أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عطية شناوة - سلفية عرقية














المزيد.....


سلفية عرقية


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 6904 - 2021 / 5 / 20 - 17:58
المحور: الادب والفن
    


ينمو في مجتمعاتنا باستمرار حجم أوساط تتطلع وتطالب بأن تنفض مجتمعاتنا عنها سبات القرون، وتحدّث منظومتها الفكرية والقيمية، وتلحق بالعالم المتقدم فيما يتعلق بحرية الفكر وحقوق الأنسان. لكن الغريب أن بينها، وسط يحمل، دون أن ينتبه، تصورات، ويروج لدعوات تتناقض مع جوهر بناء، مثل هذا المجتمع المرتجى,

فجوهر التقدم في المجتمعات المعاصرة يتمثل في مبدأ المواطنة الذي يسمو على الأنتماءات الفرعية أثنية أو دينية أو مناطقية، فيما يروج هذا الوسط لتفتيت الثقافة واللغة الموحدة للمجتمع، بدلا من السعي إلى تطويرها، ويتعامل معها باعتبارها لغة وثقافة متحجرة، دخيلة، مفروضة قسرا، ويتعين التخلص منها، وأحياء لغات لم يعد لبعضها وجود، تطمينا لما يعتبره حقوقا قومية مهضومة.

ولا ينتبه أصحاب هذا التوجه الى ان تطمين الحقوق القومية في المجتمع متعدد القوميات، ثقافية أو سياسية، لا يقوم على حساب العناصر الموحدة للمجتمع، وأهمها على الأطلاق الثقافة واللغة، وعلى التصادم معها، وأعتبارها وجودا معاديا يتعين احتقاره وتكثيف الهجوم عليه، تساوقا مع ميول قومية متعصبة دفينة.

عجلة التطور لا يمكن إرجاعها الى الوراء، ومن الحماقة أن يتطلع عراقيون إلى التخلي عن اللغة العربية، من أجل إحياء اللغة السومرية، حتى وإن كان أصلهم سومريا، وهو أمر يصعب إثباته جينيا، بعد دهور طويلة من التلاقح الأثني في جنوب العراق والعراق عموما.

وربما ينطبق هذا على اللغة المصرية القديمة، فأي تفكير بأحيائها على حساب العربية، ليس سوى ضرب من العبث، فكيف يمكن إحياء لغة ميتة، لتحل محل لغة حية، هي اللغة العربية، التي يستخدمها المصري حتى في أحلام منامة، فضلا عن أحلام اليقظة، التي يروج البعض لتحقيها مثل حلم التخلي عنها، وهي أحدى اللغات الست الرسمية في الأمم المتحدة.

أما اللغات الحية، مثل الكردية والسريانية والأمازيغية، فمن الواجب السعي الى دعمها وتطويرها، ولكن ليس بهدف إضعاف اللغة الموحدة ـ اللغة العربية ـ وليس عبر الهجوم عليها واعتبارها، وأعتبار تقافتها، وجودا معاديا يتبغي أحتقاره ومحاربته بشتى الصور. لأن مثل هذا التوجه ضار بوحدة المجتمع، ومسعر لللإنقسام والأحتراب القومي والأثني في المجتمع الواحد,

ويتعين إستيعاب أن هذا التوجه يمثل سلفية عرقية لا تقل خطرا عن السلفية الدينية.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة قصيرة في عقل ((مستنيرين)) عرب
- الولايات المتحدة الصهيونية
- حوار حول القضية الفلسطينية
- حنجورية المتصهينين العرب
- التكرار يعلم الجميع .. هل الصهاينة استثناء؟
- مهلهل وجساس وكمال غبريال
- بين محمد بن سلمان وصدام حسين
- عن المصطفين في طوابير الإنشاد لبن سلمان
- بذور الإرهاب.. خزين تربتنا ام زراعة الأعداء؟
- الكلمة والمعنى والموقف
- عواقب إرهاب التأسلم على مسلمي أوربا
- السياسة المقدسة
- يتامى في شارع يتيم
- نحباني للو !!!
- تأملات في الثورة
- تحية لذكرى شيخ التنوير الأول علي عبدالرازق
- ثقافة الشتيمة
- أنانية الطبقة المتوسطة
- حرية إرتداء الحجاب والنقاب والبرقع
- من نحن؟


المزيد.....




- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...
- سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي ...
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عطية شناوة - سلفية عرقية