أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توما حميد - حول اعمال القتل الجماعية ضد الفلسطينيين وسبيل حل الواقعي!














المزيد.....


حول اعمال القتل الجماعية ضد الفلسطينيين وسبيل حل الواقعي!


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6903 - 2021 / 5 / 19 - 16:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتم تصوير الاحداث الحالية في فلسطين من قبل الحكومة الإسرائيلية وقادة الغرب واعلامه والدول العربية وحتى بعض قوى الإسلام السياسي كأنها حرب بين حماس وإسرائيل، في حين ان الواقع يشير الا انها لا تتعدى اعمال قتل جماعية تقوم بها الدولة الإسرائيلية وجيشها ضد الفلسطينيين. يجب ان لا ننسى ان الاحدث الحالية هي ليست حرب بين دولتين ذات سيادة، بل حملة تقوم به دولة تمتلك واحدا من اقوى جيوش العالم ضد جماهير لا حوله ولا قوة لها ولم يكن لها دولة يوم من الايام. ان ارقام الضحايا على الطرفين، تعكس هذا الواقع، اذ قتل لحد اليوم 222 فلسطينيا بينهم 63 طفلا و37 امرأة و16 مسنا إضافة الى 1500 جريح. في حين قتل 12 مدنيا في إسرائيل بينهم طفلين وفلسطينيين واغلبهم في المناطق المهمشة من إسرائيل حيث لا يمتلكون الملاجئ مثل الاحياء الاخرى. ولم تتمكن حماس من الحاق الأذى باي جندي او شرطي إسرائيلي. ان المدنيين في قطاع عزة الذين هم ضحايا العنف الإسرائيلي، ليس بإمكانهم منع حماس من إطلاق الصواريخ في حين بمقدور دولة إسرائيل حماية نفسها بشكل فعال من خلال القبة الحديدية وعدم استخدام قوة مفرطة وبشكل عشوائي والرد بشكل لا يتناسب مع التهديد التي تشكله صواريخ حماس وهو عمل يرتقي الى جرائم حرب.
لقد كانت إسرائيل كالعادة سبب اندلاع موجة العنف الحالية. فهناك حملات منذ أشهر من قبل منظمات إسرائيلية من خلال المحاكم لطرد عدد من العوائل الفلسطينية في حي شيخ الجراح حيث يسكنون منذ ان طردوا من أراضيهم في حرب 1948. لقد أدت هذه المحاولات الى مواجهات شبه يومية بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية. لقد ازداد التوتر بعد الاشتباكات التي حدثت نتيجة مسيرات اليمين الإسرائيلي في القدس الشرقية تخليدا ليوم العودة وهو الاحتفال بتاريخ احتلال اسرائيل لهذا الجزء من القدس. تبعت هذه الاحداث قيام الشرطة الإسرائيلية بغارة على مسجد الأقصى أدت الى جرح المئات من الفلسطينيين. وهناك حوالي 350 ألف فلسطيني في القدس الشرقية يعيشون في أوضاع مماثلة، أي في وضع معلق وتحت تهديد الطرد.
لقد وجدت حماس كقوة يمينية مغرقة في الرجعية، فرصة في هذه الاحداث للاستفادة من مظالم الفلسطينيين والاعتداءات الإسرائيلية وخاصة ان الفلسطينيين اليوم هم أكثرا يأسا من أي وقت اخر، فقامت بأطلاق الصواريخ على المدن في الجنوب الإسرائيلي بشكل عشوائي وهو عمل يرتقي الى جريمة حرب. فكالعادة تستفيد القوى اليمينية على الجانبين المتمثلة بالحكومة الإسرائيلية وحماس والجماعات الإسلامية الأخرى من هذه الاحداث التي يدفع ثمنها الأبرياء على الجانبين.
ان الحديث عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها هو مرائي لان الحكومة الإسرائيلية نفسها تعترف بانها تستخدم قوة مفرطة وبشكل متعمد في هذه المواجهات. ان الحل هو الوقف الفوري لحملة إسرائيل، ولحد الان إسرائيل هي العائق امام وقف إطلاق النار اذ ان حتى شروط حماس لا تتعدى إطلاق سراح كل المعتقلين، سحب الجيش من مسجد الأقصى وعدم طرد العوائل الفلسطينية من بيوتهم وهي شروط معقولة. ان ما يشجع الحكومة الإسرائيلية على عدم القبول بوقف إطلاق النار هو دعم الحكومة الامريكية غير المشروط لها.
ان الاحداث الحالية هو سبب اخر يجعل حل قضية الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني بشكل نهائي مسالة ملحة. ان أفضل حل لهذا الصراع لايزال هو حل الدولتين. ان الحديث عن تقوية اليسار في إسرائيل بحيث يمكنه حل هذه القضية من خلال إقامة دولة يتمتع فيها الفلسطينيين بحقوق متساوية هو حل غير واقعي. ان المجتمع الإسرائيلي هو مجتمع منقسم على نفسه واليسار بما فيه يسار الوسط دع جانبا التيار الاشتراكي والشيوعي منهار. ان الدولة وأجهزة الجيش والشرطة هي بيد اليمين. هذا اليمين مستفاد من بقاء هذه القضية غير محلولة حيث يدين في جزء من قوته الى بقاء حالة العداء والتهديد. يقضي استمرار هذه الاوضاع على ما عليها، على أي إمكانية لتقوية اليسار على الجانبين، فهذه الأوضاع تدفع كل المجتمع نحو اليمين. ليست صدفة ان اليسار على جانبي هذا الصراع ضعيف للغاية. ان حل هذه القضية سيؤدي الى تقوية اليسار وليس العكس. يقف اليمين الإسرائيلي بشدة ضد حل الدولة الواحدة بشرط ان يتمتع فيها الفلسطينيين بحقوق متساوية، لذا فان الحل الوحيد الموجود في عرف اليمين الإسرائيلي هو طرد الفلسطينيين من أراضيهم وفرض امر واقع جديد يتغير مع مرور الوقت وبقاء هذه القضية غير محلولة. استمرار هذه القضية بدون حل يزيدها تعقيدا ويجعل مسالة حل الصراع أكثر صعوبة. في حين، ان حل الدولتين هو حل يتمتع بدعم الكثير من القرارات الدولية والكثير من الدول والقوى حول العالم ويمكن العمل عليه الان. ان القضايا العالقة امام حل الدولتين هي اقل من العوائق امام حل الدولة الواحدة بكثير. ان ما يقف حائل امام هذا الحل بشكل أساسي هو مرة اخرى الدعم غير المشروط الذي تقدمه الحكومة الامريكية لدولة إسرائيل. لذا يجب فضح موقف الحكومة الامريكية واجبارها على وقف دعمها بما فيه الدعم العسكري غير المشروط. ان حل هذه المعضلة سوف يساعد في اضعاف القوى اليمينية على الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني وانهاء دوامة العنف.



