محاولة الاجابة على الاسئلة المصيرية الصعبة ج3

ايدن حسين

الحوار المتمدن-العدد: 6902 - 2021 / 5 / 18 - 16:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

لماذا لدينا اسئلة صعبة اساسا
لماذا هناك علوم و فلسفات و اديان اساسا
السبب هو محاولة تفسير معضلة الوجود و الوعي
معضلة وجودنا و وجود الكون
عندما قلت ان الكون يمكن ان يكون متأرجحا بين الوجود و الفناء اعترض البعض
اذن لماذا قال العلماء بنظرية الانفجار العظيم
السبب بسيط .. لان تقبل فكرة ازلية الكون ليس امرا هينا
قد يقول البعض ان تمدد الكون دليل على حدوثية العالم
انا اقول ان هذا ليس دليلا كافيا لحدوثية الكون .. فما يدريك ان الكون يتمدد و ينكمش بين الحين و الاخر تماما كالقلب الذي ينبض
هل تقبل فكرة انبثاق الكون من العدم اسهل ام اصعب من تقبل فكرة ازلية الكون
مشكلتنا نحن البشر .. اننا ننسى السبب الذي جعلنا نفكر في اصل الكون
لو كنا متاكدين من ازلية الكون .. فلماذا نسبر اعماق الفضاء بتلسكوباتنا و علومنا و فلسفاتنا بل حتى بوساطة ادياننا
و لو كنا متاكدين من حدوثية الكون .. ايضا لماذا نقول بين الحين و الاخر بأزلية الكون
اذن ليس امامنا الا الاحتمالات
لنرى ماذا سيحدث لو كان الكون ازليا .. و لنرى ماذا سيحدث لو كان الكون حادثا
هل هناك احتمال اخر .. مثلا .. هل يمكن ان يكون الكون ازليا و حادثا في نفس الوقت
هل يمكن ان يكون الكون متارجحا بين الوجود و العدم بصورة ازلية اي كدقات الساعة او كنبضات القلب
كما ترى عزيزي القاريء ان الامر ليس هينا ابدا
لهذا السبب فاننا نختار احدى الاختيارات الممكنة بين الحين و الاخر لعلنا نتأكد من اصل الكون
لم يكن تقبل فكرة ازلية الكون سهلا .. لهذا السبب ابتدأ الانسان ينشيء صرح العلوم و الفلسفات و الاديان
و ليس تقبل فكرة حدوثية الكون سهلا هي الاخرى .. لهذا السبب نقول بين الحين و الاخر بأزلية الكون
لا ادري ماذا يهمكم انتم من هذا الموضوع ( ان كنتم اساسا مهتمين )
بالنسبة لي .. انا اريد ان اعرف هل حياتي هذه مرة واحدة فقط و لن تتكرر ابدا
ام انني .. كما دقات الساعة .. سآتي الى الوجود بين الحين و الاخر .. و الحين هنا قد تكون عبارة عن مليارات السنوات
ما الفائدة من ازلية الكون .. و ما الفائدة من حدوثية الكون .. ان كنت انا اتيا مرة واحدة فقط و لن يتكرر مجيئي مرة اخرى ابدا
لو كان الكون ازليا و كان الانسان حادثا .. فليس هناك اي مانع يمنع من مجيء هذا الانسان مرات و مرات بعد الموت الى هذه الحياة
و لو كان الكون حادثا .. هنا ينسحب الكون الى محل الانسان في المثال السابق .. فيصبح العبارة .. ليس هناك اي مانع من مجيء الكون مرات و مرات الى الوجود .. فما حدث مرة ما المانع من حدوثه مرات و مرات
لاحظ اننا في المثال الاول نتكلم عن كون ازلي و انسان حادث يموت
اما في المثال الثاني فاننا نتحدث عن كون حادث يموت
كما ترون انه ليس هناك فرقا كبيرا بين الحالتين
و كما قلت في مقالات سابقة .. ان مجيء الانسان الى الحياة مرة اخرى هي حتمية اذا لم يكن هناك اله
و مجيء الانسان الى الحياة مرة اخرى هو مجرد احتمال اذا كان هناك اله هو الذي يقرر مجيء الانسان من عدمه
لاحظ ان السحر قد انقلب على الساحر
فالمسألة مقلوبة تماما و ليس كما يتصور المادي الذي لا يؤمن بوجود اله وراء خلق الكون و ايجاده
البعض يقولون بوجود اله .. و البعض الاخر يقول بعدم وجود اله
ايضا .. تقبل وجود الاله لا يختلف كثيرا عن تقبل عدم وجود اله
لان المعضلة الحقيقية هي الازلية
فلا ... تقبل ازلية الشيء امر هين .. ولا .. تقبل حدوثية الشيء امر هين
المهم اهمية قصوى .. هل سآتي مرة اخرى الى الحياة .. و هل ما اقترفته في حياتي هذه ستحدد نوع الحياة التي سأعيشها في حياتي بعد الموت ان كنت ساعيش بعد الموت طبعا
ها قد فهمنا السبب في ظهور العلوم و الفلسفات و الاديان التي ارادت تفسير وجود الكون و الحياة و الاخلاق
ان كنت حادثا يحدث مرة واحدة فقط فليس مهما ان افهم الكون .. و ليس مهما الاخلاق ايضا ان كان كل همي العقوبات و المكافآت
اما ان كنت ساعيش بعد الموت .. و كانت لاخلاقي في حياتي هذه تأثيرا على حياتي بعد الموت فانا ملزم بان اعيش حياتي هذه خلوقا
و الانسان العاقل عليه ان يختار اهون الشرين
اذن مهما كان مصيرنا بعد الموت .. من الحكمة ان نعيش حياتنا خلوقين
النتيجة .. اغلب الاحتمالات تشير الى اننا سنعود بعد الموت
و من الحكمة ان نعيش حياتنا هذه خلوقين
هنا ايضا تبدا مشكلة جديدة .. و هي .. ما هي الاخلاق التي يجب ان نعيشها
هل الايمان بوجود اله من الاخلاق مثلا .. هل الايمان بازلية الكون من الاخلاق
يقول المتدين ان اهم الاخلاق هو الايمان بالاله .. و لنبقي حل هذه المشكلة الى مقالة اخرى
..

#ايدن_حسين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات