أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حارث رسمي الهيتي - وماذا بعد مقاطعة الانتخابات؟














المزيد.....


وماذا بعد مقاطعة الانتخابات؟


حارث رسمي الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 6903 - 2021 / 5 / 19 - 22:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن فجر الأحد التاسع من آيار الجاري يوماً اعتيادياً فقد شهد تصفية الناشط الكربلائي ايهاب جواد الوزني، كما انه لم يكن استثنائياً فنهاية ايهاب بالطريقة التي انتهى بها لم تعد جديدة أومستبعدة في البلد، الاستثناء هو في طريقة التعاطي مع الحدث. منذ اسبوع دخل موضوع الانتخابات والقيام بفعل تجاهها أو التعامل معها حيز الفضاء العام الواسع ظاهرياً بعد حادثة اغتيال الوزني، الا إن الفضل الاكبر –جوهرياً- يعود للـ"تململ الاجتماعي" إن صح التعبير عن جدوى الانتخابات والمشاركة فيها وما سيترتب على أثرها. بل يتجاوزها الى أبعد من ذلك والتفكير بجدوى العملية السياسية الحالية برمتها. خاصةً اذا اعدنا التركيز على إن المطلوب من المشاركة اليوم هو مشاركة على اساس قواعد رسمتها من جديد –تحت ضغط تشرين- كل الزعامات والاحزاب الماسكة بالسلطة منذ الاحتلال الامريكي للعراق الى اليوم، وهذه القواعد من شأنها أن لا تحدث تغييراً جوهرياً في بنية النظام غير ما يطبّل له عرابيه ويعدونه انتصاراً تحت يافطة "العرس الانتخابي" متبجحين بالـ "الجو الديمقراطي" الذي قام على انقاض النظام الديكتاتوري، هذه الديمقراطية التي تبدأ وتنتهي بورقة الاقتراع، اما نتائجها وطريقة التعاطي معها فهي من شأنهم تزويراً وتهديداً وحرقاً للصناديق إن تطلب الأمر.
امام حملات التعليق والمقاطعة للانتخابات القادمة جملة من الامور أعتقد من الواجب طرحها ومناقشتها حتى يتحول هذا الفعل الى آلية من آليات استراتيجية سياسية أوسع وأشمل، وايضاً ليتحول هذا الفعل الى فعل احتجاجي من شأنه أن يخرج موقف المقاطعة من موقف اخلاقي يتبناه افراد كحد ادنى الى موقف سياسي تتبناه جماعات وتنظيمات كحد أعلى، هذا الموقف يكون قادراً على احداث تغيير حقيقي لعملية سياسية أراها ومعي الكثير انها قد هرمت إن لم تكن تحتضر.
وحتى تبتعد تلك المواقف الداعية الى التعليق او المقاطعة من اعتبارها مواقف آنية جاءت كردة فعل على حادثة اغتيال الوزني وحوادث أخرى سابقة أو حتى لاحقة، كان من الضروري الالتفات الى ان الانتخابات القادمة المؤطرة على انها "مطلب تشرين" ما هي الا واحدة من ديناميات هذه السلطة واركانها وزعاماتها باعتبارها قادرة على اعادة انتاج هذا النظام، على اعتبارها انها ستجري وفق رؤية وآليات وقواعد زعماء هذه العملية السياسية، شرعية هذا النظام والعملية السياسية سابقاً باعتبارها ممثلاً لهذه الطائفة او تلك وهذه القومية والاخرى، ولاحقاً ستكون سلطة ونظام تمثّل تشرين وبعدها "طلابة الما تخلص"!!
من هنا تأتي أهمية أن تجتمع كل القوى والتوجهات المؤمنة بلا جدوى العملية السياسية الحالية الى الجلوس ووضع ملامح الخارطة المستقبلية، خطوات من شأنها ان تبلور خيار المقاطعة وتخرجه الى فضاء الفعل الايجابي الفاعل والرؤية السياسية القادرة على احداث تغيير سلمي من خلال تلك المقاطعة، أي الاجابة على سؤال وماذا بعد المقاطعة تلك؟ وهنا أعيد ما كتبته بمقال سابق حول امكانية اعادة لحظة تشرين من جديد باعتبارها ممكناً بشرياً، وهذا الطرح يقوم على اساس ان اللحظة التي أنتجت تشرين ما تزال متوفرة إن لم تكن قد تطورت وتبلورت أكثر، ومن كلا الجانبين، جانب التشريين فهم الآن أكثر تنظيماً وتطلعاً للخلاص من هذا النظام وتوقاً لبديل أفضل، ومن جانب كل ذلك التحالف الماسك للسطة والمال والسلاح فضلاً عن انه أكثر تمسكاً بهذا النظام اذ يعلم الآن ان وجوده مرتبط بهذه السلطة أكثر من السابق. وأكثر انغلاقاً بما لا يسمح لإمكانية حدوث تغيير من داخله او بقواعده حتى. بل ذاهب باتجاه انتاج مستمر للاستبعاد بكل اشكاله، استبعاداً للمجتمع من حقه في المشاركة المختلفة.
من كل ما قلنا اعلاه نتلمس وجود صفين/معسكرين، الاول يقف فيه كل من نعتقدهم فرقاء في الحياة السياسية اليومية الا انه سرعان ما يتفق ويكون قوياً بمستويات مختلفة تجاه كل من يقف في غير الصف هذا، وآخر يضم كل الناقمين على الصف الأول المحاصصاتي/الزبائني. فالمرحلة المقبلة تحتم علينا اعادة التفكير بطرق الخلاص، الطرق السلمية المتاحة والتي تم تجريبها سابقاً وأنتجت تشرين، مرحلة ننفي فيها التفكير القديم المتمثل بامكانية حدوث تغيير من خلال المشاركة/التشارك مع القديم أو جزء منه أو القواعد التي وضعها هو نفسه، فتجربة الثمانية عشر عاماً الماضية تبيين ان هذا القديم كله مشترك بانتاج اللحظة البائسة التي نعيشها. وهنا تكمن ضرورة بناء البديل السياسي لما نحن فيه.



#حارث_رسمي_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوشفيتس الذي لم يغلق بعد!!
- تشرين.. قلب واحد وعقول متعددة
- لماذا نختصر دائماً؟
- أن تقول رأيك
- مكامن التمرد ومنابع الثورة
- الآخر.. لايحملُ سكيناً
- شباط.. الدرس المبكّر
- آخر إنذار قبل الأحمر!!
- متى نتخلص من أبو خزامة؟!!
- في الذكرى الأولى لانتفاضة 2019 (محاولة للفهم)
- الغياب والحضور (قراءة في ماهية الدولة)
- من الذي انتصر في تشرين؟!
- انا مواطن...انا ضحية
- القلق من القادم .. القلق المزّمن
- داعش الوظيفي!!
- (اكتوبر 2019) وولادة الفاعل الجديد
- الانتخابات المبكرة باعتبارها مقامرة اكيدة
- الريع النفطي وغياب حوامل الديمقراطية ( تحديان أمام التجربة ا ...
- متى تغيب الدولة ومتى تحضر؟!
- مشهدية حزيران ٢٠١٤


المزيد.....




- السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته ...
- نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف ...
- -الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر ...
- السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
- نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران ...
- نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب ...
- كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
- تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
- -مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت ...
- مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حارث رسمي الهيتي - وماذا بعد مقاطعة الانتخابات؟