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خذوا اللقاح ضد كوفيد-19!
- ابقوا النقاش سياسياً! (رد على مقال عبد الحسين سلمان وبعض الت ...
- الصيام الإسلامي والعلم!
- رزكار عقراوي والدوران في مرحلة -المكارثية-!
- المنظمات غير الحكومية أداة اليمين البرجوازي! الجزء الثاني وا ...
- المنظمات غير الحكومية أداة اليمين البرجوازي! الجزء الاول
- ترامب والصدر: قضيتان وجذر واحد!
- الى اين تمضون ...-رفاق-؟!
- الموقف من صعود الصين والصراع الأمريكي -الصيني!
- بصدد اقتحام الكابيتول!
- دروس من قضية جوليان اسانج.
- ماذا حل بإسلامية المجتمع السعودي؟
- أهذا كل ما فهمته عن ماركس!؟ ( بصدد هرطقات حسين علوان عن مارك ...
- حول دكتاتورية البروليتاريا والحرية السياسية* (رد على سؤال طر ...
- للأسف .. ليس بوسع ماركس ان يسعفك!! (رد على تحريفات حسين علوا ...
- بائع جديد لبضاعة مستهلكة! رد على انتقادات حسين علوان حسين عد ...
- رد على رد السيد حسين علوان!
- هل يفقد الدولار الامريكي مكانته كالعملة الاحتياطية العالمية؟
- المقامرة بحياة المرضى، الدكتور حامد اللامي مثالا!
- العنصرية في ظل الرأسمالية!


المزيد.....




- وصول سجناء فلسطينيين مفرج عنهم إلى الضفة.. ونقل بعضهم للمستش ...
- أول تعليق من نتنياهو بعد إطلاق سراح 3 رهائن جدد من غزة
- سوريا.. قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة قرب -دوار السفينة- وس ...
- المرشح الرئاسي في رومانيا يؤكد أن سياسات كييف تؤجج الصراع
- السودان.. مئات القتلى والجرحى إثر قصف لبعض الأحياء وسوق صابر ...
- القائد العام للقوات الأوكرانية يشير إلى ضعف التدريب النفسي ل ...
- موسكو: من المثير للاستياء أن غوتيريش لم يذكر خسائر الاتحاد ا ...
- محكمة بريطانية تسمح بمراجعة قرار الحكومة بيع مكونات لمقاتلات ...
- فيديو: هكذا سلمت حماس الرهينة الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل ف ...
- دراسة دولية: اتكال ألمانيا على نجاحاتها السابقة أوقعها في مأ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توما حميد - حول اعمال القتل الجماعية ضد الفلسطينيين وسبيل حل الواقعي!