فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6902 - 2021 / 5 / 18 - 17:42
المحور:
الادب والفن
أكلَ الحزنُ نفسَهُ ...
حينَ أكتشفَ أنهُ أنفقَ على الصغارِ
تجاعيدَ العيدِ ...
ولَمْ يجدْ مَايُنفِقُهُ
لِيضحكَ ...
تقولُ جارتِي العجوزُ ...
قَدَّدَ الشيبُ قَيْلُولَتَهُ
على ذراعَيْهَا :
أنَا لستُ حزينةً ...
عشتُ مَا يكفِي كَيْ يشعرَ الحزنُ
بِهزيمتِهِ ...
شربتُ النبيذَ معَ " بَاخُوسْ "...
رقصتُ معَ "زُورْبَا "
في أثينَا ...
دخنتُ السيجارَ
معَ "تْشِي غِيفَارَا "...
غَوَيْتُ / اِغْتَوَيْتُ /
ومارستُ كلَّ الهوايَاتِ
إنَّهَا زينةُ الحياةِ الدنيَا ...
هَا أنذَا ...!
على مُؤَخِّرَةِ الوقتِ
أَزْدَرِدُ الحزنَ ...
نِكايةً
في العمرِ ...
فَلَا بَأْسَ / لَا بَأْسَ /
منْ نهايةٍ
يُحْتَمَلُ أنْ تكونَ نهايةً ...
ألتهمُ ضحكةً ...
يمتدُّ فيهَا النهارُ والليلُ
منْ أوَّلِهِ إلى آخرِهِ /
ومنْ آخرِهِ إلى أوَّلِهِ /
فيلتهمُ الليلُ نهارَهُ في رُقَاقَةٍ ...
ويضحكُ
منْ أوَّلِهِ ومِنْ آخرِهِ ...
فَيكتشِفُ الحزنُ أنَّهُ لَمْ يلتهمْ
سوَى ذيلِهِ ...
ورُبَّمَا
التهمَ رأسَهُ ...
أتمدَّدُ على كرسيٍّ هزَّازٍْ ...
أنفخُ حكايةً
في الأَبَاجُورَةِ ...
وأعصِرُ الْكَابُّوتْشِينُو
نهايةَ الحكايةِْ ...
ثمَّ أستلقِي
في بدايةِ الحكايةِْ ...
مَا أجملَ البداياتِ ...!
قالَ جارِي الذِي أَتْلَفَ عمرَهُ
في شَدِّ الحبْلِ على قلبِهِ :
لستُ نادماً بِمَا يكْفِي ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