|
عبد الكريم هداد ... دجلة .. الفرات...
مصطفى شيخان
الحوار المتمدن-العدد: 1633 - 2006 / 8 / 5 - 11:08
المحور:
مقابلات و حوارات
إنَّ اللدغَة الأولى ، تكفي للأبتعاد عن مكمن العقارب وفي الثانية ، يحقُ لي أن أسميك أعمى أما الثالثة ، فلها ألف... لن أقول - ألف حساب - ، لأنكَ بعتَ ، واشتريتْ !
كيف لي ان اقدم عبد الكريم هداد وهو قامة شعرية , عنيّ بالشعر الفصيح والشعر الشعبي العراقي له أكثر من ديوان منها ( طفل لم يرم حجراً ,جنوباً.. هي تلك المدينة .., والعديد من المنشورات في الصحف والدوريات . عبد الكريم هداد توجهنا إليه بهذه الاسئلة علّنا نوفيه ما يستحق من حقه علينا..
مصطفى شيخان : سؤال مباغت أين تجد نفسك في الشعر الشعبي أم في الفصيح وأيهما اقرب إليك ..؟ عبد الكريم هداد : إنهما يستعينان بلغتين ذات موسيقى خاصة وجميلة ، فلكل منها أنوثتها المستفزة عندي ، رغم إنني أميل إلى الفصحى...! ، إن اللغة العربية الفصحى باعتقادي هي حجر مرمري خلال النحت عليها بإزميل النحات ، أما اللهجة الشعبية العراقية فهي كالطين ، فطرية التكوين بين يدي الفخار .
مصطفى شيخان: هناك من يقول إن الأزمة أزمة فكر لا أزمة شعر ؟؟ ما الذي يستطيع الشاعر تقديمه إلى أمة مأزومة وتحتفل بأعوام الدمع والدم في ظل ما يشهده العراق وفلسطين ولبنان الآن ؟ عبد الكريم هداد : الشعر يستطيع أن يقدم الكثير ، وهو يقدم كل يوم أناشيده ومعلقاته وأغانيه ، لكن للأسف الشديد لم يستطع المبدعون الحقيقيون من الوصول إلى الجمهور الذي ينتظر منه ما يرغبه ، وما يأخذ بيده نحو ضفاف نقية الروح والمشاعر والفكر ، أن صاحب الأزمة ليست الشعوب بل هي النخبة السياسية الحاكمة والمعارضة على حد سواء ، فلم تعطي النخبة الحاكمة المساحة المطلوبة للصوت المختلف والنقي في إبداعه وما يطرحه من تساؤلات وإجابات متقدمة عن تلك النخبة المعارضة التي أصبحت رموزها فئة سماسرة تتنافس في سوق الشعارات فقط ، دون أن تسمح للإجابات الحقيقية في التقدم . لذا ترى إنتهازيوا النظم الحاكمة وأولئك الذي يركبون موجة المعارضة لغايات إنتهازية فقط نحو تحقيق مصلحة ذاتية لها قواسمها المشتركة بينهم ، يلتقون بسرعة تغير الأنظمة الحاكمة ..!!! من هذا كله ، إن الأزمة موجودة لدى من يمتلك خطوط التماس اليومي من الأعلام ، كأدوات توصيل يومية فعالة تخلق ما تخلق من نجومية الشعراء ومن يمتلك لغة تمسيح أكتاف النخب السياسية وذوات المال ،حيث لا يمكن للمبدع الحقيقي أن يدخل دائرتها . مصطفى شيخان: في سيرتك الذاتية كما عرفت خرجت من العراق لظروف سياسية وفي مقال لك أيضا(( أمريكا لن تحقق حلمي)) عرجت على أحلام ما ، ما هو حلم عبد الكريم هداد الذي خرج من العراق ؟ عبد الكريم هداد: إن عبد الكريم هداد ، يبقى هو ذلك العراقي الذي خرج من العراق معارضاً لنظام دكتاتوري أغتصب مصالح وثروات الشعب العراقي وبددها في حروب لا طائلة للشعب العراقي فيها ، ولن أغير مواقفي الإنسانية والسياسية تجاه ما يحصل الآن في العراق ، لأنه فقط تغير نظام استبدادي بنظام قتل عشوائي وتبديد ثروات البلاد في نهب تقاسمي على طاولة طائفية قومية تسمى " ديمقراطية " ، ليست هذه الديمقراطية التي أريدها ، لا أريدها لمصلحة نخب فقط تشعل النار ، وتنهب ما تنهب ، نخب تتبجح بالشعارات وتمارس ماكان صدام يمارسه مع الشعب العراقي ، رغم اختلاف أشكال الممارسة ، لا أريد الديمقراطية حين تحرث أرض العراق بالطائفية والقومية ..