أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - 6 من 7 من مقالنا : السياسة والحب














المزيد.....

6 من 7 من مقالنا : السياسة والحب


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 6902 - 2021 / 5 / 18 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


6 -



مع حزب البعث بقيادةصدام حسين لم يعد الشقاوة فرداً يعتمد على عضلاته وجرأته ، بل اصبح نظاماً سلطوياً يملك جميع ادوات العنف المنظم للدولة ، وقد استخدم صدام ادوات هذا العنف المنظم ليحتل الفضاء العام للعراق من اقصاه الى اقصاه ، ابتدأ عنفه المنظم هذا بمجزرة شملت جميع المنافسين له داخل الحزب : تسلى أولاً بأهانتهم واذلالهم إنسانياً ثم قام بإعدامهم ، وسبق ذلك باضطهاد منظم لجميع الاحزاب والحركات والشخصيات السياسية المستقلة . وطبقاً لتقاليد الأماكن الشعبية في العراق - فأن شقاوة المحلة او الحي - لا يتحمل بروز شقاوة آخر منافس له ، وقد ينقسم الحي في تأييده للشقاوتين ، وقد يلتحف مركز الشرطة بالصمت ، لكن لا بد من وقوع النتيجة : ان ينهزم احدهما ، وفي هذه الحالة بصبح لزاماً على المهزوم - اذا ظل حياً ولم يصبح معوقاً - ترك الحي والهجرة . وفي المهجر تشكلت لدى احزاب المعارضة عصبيات خاصة انتجت صفات بدأت تطلقها على نفسها ، وتحرم الذين ظلوا في الداخل من أعضائها منها ، وفي هذه الصفات التي لا تخرج عن معاني : الشقاوة ، يكمن سر صعود البعض الى قيادات الاحزاب وتخلف البعض . أما الاحزاب والحركات التي تشكلت بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 - واكبرها الحركة الشيعية الصدرية - فقد كانت وما زالت مصنوعة من : اخلاق ومن منطق عالم الشقاوة والشقاوات . واسم الحركة مشتق من عائلة : الصدريين التي اغتال نظام صدام منها : والد وعم مقتدى الذي قام بعد السقوط بتسييس الولاء العفوي للآلاف من شباب الشيعة لهذه العائلة الكريمة ، وشكل منهم تياره السياسي الذي انفجر كالزوبعة ، وأطلق شعارات مغموسة بتيارات العنف والدم ، واصبح الصعود الى قيادة تنظيم الحركة الصدرية موشوماً بوشم : التضحية بالروح من اجل ( حق ) الحركة في الاستحواذ على الأمكنة ( مدن وأضرحة وعتبات ) التي تدعي - بغير وجه حق - عائديتها اليها وليس للدولة ، و ( حقها ) في قتل كل من ينافسها ( عبد المجيد الخوئي انموذجاً) . وتمثل هذه الحركة صورة للزعيم السياسي في بلدان العروبة والأسلام الذي يكون ولاء اتباعه موشوماً بوشم الولاء المطلق للقائد . فالزعامة التاريخية التي تقوم على فكرة : القائد الضرورة ، وهدية السماء الى العراقيين ، والعبقرية الفذة المترسبة من مرحلة حكم البعث وصدام حسين : موجودة بلحمها ودمها لدى كل الاحزاب والحركات التي برزت الى الضوء بعد حرب 2003 ، وستظل هذه الزعامات على رأس هذه الاحزاب ولن يكنسها الا الموت . تخيل منظر زعامات الاحزاب العراقية ، وهم يقفون الى جانب زعماء الدول السبع الذين : لا يمثلون احزاباً رثة كالأحزاب العراقية ، ولا قواعد تتعصب حد العبادة لزعامات أحزابها ، بل يمثلون اقتصادات متقدمة عظيمة ، وحكومات تطبق بشفافية عالية : قوانين بلادها وتعاقب سراق المال العام ، وتشجب بقوة كل من يدعي بأنه صاحب امتيازات موروثة من الماضي ، موفرة لشعوبها مساواة حقيقية امام القانون ، وحريات بلا حدود ، وكفالة حقيقية من : العوز والبطالة والمرض ، وخاصة من الظلام . اما السياسة في العراق : فقد انتهت الى غرس : روح الگدية في اعماق العراقيين وقتلهم اذا تظاهروا مطالبين ببعض حقوقهم . والغريب انه لا توجد علاقات مبنية على الحب والمحبة بين اعضاء التنظيم الواحد في العراق ، بل توجد داخلها علاقات شللية مبنية على القرابة والمناطقية والعشائرية ، وكل منها يدعي بأنه القيم الأمين على تراث حزبه . بمثل هذه العينات المصابة بهوس المناصب والامتيازات والاستحواذ على المال العام : سيطل العراق على العالم في دورة انتخابية جديدة ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 5 من 7 من مقالنا : السياسة والحب
- مع من سأعيد ، مع السنة أم مع الشيعة
- السياسة والحب : 3 و 4 من 7
- السياسة والحب 1 و 2 من 7
- شهيد أم قتيل
- بعد ان تجاوزت الإصابات الملايين
- الأمن والتفجيرات
- لماذا تفضلون العيش في عالم التخلف ؟
- السودان : من مقولات - الترابي - الجهادية الى مفاهيم الحكومة ...
- رحلة حرة في ذاكرة العراق التاريخية القريبة
- كيف نجا الأدب بشقيه الشعري والسردي من مجازر الردات السياثقاف ...
- الوحوش
- اطردوا اشباح الماضي
- دولة الإمارات العربية المتحدة / ملاحظات أولية
- عن استراتيجية بث الذعر والخوف
- ( 2 ) الجلوس على عرش : شجرة عيد الميلاد
- الجلوس على عرش - شجرة عيد الميلاد - ( 1 )
- حركة التحرر الكردي : ثورات لا تنقطع ( 2 من 2 )
- حركة التحرر الكردية : ثورات لا تنقطع ( 1 من 2 )
- مساء الليلة الماضية


المزيد.....




- أوكرانيا تتعمق أكثر في الأراضي الروسية.. وهذه الإجراءات التي ...
- -الغموض المتعمد-.. مصدر في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة من ال ...
- هل تمتد سيول السعودية إلى مصر؟
- الصحة في غزة تصدر تحديثا لبيانات ضحايا الحرب
- اليابان في حالة قلق بعد أول تنبيه -للزلزال العملاق-.. ما تدا ...
- في السودان، أمطار تهطل في غير موسمها تفاقم معاناة السكان
- -تاس-: القوات الأوكرانية تنسحب من بعض مواقعها على محور بوكرو ...
- علاء الدينوف: قوات كييف خططت للاستيلاء على محطة كورسك النووي ...
- -حادث كبير-.. تسرب كيميائي في بريطانيا
- الخارجية الروسية: أوكرانيا بهجومها على كورسك أوقفت الحديث عن ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - 6 من 7 من مقالنا : السياسة والحب