1
-
من أين يأتي الغد ؟
-
رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...النص الكامل
-
رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...الخاتمة
-
رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...تكملة
-
رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...
-
لماذا ، وكيف ، يفضل غالبية البشر الفكرة الخطأ على المعلومة ؟
-
لماذا ، وكيف ، يتفوق فرويد على سكنر ؟
-
لماذا
-
ملخص النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، جديد ومتكامل
-
الحب كله
-
ملحق النظرية الجددسة للزمن _ الخلاصة
-
ملحق النظرية الجددسة للزمن _ تكملة
-
هل تحدث الأزمنة الثلاثة ( الماضي والحاضر والمستقبل ) بالتزام
...
المزيد.....
-
تطايرت القمامة على وجهه.. شاهد ما حدث لعامل خدمة نظافة بعد ت
...
-
شاهد كيف سلّمت كتائب القسام رهائن اسرائليين للصليب الأحمر في
...
-
ابتعد عن شراء ما يسوّقه لك المؤثرون، ربما ستدرك حينها أن ما
...
-
لا إعفاءات حتى الآن..البيت الأبيض يعلن تطبيق رسوم ترامب الجم
...
-
الجيش الإسرائيلي يؤكد وصول رهينتين إلى إسرائيل أفرجت عنهما ح
...
-
رسائل -حماس- الصريحة لتل أبيب والعالم لكسر جانب من هيبة الجي
...
-
-القسام- تسلّم الأسير الإسرائيلي الأمريكي الثالث للصليب الأح
...
-
كيف تُسقط دولة دون إطلاق رصاصة؟
-
أحدهما روائي.. أسيران مقدسيان في رابع دفعة من -طوفان الأحرار
...
-
13224 مهاجرا عربيا غير نظامي بأميركا يخشون الترحيل
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|