أنا أريد الديمقراطية أن تحقق دولة القانون ، قانون متراص يكتبه أصحاب العقل والتخصص لا أصحاب الغرف المظلمة ، و أريدها أن تحقق لي الرفاه والأمان ، لا تحقق لي أسماء جديدة لبيوتات سياسية وأصحاب مال " حواسم " تقرر ما تقرر في مصير الشعب والأجيال القادمة . وبيوتات السياسة والمال هو مفهوم أمريكي يدير حركة المجتمع الأمريكي عبر برلمانها ..! مصطفى شيخان: الشعر الشعبي العراقي الذي تحفل به الآن الفضائيات برأيك هل يمكن التفريق بين الغث والسمين ؟ وعلى عاتق من وأنت صاحب تجربة في كتابك مدخل إلى الشعر الشعبي
عبد الكريم هداد: لا أتصور أن الفضائيات قدمت أو تستطيع أن تقدم لي ما وضحته من قبل ، حيث عوالم إبداع الشاعر الحقيقي ، إنها تقدم من هو مكمل لمنجزها في خطابها الإعلامي .. فلم أفلح في مشاهدة شاعر قدم على أساس منجز شعري .. بل ما هو متوافق مع ماسميته أنت بالأزمة الفكرية القاحلة التي تهز لها الصبايا أردافهن بنغم مرقص ليلي من خلال الفيديو كليب ...هذا هو المنجز الشعري ، وبالتأكيد هنالك استثناءات...! حتى إنني لفت نظري أن الكثير من الشعراء قد انجروا إلى هذه الهاوية وهم يتشدقون بمنجز مواقف ماضية لهم وهم يؤدون الآن دور مقيت يرغبه الإعلام العربي ، إنهم هيروين شعري ، يستفزوننا ... لكنهم يتركوننا لحظة المواجهة مصطفى شيخان الآن بعد سقوط النظام رأينا على معظم الفضائيات أغاني عراقية( الرمانة وغيرها) ما هو برأيك مستقبل الأغنية العراقية والى أين؟ عبد الكريم هداد : إن الأغنية العراقية الآن قد ألخص تجربتها الآن بكلمات قليلة .... الأغنية العراقية أسيرة إيقاعات الحروب والملاهي الليلية ، وأنت سيد العارفين حيث عاش العراق لعقدين من السنوات في دوامة أغاني التمجيد والحروب والتأليه ، لم يتسنى حتى هذه اللحظة أن يتناساها اغلب فنانو العراق إيقاعاتها وصراخ كلماتها ، لقد كانت أغاني رقص على جثة الضحية وتمجيد القاتل ... كانت الأغاني فرحة بالموت الرخيص .. وهم نفسهم الآن من ينتج هذه الأغاني التي أشرت إليها ، حيث امتلكوا صالات الفنادق ، وهي عملية غسل الأموال في مدن عربية ، وما هذه الأغاني التي أشرت إليها إلا لياليهم التي تعودوها حينما كانوا في بغداد ، لقد تركوا العراق وهم يحملون الأموال المسروقة ، والراقصات الغجريات ، ومطربيهم أيضاً ، لقد لوثوا ذاكرة العراق في الماضي ، والآن يلوثوا منافينا ....! إنهم أصحاب المال الطفيليون ، الذين ليس لهم من هم سوى المال ومتعته الليلية ، وهنالك فرق بين البرجوازي الطفيلي والبرجوازي الوطني ، الذي فيه من الحرص الوطني الكثير ، لكن الأغنية العربية .. أرى أن هنالك أيدي خفية وقوية في المال والعقل نحو التخريب الثقافي .. لا التجديد الثقافي ..كل هذه الأوطان العربية .. بكل فضائياتها وفنانيها أين هويتها الموسيقية وأين فلكلورها وأغانيها الشعبية ، أين فيروز ...نعم فيروز ...أيعقل بأن هذه الأمة فقط ترقص من الصباح حتى المساء ، إنها امة أصبحت تسمع بأرجلها لا بأذانها
مصطفى شيخان: على صعيد المنجز الشعري على ماذا يعكف عبد الكريم هداد الآن ؟ هل تلوح في الأفق دواوين جديدة أم .... غير ذلك ؟ عبد الكريم هداد: لي عدة مخطوطات شعرية ، تبحث عن دار نشر تتبنى طباعتها ونشرها ، كذلك لدي الكثير من النصوص الغنائية العراقية التي تحتاج ملحن ،و لدي أيضاً مشروع متواصل في كتابته وهو بحث حول الأغنية العراقية ، حيث أنجزت منه مراحل متقدمة ، أتمنى أن أوفق فيه ، في نهاية المطاف ..!
مصطفى شيخان: نعم لكن الآن وقبل فترة شهد العراق مهرجان المربد الذي تحول كما عرفت الى حلبة للتخوين وشد الكرامة وسحبها من البعض أحيانا كل الأدباء والشعراء العراقيين ومعظمهم لكي لا أعمم يحتكرون الوطنية كل على حدا برأيك على الساحة الآن أي الأصوات الشعرية التي تقول شعرا لا غير ذلك من العراق عبد الكريم هداد: إن ما تراه الآن من مشهد قد يسميه البعض " مشهد ثقافي " ماهو ألا انعكاس حقيقي لما يحصل سياسياً ، حيث فرسانه هم ممن كانوا لسنوات طويلة فرسان " مشهد ثقافة النظام الدكتاتوري السابق " ... إنهم يتنافسون مع بعضهم الآن ، ولذا تراهم دخلوا لعبة التخوين واللبرالية والديمقراطية ومنهم من ارتدى ثوب الطائفية ، وهنالك الكثير منهم .. يزايد علينا من علو شاهق في وطنيتنا ...! ودوما لديّ اعتقاد هو أن الانتهازيين هم متصدري المشهد في المنعطفات التاريخية الهشة والقلقة عند الشعوب ... أما المبدع الحقيقي فيبقى وقوة رؤيته ومواقفه .لذلك قلت لك قبل قليل وفي وضوح جلي ، إن انتهازيي المعارضة التقوا بسرعة سقوط نظام صدام مع مثقفي من كان يصنع ألوهية صدام و حروبه الداخلية والخارجية . مصطفى شيخان: عبد الكريم هداد ؟ أسئلة حرجة ؟ بكلمات شعرية ما تقول في ؟ سعدي يوسف عبد الكريم هداد: سعدي يوسف شاعر كبير ، له منجزه الشعري الكبير أيضاً وفيه مايشهد على تاريخه في المواقف الإنسانية والوطنية ...! مصطفى شيخان : مظفر النواب ؟؟ عبد الكريم هداد : مظفر النواب شاعر تجديد القصيدة الشعبية العراقية مصطفى شيخان : بماذا تختم من شعرك؟ الجديد طبعا عبد الكريم هداد : وكانت آخر قصيدة لي هي " ترنيمة إلى بيروت " وهي وقفة محبة مع الشعب اللبناني الشقيق وضد قوات الاحتلال والتعسف البربري الإسرائيلي المدلل من الأمريكان..! مصطفى شيخان: لم تجبني بالنسبة للمنفى وللعراق وللبنان وللقراء ؟ اقصد شعراً ... عبد الكريم هداد: أجمل سننيني قضيتها في المنفى كموقف وطني عراقي ضد تعسف سلطة غاشمة ، ولم أزر العراق ولن أذهب تحت غبار ما يحصل الآن ...! مصطفى شيخان: اجل لكن المنفى وعبد الكريم هداد؟ !! عبد الكريم هداد: وبكل تأكيد فأنني تناولت في شعري موضوع المنفى ، والوطن والحنين والذكريات والمحبة التي تجيش فينا نحو الوطن ، وكذلك آهات الحزن من حرائق العراق والنهب والتدمير والتخريب الثقافي والاجتماعي والاقتصادي..! لقد أعطيت المنفى أجمل سنين العمر ، لكنني افتخر بذلك لأنني وقفت ضد نظام جائر ..! مصطفى شيخان : يقول سعدون جابر في احد أغنياته(( اللي مضيع ذهب بسوق الذهب يلقاه واللي مفارق محب يمكن سنة وينساه لكن اللي مضيع وطن وين الوطن يلقاه) ماالذي تقوله أنت أستاذ عبد الكريم..؟ عبد الكريم هداد: وأنا أقف الآن ضد ديمقراطية الخراب الجائر ، حيث عاد من كان هو القاتل والجلاد والشاعر الانتهازي في تصدر الجلسة المشهد العام مع وسام وطني من الدرجة الأولى ، لدينا نخب سياسية لا تحترم دماء شعوبها ..! وليس لي القول إلا في قصيدة لي ..... أحسد طيور العصر ردت وأنا ..... اشرديتْ اشتاكيت اشوفن هلي وأبوس باب البيت ع العتبة انثر ورد فرحان يمهم جيت
وافرش سنين العمر بوسات انا اتمنيت اشتاكيت اشوفج عصر يايمه وشحنيت ليل المنافي ثلج وارجف عشك ظليت ياريت اشوفن هلي وابوس باب البيت
............ وعن العراق اقول .................... كالوا عيد وانا الحزنان رايد عيد رايد خبز رايد فرح لبلادي النساها العيد عراق الهوى عراق الزمن كلما بالفرح يحلم حزنه يزيد وانا بعاصفة منفى وكالولي اجانه العيد...!
ُأجري الحوار عبر النت حاوره : مصطفى شيخان
#مصطفى_شيخان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دقيقة عار لتمثال الفحم
-
تحت سماء عدنان الصائغ دمت للشعر ولنا
-
فراتنا الجميل
-
ناي جديد من بلدي
المزيد.....
-
مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-.
...
-
إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
-
صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق
...
-
الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف
...
-
سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
-
ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي
...
-
مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا
...
-
أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
-
كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|